لجأ حوالى مئة الف سوري فروا من الحرب الاهلية الدائرة في بلادهم الى مخيمات في تركيا، على ما اعلنت أمس السلطات التركية، التي تطالب منذ اسابيع بمساعدة المجتمع الدولي لمواصلة استقبالهم. وتشير الاعداد الرسمية الى لجوء 93 الفا و576 شخصاً بالإجمال يعيشون في 13 مخيماً توزعت على عدة محافظات في جنوب شرق تركيا متاخمة لسورية، على ما أفادت مديرية الاحوال الطارئة التابعة لمكتب رئيس الوزراء في بيان. ومن بين اللاجئين، تم نقل 578 جريحاً الى عدد من المؤسسات الصحية التركية، وفق المديرية. والعدد 93 الفاً و576 يعني الاشخاص المسجلين رسمياً لدى السلطات، لكن المئات او الآلاف من السوريين دخلوا تركيا، حيث يقيمون مع اقارب ولم يتسجلوا لدى السلطات. وكانت الحكومة التركية التي قطعت العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد حددت حداً اقصى من اللاجئين السوريين الذين تستطيع استقبالهم ب100 الف، لكنها اكدت لاحقاً انها قد تتجاوز هذا الحد إذا تلقت مساعدة من المجتمع الدولي. وسعياً الى الحد من هذا العدد من اللاجئين، دعت انقرة مجلس الامن الدولي الى انشاء مناطق عازلة محمية على الاراضي السورية. لكن هذه الدعوة لم تلق استجابة حتى الساعة. ووسط قلة التمويل وصعوبة الاقامة في المخيمات، بدأ المئات من اللاجئين السوريين في تركيا اقامة متاجر في خيامهم من اجل تلبية احتياجات اللاجئين وتوفير اطعمة متنوعة للاطفال وكبار السن في المخيمات، وفي الوقت نفسه مساعدة انفسهم اقتصادياً. أبو محمد كان يعمل خبازا في بلدة جسر الشغور السورية، قبل أن يفر قبل عام مع أسرته إلى تركيا هرباً من أعمال العنف في بلده. طالت إقامة أبو محمد في مخيم يايلاداجي للاجئين السوريين في تركيا، فقرر تحويل خيمته في المخيم إلى مخبز. وقال أبو محمد إنه فتح المخبز لتلبية احتياجات سكان المخيم والاستفادة من وقته في عمل مفيد. وحول لاجئون سوريون آخرون خيامهم إلى متاجر في يايلاداجي بإقليم هتاي في جنوب تركيا، ومنهم الشاب أمجد، الذي فتح متجراً للخضر والفاكهة. وقال أمجد إنه فتح متجره لمساعدة سكان المخيم على شراء احتياجاتهم بدلاً من الخروج إلى القرى القريبة. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن الأزمة في سورية أصابت حياة أكثر من مليوني مواطن بالاضطراب بصورة أو بأخرى. وتبذل السلطات التركية جهوداً مكثفة للتعامل مع تدفق اللاجئين السوريين على أراضيها. وقالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين الاسبوع الماضي، إن عدد اللاجئين الفارين من سورية يمكن أن يصل الى 700 ألف بحلول نهاية العام بزيادة أربع أمثال عن توقعها السابق. وأضافت أن زهاء 294 ألف سوري عبروا الحدود الى أربع دول مجاورة، هي الأردن والعراق ولبنان وتركيا، أو ينتظرون تسجيلهم هناك.