توفيت في القاهرة أمس، نجمة الجاذبية والإغراء في الستينات الممثلة برلنتي عبدالحميد، زوجة الراحل المشير عبدالحكيم عامر القائد العام للقوات المصرية في عهد جمال عبدالناصر. وأفاد موقع «الأهرام» الإلكتروني بأن عبدالحميد توفيت في مستشفى القوات المسلحة في القاهرة عن عمر يناهز 75 سنة، عقب إصابتها بجلطة في المخ. ولدت برلنتي في حيّ السيدة زينب في القاهرة عام 1935، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية قبل أن تبدأ حياتها بالتمثيل في مسرحية «الصعلوك». كانت ممثلة لامعة ومميزة وفريدة بين أبناء جيلها سواء في تنوع أدوارها أو جمالها الأنثوي الصارخ. تعتبر برلنتي عبدالحميد واحدة من الدفعة الذهبية في معهد التمثيل القديم، التي تتلمذت على يد مؤسسه وعميده الأول زكي طليمات، وضمت أسماء أصبحت نجوماً لامعة في سماء الفن. فقد كان بين زملائها وزميلاتها سناء جميل، سميحة أيوب، زهرة العلا، فريد شوقي، وعبدالرحيم الزرقاني، وغيرهم. وقفت برلنتي على خشبة المسرح، وكانت واحدة من بطلات روايات عدة مثل: «الشيخ متلوف»، و «البخيل» لموليير، و «تاجر البندقية» لشكسبير، و «بعد أن يموت الملك» لصلاح عبدالصبور. إلا انها اكتسبت بريقها الأقوى من السينما. بدأت فيها بأدوار قصيرة نسبياً مثل دورها في فيلم «ريا وسكينة» عام 1953، ودورها في فيلم «دايماً معاك» بطولة فاتن حمامة ومحمد فوزي عام 1954، ثم وقفت بعدها أمام يوسف وهبي في فيلم «أسعد الأيام» من إخراج حسن رضا عام 1954. ولمعت في فيلمين، أولهما «رنة الخلخال» الذي أخرجه محمود ذو الفقار عام 1955، وقامت فيه بدور فتاة شابة رباها عبدالوارث عسر تحاول إغراء ابنه شكري سرحان، ولا يجد الأب الطيب، حلاً لهذه العلاقة سوى الزواج بها. بعده جاء فيلم «درب المهابيل» أشهر أفلامها عام 1955 الذي أخرجه توفيق صالح ويعتبر من علامات السينما المصرية، وشاركها البطولة فيه شكري سرحان وعبدالوارث عسر وعبدالغني قمر، ثم توالت أفلامها فقدمت: «حياة غانية»، «نداء العشاق»، «فضيحة في الزمالك»، «زيزيت»، و «بيت الله الحرام»، حتى وصل عدد أفلامها الى حوالى 29 فيلماً سينمائياً. وإذا كانت عزيزة أمير، وهي مؤسسة صناعة فن السينما في مصر ومعها فاطمة رشدي وآسيا داغر وماري كويني وأمينة رزق، يمثلن الجيل السينمائي الأول، وليلى مراد ومديحة يسري وليلى فوزي وتحية كاريوكا وسامية جمال يمثلن الجيل السينمائي الثاني، فإن برلنتي عبدالحميد هي إحدى ممثلات الجيل الثالث. وشاركتها ريادة هذا الجيل فاتن حمامة وشادية وماجدة وهند رستم وسميرة أحمد وسميحة أيوب. وبذلك سبقت برلنتي إلى العمل السينمائي كلاً من زبيدة ثروت وزيزي البدراوي ونادية لطفي وسعاد حسني وليلى طاهر ونبيلة عبيد ونادية الجندي وشويكار وسهير البابلي ونجلاء فتحي وميرفت أمين ونيللي. كانت برلنتي عبدالحميد من الفنانات المقلات في تقديم أفلامهن للجمهور، ولعل هذا يرجع إلى نشأتها الأسرية وطبيعتها الناقدة التي أجبرتها على اختيار أدوارها بعناية تتناسب مع شخصيتها، حتى أن رصيدها السينمائي وصل إلى 29 فيلماً، في حين زاد رصيد زميلاتها على المئة فيلم في كثير من الأحيان. وهذا يرجع إلى أنها اعتزلت الفن أكثر من مرة خلال مشوارها الفني. احتجبت برلنتي عبدالحميد عن الأضواء في أوائل الستينات بسبب زواجها بالمشير عبدالحكيم عامر الذي أنجبت منه في ما بعد ابنهما الدكتور عمرو. وترتب على هذا الاعتزال خسارة فنية كبيرة لها، إذ ظهرت ولمعت أسماء فنانات أخريات تألقن بسبب غيابها في تلك الفترة. ويدخل في إطار هذه الخسارة التي أصابتها ضياع بطولة أفلام كثيرة اختطفتها منها زميلات لها مثل بطولة فيلم «بفكر في اللي ناسيني» عن قصة «المستنقع» لعبدالحميد جودة السحار التي قامت بها بدلاً منها هند رستم في دور «أحلام». واختطفت منها شادية دورين كانت مرشحة لهما هما فيلم «لوعة الحب» أمام عمر الشريف ودور فتاة الليل «نور» في فيلم «اللص والكلاب» أمام شكري سرحان. كان فيلم الاعتزال الذي ختمت به فترتها الأولى، والتي امتدت عشر سنوات، «الشياطين الثلاثة» الذي قاسمها بطولته رشدي أباظة وأحمد رمزي وحسن يوسف وأخرجه حسام الدين مصطفى ويعتبر من أقوى أفلام المغامرات القائمة على الحركة وأدت دور المعلمة «حسنية». أما الفيلم الذي عادت به الى السينما بعد ذلك فهو «العش الهادئ» إذ قامت بإنتاجه وبطولته أمام محمود ياسين وأخرجه عاطف سالم عام 1976، وكان آخر أفلامها «الهانم بالنيابة عن مين» مع فاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وعبدالمنعم إبراهيم من إخراج أحمد خضر عام 1988. وأصدرت برلنتي كتاباً عن حياتها مع عامر تحت عنوان «المشير وأنا» عام 1993، كما أصدرت عام 2002 كتاباً ثانياً بعنوان «الطريق إلى قدري... إلى عامر». رفضت عبد الحميد محاولات إنتاج فيلم عن حياة عامر الذي مات في ظروف غامضة اثر هزيمة عام 1967 وأثيرت أقاويل عن تسميمه.