علمت «الحياة» أن أجهزة الأمن الأردنية ألقت القبض على مجموعات سورية مسلحة ليلة أول أمس، كانت تخطط لتنفيذ تفجيرات داخل فعاليات خاصة بالمعارضة الأردنية لخلق حال من الفوضى في البلاد، يأتي ذلك فيما استخدمت قوات الأمن الأردنية في مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين الغازات المسيلة للدموع لفض تحرك احتجاجي تحول إلى أعمال شغب أوقعت إصابات في صفوف اللاجئين ورجال الأمن. وقال الناطق باسم مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب ل»الحياة»، إن «أجهزة الأمن الوقائي ألقت القبض على مجموعات سورية مسلحة أول أمس، كانت تعتزم القيام بأعمال تخريبية داخل بعض الفعاليات الشعبية المزمع تنظيمها خلال الفترة المقبلة». لكن مصدراً أمنياً - فضل عدم الإشارة إليه - أكد ل «الحياة» أن هذه المجموعات، كانت تخطط لتنفيذ عمليات تفجيرية داخل فعاليات خاصة بقوى المعارضة الأردنية، في عمان ومحافظات أخرى. وفي الإطار ذاته، قال الخطيب إن: «هذه المجموعات ضبطت في مدينة المفرق شمال شرقي البلاد وبحوزتها أسلحة ومعدات عسكرية ومناظير ليلية وأجهزة حاسوب، وخلال التحقيق مع عناصرها تبين وجود عناصر أخرى ما زلت طليقة والبحث جار عنها». وأكد الخطيب أن إحدى المجموعات التي ألقي القبض عليها اعترفت «بنيتها القيام بأعمال تخريبية في مناطق مختلفة من البلاد». وجاءت هذه التصريحات وسط تجدد أعمال الشغب داخل مخيم «الزعتري» للاجئين السوريين المشيد في مدينة الفرق الحدودية أمس وأمس الأول، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية ونقص الخدمات. لكن الخطيب أكد ل «الحياة» وجود عناصر «مدسوسة» داخل المخيم، «تعمل على استغلال نقص الخدمات المقدمة، بهدف إثارة الفوضى». وقال إن «الحالة الجوية التي شهدتها المملكة ليلة أول أمس والرياح القوية أدت إلى تطاير مئات الخيام في المخيم وانقطاع التيار الكهربائي ما دفع عشرات اللاجئين إلى الاحتجاج السلمي، وفوجئنا لاحقاً بقيام أعداد أخرى كبيرة بتحطيم المستشفيات والمراكز الطبية والمركبات». وأكد زايد حماد رئيس جمعية (الكتاب والسنة)، المكلفة من جهة الحكومة الأردنية بتقديم المعونات لعشرات آلاف اللاجئين السوريين ما ذهب إليه الخطيب، متحدثاً عن معلومات تشير إلى تسلل عناصر موالية للنظام السوري داخل المخيم، لتنفيذ أعمال تخريبية، على حد قوله. وقال ل «الحياة» إن «قوات الدرك استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق لاجئين أثاروا شغباً في المخيم ليلة أول أمس». وأضاف أن «حوالى 500 لاجئ شاركوا بأعمال الشغب واحتكوا برجال الأمن ما أوقع عشرات الإصابات بين الطرفين»، لافتاً إلى أن «مثيري الشغب احرقوا مستشفى ميداني وخياماً وحطموا سيارات إسعاف كانت موجودة لخدمتهم». وفي السياق ذاته، كشفت مصادر إغاثية داخل المخيم ل «الحياة» أن قيادات أمنية رفيعة المستوى وصلت إلى «الزعتري» مساء أمس، وطلبت من ممثلي المؤسسات الإغاثية مغادرة المخيم على الفور، تمهيداً لقيام السلطات بإجراء تمشيط أمني واسع على كل خيام اللاجئين، المتناثرة على طول الصحراء الشمالية الشرقية، بحثاً عن عناصر يتبعون للأمن السوري. ويؤوي الأردن الذي يشترك وسورية بحدود يزيد طولها عن 370 كيلومتراً، أكثر من 200 ألف سوري منذ بدء الأحداث في جارته الشمالية في آذار (مارس) 2011.