ضربت أعمال عنف واسعة أمس عدداً من المدن العراقية أدت إلى قتل وجرح العشرات، بعد يومين من حادثة فرار العشرات من السجناء من سجن تكريت، معظمهم ينتمي إلى تنظيم «القاعدة»، وبينهم محكومون بالإعدام. وكانت حصة بغداد الأكبر من تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، فيما تعرضت ديالى والموصل لهجمات مشابهة. وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الشعلة شمال غربي العاصمة، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات والمباني القريبة، واستهدفت سيارة مفخخة دورية للشرطة في ساحة التحريات في منطقة الكرادة وسط بغداد، أسفرت عن مقتل أحد عناصرها وإصابة خمسة مدنيين. وفي منطقة الكرادة أيضاً انفجرت عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة، أسفرت عن مقتل آمر الدورية وهو ضابط برتبة ملازم أول، وإصابة ثلاثة من عناصرها، فيما قتل شخصان وأصيب تسعة آخرون بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين قرب مرقد سلمان الفارسي في قضاء المدائن، جنوب بغداد. وفي منطقة المنصور (غرب بغداد) قتل ضابط في وزارة الداخلية برتبة عقيد بهجوم مسلح نفذه مجهولون قرب جمعية الهلال الأحمر، وقتل عنصر من وزارة الداخلية بهجوم مسلح نفذه مجهولون على الطريق العام في منطقة حي العامل (جنوب غرب) وأصيب شرطي ومدني بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين في قضاء الطارمية (شمال). وفي محافظة نينوى (400 كم شمال بغداد) انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مديرية شرطة الكرامة في قرية كوك جلي، شرق الموصل(مركز المحافظة)، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين. وفي الموصل أيضاً أصيب جندي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته بالقرب من تقاطع البراوي، فيما أصيب شرطي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته قرب تقاطع النبي يونس (شرق). وأصيب عضو في المجلس البلدي لناحية الشورى بهجوم مسلح (جنوب) ونجا رئيس المحكمة العسكرية من محاولة اغتيال بانفجار في منطقة الفليفل شمال المدينة. وشهدت مدينة ديالى مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمال بعقوبة، فيما نجا مدير شرطة مرور من محاولة اغتيال بانفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه وأسفرت عن إصابة أربعة مدنيين. وفي بابل (100 كم جنوب بغداد) اعتقل مطلوبان بتهمة «الإرهاب» خلال عملية أمنية نفذت في ناحية جرف الصخر شمال غربي المحافظة. وشهدت مدينة الديوانية جنوب بغداد اعتقال انتحاريين كانا يقودان سيارتين مفخختين أثناء محاولتهما الدخول إلى مركز المدينة من جهة الطريق الدولي السريع شرق الديوانية. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العقيد ضياء الوكيل ل «الحياة» إن «سلسلة التفجيرات التي شهدتها بغداد وعدد من المدن اليوم (امس) هي رسائل من الإرهابيين لإثبات وجودهم على الأرض وأنهم يعملون بحرية لكنهم مطاردون ولا يستطيعون البقاء في مكان واحد». ولفت إلى أن تنظيم «القاعدة» وعدداً من المجموعات المسلحة الأخرى «تسعى إلى إرباك الوضع الأمني في البلاد وهي تستغل أي ثغرة أمنية او أزمة سياسية لتنفيذ عملياتها ولكن قوات الأمن تواصل ملاحقتهم في أنحاء البلاد». وأشار إلى تنفيذ «عمليات واسعة النطاق في محيط دجلة وشمال الفرات استهدفت خلايا نائمة لتنظيم القاعدة واتباعه». وأوضح أن «التحقيقات مع عدد من المعتقلين كشفت وجود مخططات لإثارة العنف أحبطنا العديد منها». وحمل عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب شوان محمد طه رئيس الوزراء نوري المالكي وقوات الأمن مسؤولية استمرار التفجيرات. وقال في اتصال مع «الحياة» امس ان «التفجيرات المتزامنة بهذه الدقة تكشف هشاشة الوضع الأمني وضعف الخطط الأمنية وقلة خبرة القائمين على الملف الأمني». وأشار إلى أن «الحكومة تتبع أسلوب القوة في فرض الأمن والتفرد في القرارات من دون إشراك باقي الكتل السياسية «. وزاد أن «استمرار التفجيرات في وقت يبلغ عدد منتسبي القوات الأمنية مئات آلاف المقاتلين يستدعي مراجعة الوضع برمته»، ولفت إلى أن «رئيس الحكومة لا يأخذ في الاعتبار رأي البرلمان وهذا يؤثر سلباً في الوضع الأمني». وأوضح أن «قوات الأمن تعتمد على العدد والعدة وهي استراتيجية فاشلة، بينما يجب تعزيز العمل الاستخباراتي». وجاءت التفجيرات بعد يومين من حادثة فرار عشرات السجناء من سجن في مدينة تكريت ينتمون إلى تنظيم «القاعدة، بينهم47 محكوماً بالإعدام، فيما تواصلت عمليات البحث امس عن الفارين لليوم الثالث على التوالي. وانفجرت سيارتان مفخختان الأولى في منطقة سبع البور والأخرى في قضاء التاجي، أسفرتا عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين وانفجرت سيارة ثالثة في حي العامل أسفرت عن إصابة ستة أشخاص.