قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان «إن الاغتراب اللبناني في أستراليا يشكل حضوراً مميزاً، والاتصال بالمغتربين، على أي مستوى كان، مهم ومفيد وكيف بالحري إذا كان اتصالاً على مستوى رئيس الجمهورية وتحديداً في استراليا التي لم يزرها قبلاً أي رئيس جمهورية لبناني». وأكد سليمان الذي عاد والوفد المرافق إلى بيروت ظهر أمس، في حديث إلى «الوكالة الوطنية للإعلام» في ختام زيارته التي استمرت ستة أيام، أن «ثمار الزيارة ستظهر سريعاً، لا سيما لجهة عودة المغتربين، وهذه العودة ليست جسدية إذ لم أقل لهم اتركوا أستراليا نهائياً وعودوا إلى لبنان، إنما عبر ارتباطهم بلبنان لجهة الحفاظ على الأرض والمنزل والقيام باستثمارات وإبداء الرأي السياسي وحضور المناسبات الوطنية أو الدينية والسياحة وغيرها»، مشيراً الى انه طمأن المغتربين إلى «أن حماية الاستقرار والأمن في لبنان مطلب كل الفرقاء وفق الإرادة الوطنية الجامعة». وتوقف عند «اهمية اللقاء مع السفراء العرب المعتمدين في أستراليا، الذين يسمعون لأول مرة موقف الرئيس اللبناني من التطورات التي تحصل في العالم العربي، وكانت رسالة مهمة حول الوضع في الشرق الأوسط والتطور الديموقراطي الذي يجب ألا يكون وفق معيار واحد، لأن لا جدوى من الديموقراطية إذا لم تطبق في فلسطين، وحول وجوب العودة إلى القضية القومية العربية وهي قضية فلسطين. والرسالة الأخرى كانت وجوب أن تشرك الأنظمة العربية جميع المكونات في دولها بالقرار الوطني على مختلف جوانبه بحيث لا يكون العدد هو المعيار، لأن لهذه المكونات، لا سيما المسيحية منها، دوراً حضارياً وإنسانياً وعروبياً متقدماً، وهذا يحتاج إلى كوتا تشرك هذه المكونات بالقرار ما يغني الديموقراطيات الناشئة لأن منطقتنا هي مهد الأديان السماوية والحضارات البشرية». ورأى سليمان أن «الأمر الأكثر أهمية هو أن السلطات الأسترالية وعلى المستويات كافة، والتي ترتبط بمنظومة علاقات متقدمة جداً مع الدول العربية، لا سيما أميركا وأوروبا، سمعت لأول مرة رأينا بموضوع فلسطين وما يجري للمسيحيين في القدس على وجه التحديد، وموقفنا الواضح من الربيع العربي، وخصوصاً أن استراليا تتحضر للدخول إلى مجلس الأمن كعضو غير دائم، وحرصنا على شرح قضيتنا حتى يكونوا على بينة مما يجري وتحديداً أن أي حل سلمي في الشرق الأوسط يجب ألا يكون على حساب لبنان لا سيما في بعده الخطير المتمثل بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وشرحت لهم كيف أن اللبنانيين أجمعوا على هذا الأمر وأدخلوه نصاً ميثاقياً في الدستور اللبناني». وأكد «أن للبنانيين تأثيراً واسعاً في استراليا، فأبناء الجالية يشغلون مراكز مهمة جداً، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والمطلوب فقط هو تحديد ماذا نريد منهم وتكثيف التواصل وفق آليات منتجة»، لافتاً إلى أن «السفارات والقنصليات في دول الاغتراب، لا سيما في استراليا، تحتاج إلى تعزيز متطلبات هذا الاغتراب لا سيما الأحوال الشخصية».