اجرى وزيرا خارجيتي فنلندا الكسندر ستاب واستونيا اورماس بابيت محادثات مع مسؤولين لبنانيين في اطار زيارة ميدانية للبنان وسورية هدفها تقويم الوضع في المنطقة عن كثب. وشملت اللقاءات رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري ووزير الخارجية فوزي صلوخ بعدما كانا التقيا اول من امس، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. واطلع المسؤولان الاوروبيان من سليمان على تطور العلاقات اللبنانية - السورية وشددا على «أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في لبنان». وافاد المكتب الإعلامي في قصر بعبدا بأن سليمان شكر للوزيرين «مشاركة دولتيهما في قوات يونيفيل وفي عملية إعادة إعمار الجسور وكذلك مخيم نهر البارد». ولفت الى «استمرار انتهاكات اسرائيل الجوية والبحرية والتجسسية ضد لبنان وعدم انسحابها من شمال بلدة الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا وعدم تطبيقها القرار 1701 وعدم اعطائها حق العودة للاجئين الفلسطينيين». واوضح بابيت ان «الزيارة تاريخية لأنها الاولى لوزيري خارجية استونيا وفنلندا معاً الى لبنان»، واشار الى انهما سينتقلان الى سورية اليوم، وقال: «بحثنا مع الرئيس في العديد من القضايا لكوننا ولكون الاتحاد الاوروبي مهتمين بالخطوات الايجابية المقبلة في المنطقة». وأضاف: «شهدنا تطورات جيدة في العلاقات اللبنانية - السورية، وفي العراق، ونتطلع بالطبع الى حكومة وحدة وطنية في فلسطين يمكنها إعطاء دفع جديد وتشكيل خلفية لدعم دولي بغية استكمال عملية انابوليس والمبادرة العربية، بهدف التوصل في نهاية المطاف الى حل على قاعدة الدولتين: اسرائيل وفلسطين، مما يسهم بالتالي في تحقيق الاستقرار في المنطقة، بما فيها لبنان والعلاقات بين لبنان واسرائيل». وأكد اهتمام بلاده بالانتخابات النيابية المقبلة في لبنان «على أن تكون حرة وديموقراطية ومن دون أية حوادث عنف. فالإشارات الإيجابية من الانتخابات النيابية الحرة والديموقراطية ستسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة لأن سيكون من السهولة اتخاذ التطورات الداخلية في لبنان كنموذج يحتذى من قبل غيره من الدول». أما الوزير ستاب، فأوضح: «فنلندا لديها تاريخ ايجابي طويل مع لبنان، وشاركت ب 12 الف جندي في اطار قوات حفظ السلام على مدى الاعوام الماضية، ونرغب في رؤية لبنان قوياً ومستقلاً متمتعاً بالسيادة على أراضيه». ولفت الى ان «انطلاقاً من تصور الاتحاد الاوروبي لأهمية عملية السلام، نعلق أهمية كبيرة عليها وعلى المبادرة العربية للسلام، بالاضافة الى عملية انابوليس. ونعتقد أن قضية الشرق الاوسط يمكن حلها من ضمن مقاربة شاملة، ما يعني إقامة علاقات جيدة بين اسرائيل وفلسطين على قاعدة قيام الدولتين، ووضع حد لبناء المستوطنات وتقديم العون لغزة، وكذلك قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية. كما نعتقد أن سلة الحل تشمل كذلك العلاقات بين اسرائيل وسورية واسرائيل ولبنان، ونعتبر ان ايران جزء ضروري ضمن هذا الإطار. وسنعمل لنرى السلام يتحقق في المنطقة لأننا نعتقد انها مكمن نزاعات العالم». واشار الى الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان و«تزامنها مع انتخابات البرلمان الاوروبي»، وقال: «نأمل ان تكون عادلة، حرة وشفافة، ونرغب في رؤية لبنان ديموقراطياً مزدهراً كصلة وصل بين الشرق والغرب في المنطقة». وزار الوزيران بري. وقال بابيت بعد اللقاء: «أكدنا سيادة لبنان واستقلاله، ونعلق اهمية كبيرة على العلاقات الجيدة بين لبنان وسورية ومسار عملية السلام في الشرق الاوسط، وحرصنا على الاستماع الى تحليل المسؤولين اللبنانيين لفهم الوضع في الشرق الاوسط ولبنان، نحن مسرورون للغاية للوضع في لبنان، ونتمنى ان تُجرى انتخابات نيابية جيدة». اما وزير خارجية بابيت فأعرب عن اعتقاده أن «التطورات الاخيرة في العلاقات اللبنانية - السورية مشجعة وايجابية، وكذلك الوضع في العراق هو اكثر استقراراً واكثر امناً، وبالطبع نأمل ان نتابع مسار عملية انابوليس والمبادرة العربية بحيث يؤديان الى الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، ونأمل ايضاً ان يشكل الفلسطينيون حكومة موحدة تساعد المجتمع الدولي على الانتقال الى خطوات ايجابية اخرى من اجل الوصول الى سلام نهائي في المنطقة».