عقدت في القاعة الرئيسية بمحكمة الفاتيكان أمس، الجلسة الأولى لمحاكمة باولو غابرييلي كبير خدم البابا بينيدكتوس السادس عشر، المتهم بسرقة وثائق خاصة ومهمة من مقر إقامة البابا في أيار (مايو) الماضي. وحضر الجلسة عدد محدود من الصحافيين، بينهم مراسل جريدة «أوسيرفاتوري رومانو» الناطقة باسم مجمع الأساقفة الإيطاليين، وآخر عن الإذاعة الرسمية في الفاتيكان، اضافة الى 8 ممثلين لصحف ايطالية وأجنبية سيتابعون الجلسات، فيما لم يسمح لأي منهم بادخال اجهزة تصوير او تسجيل، وكذلك بنشر المداولات الا بعد انتهاء المحاكمة. وحضر غابرييلي الجلسة، بخلاف المتهم الثاني كلاوديو شاربيليتي الموظق في قسم المعلوماتية بأمانة سر دولة الفاتيكان، والذي يشتبه في انه ساعد غابرييلي في الحصول على الوثائق وتسريبها الى وسائل اعلام. وافادت مصادر مقرّبة من عائلة غابرييلي، العلماني والأب لثلاثة اولاد وأحد المواطنين القليلين في دولة الفاتيكان، بأن ذويه فضلوا عدم الافادة من حقهم في حضور الجلسة، واجتمعوا، بحسب موقع خصصته شبكة «تي جي كوم24» التابعة للفاتيكان، في منزل العائلة، حيث نظموا صلاة جماعية بمشاركة والد المتهم وأشقائه وعدد من اقاربه. واكدت دار الصحافة الفاتيكانية قبل انعقاد الجلسة «انجاز كل ترتيبات المرافعات القضائية، من خلال تخصيص الكلمة الأولى لممثل النيابة ثم الدفاع، قبل رفع الجلسة في انتظار حكم القاضي القابل للطعن من النيابة والدفاع معاً». ولم تستبعد الدار ان توسع المرافعات لائحة الاتهامات وتؤدي الى اتخاذ اجراءات جنائية جديدة، معتبرة أن اعتراف غابرييلي بالجرم «ليس دليلاً قاطعاً ويمكن ان يشكل وسيلة للتغطية على آخرين». ولفتت الى احتمال استدعاء المحكمة للشهادة اشخاصاً جرى الاستماع إليهم خلال التحقيق، علماً انها ستتلقى تقويم لجنة الكرادلة التي شكلها البابا لدرس القضية. ورفض رئيس المحكمة القاضي جوزيبي دالال توري خلال الجلسة تشكيك محامي غابرييلي في عدم صلاحية المحكمة، في حين قبل طلب محامي شاربيليتي بفصل ملفي المتهمين باعتبار ان «تورط موكله في القضية لم يستغرق إلا ساعات قليلة». وقرر القاضي حصر المرافعات بخمس جلسات، واصدار الحكم قبل السادس من تشرين الأول (اكتوبر)، علماً ان البابا يمكن ان يصدر عفواً يوقف تنفيذ الأحكام القضائية المحتملة. كما استدعى السكرتير الخاص للبابا المونسنيور جورج غانسويت للإدلاء بشهادته الثلثاء. وهو الرئيس المباشر لكبير الخدم غابرييلي الذي ابلغه درك الفاتيكان بحصول عملية تسريب الوثائق.