قررت حركة «فتح» عقد مؤتمرها العام السادس اليوم في بيت لحم رغم قرار حركة «حماس» منع أعضاء المؤتمر المقيمين في قطاع غزة من مغادرته الى الضفة الغربية للمشاركة. وقال أعضاء في اللجنة المركزية للحركة إن اللجنة اتخذت هذا القرار بعد ان فشلت الجهود التي بذلتها أطراف عربية عديدة مع «حماس» لحملها على التراجع عن قرارها بمنع أعضاء المؤتمر من أبناء القطاع من المغادرة للمشاركة في اعمال المؤتمر.وقال رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد عقب اجتماع اللجنة المركزية إن اللجنة اتخذت قراراً بعقد المؤتمر بعد سلسلة وساطات عربية ودولية واتصالات حثيثة مع «حماس». وأضاف: «وصلنا إلى قناعة بأن حماس لا تريد إخراج أعضاء المؤتمر العام السادس من غزة، وتريد ابتزاز فتح والسلطة الفلسطينية بقضايا نرفض مبدأها». وتابع ان قرار «حماس» هذا «يعمق الانقسام»، و«يضع العصي بالدواليب في طريق استمرار الحوار الوطني ونجاحه». وغادر ابراهيم ابو النجا احد قادة «فتح» في قطاع غزة امس رام الله عائداً الى غزة في خطوة تضامنية مع ابناء القطاع الذين لم يتمكنوا من المشاركة في المؤتمر، وقال: «لن اشارك في المؤتمر من دون مشاركة 400 فتحاوي من القطاع». وأوضح ابو النجا ل «الحياة» عبر الهاتف أثناء عودته من بيت لحم الى القطاع عبر معبر بيت حانون (ايرز) شمال القطاع: «لا يمكن أن أشارك في المؤتمر من دون الأخوة أعضاء المؤتمر من غزة، فأنا لا أمثل نفسي، أنا جزء منهم، ولا أستطيع أن أكون في المؤتمر من دونهم ... سأشعر بحرج كبير، لذا آثرت أن أعود الى غزة لأكون بينهم، فأنا كنت دائماً بينهم». وأشار الى أنه لا يزال لديه أمل في أن تعدل «حماس» عن موقفها وتسمح لأعضاء «فتح» بالسفر الى بيت لحم، قائلاً: «لا يزال هناك متسع من الوقت حتى غد (اليوم)». وشدد على أن «فتح لم تكن تتمنى أن تفعل حماس ما فعلته، بل أن تبادر بإرسال برقية تهنئة لنا لمناسبة انعقاد المؤتمر». وقال أبو النجا الذي ينوي ترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية في الانتخابات التي ستجرى في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر إن «أمامنا مشوار طويل لمقارعة الاحتلال». وأضاف: «أما المعتقلون (من حماس في سجون السلطة الفلسطينية) فلهم لجان تبحث موضوعهم، وتم إطلاق كثيرين منهم، ونحن نتابع مسألة الإفراج عنهم حتى الآن». والى جانب أبو النجا آثر عضو اللجنة المركزية، رئيس اللجنة القيادية العليا في غزة الدكتور زكريا الآغا عدم المشاركة في أعمال المؤتمر للسبب نفسه والبقاء في غزة مع الأعضاء الذين منعتهم «حماس» من السفر، على رغم أن «حماس» لم تصدر قراراً بمنعه، كما قال مصدر في الحركة ل «الحياة». ومن المتوقع ان تقرر الحركة لاحقاً سبل مشاركة اعضاء المؤتمر في غزة. ورجحت مصادر عديدة ان تجرى هذه المشاركة عبر نظام ال «فيديو كونفرنس». وتبدأ اعمال المؤتمر في التاسعة صباحاً بكلمات يلقيها عدد من قادة الحركة، بينها كلمة مركزية لرئيس الحركة، رئيس منظمة التحرير، ورئيس السلطة محمود عباس. ويناقش المؤتمر في اليوم الأول التقارير السياسية والتنظيمة والإدارية، وينتخب اللجان المختلفة. وفي اليوم الثاني للمؤتمر، يقر البرنامج السياسي المقدم من اللجنة المركزية. اما في الجلسة المسائية من اليوم الثاني، فيفتح باب الترشيح لمواقع القيادية في الحركة لتجرى عملية الانتخابات في اليوم الثالث والأخير. وتكثفت في الساعات الأخيرة الاتصالات بين مراكز القوى والمحاور والشخصيات المؤثرة في المؤتمر، وأسفرت هذه عن تراجع عدد المرشحين للجنة المركزية بصورة ملحوظة. في غضون ذلك، قال أمين سر «كتلة التغيير والإصلاح» التابعة لحركة «حماس» النائب مشير المصري امس إن «الأطراف الدولية التي ساهمت في الوساطة لدى حماس لإقناعها بالسماح لأعضاء فتح للخروج من غزة والمشاركة في مؤتمرها السادس، باتت أكثر قناعة وتفهماً لموقف حماس القاضي بربط ملف خروج أعضاء فتح بتبييض سجون الضفة من المجاهدين والمقاومين من أبناء الشعب الفلسطيني وإنهاء ملف الاعتقال السياسي ومنح غزة حصتها من جوازات السفر التي تطبع في رام الله».