اشتهر بأدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل، ولا تزال أفلامه تحقق نسبة عالية من المشاهدة رغم مرور عشرات السنين على تصويرها وعرضها، اعتزل الفن في السبعينات ثم عاد إليه بمسلسل مع سيدة الشاشة فاتن حمامة وفيلم من إخراج إيناس الدغيدي، ورغم الحصار الذي يفرضه على نفسه..نجحنا في إقناعه بصعوبة شديدة لأن يخرج عن صمته ويفتح لنا قلبه وخزينة أسراره من خلال هذا الحوار.. لماذا اعتزلت الفن ؟ - في الحقيقة، لم أعتزل الفن ولكن الفن هو الذي اعتزلني، فلم أتلق أي عروض نهائيا وتم تجاهلي من قبل المنتجين والمخرجين ، فأنا لم أعتزل برغبتي للأسف وأنا على كامل الاستعداد لتقديم العديد من الأعمال الفنية المتميزة. في إحدى تصريحاتك قلت إنك لم تحب التمثيل فهل هذا صحيح؟ - لا لم أقل ذلك ولكني قلت إن التمثيل لم يخطر في بالي ولم أخطط يوما أن أكون ممثلا ، والتمثيل جاء معي عن طريق الصدفة ، واعتبرت الفن مهنة كأي مهنة اعتمدت عليها في بدايتي لكسب الرزق، وبعد ذلك تعاملت مع الفن باعتباره مهنة ليس لدي غيرها، واكتشفت أنها مهنة صعبة للغاية وعانيت كثيراً، خاصة أن التمثيل في حد ذاته يتطلب مجهوداً كبيراً يرهق الفنان وينعكس سلباً على صحته فيجعله يصل إلى الشيخوخة قبل الأوان. حدثنا عن أول أعمالك السينمائية وكيف جاء دخولك لعالم الفن؟ -حكاية دخولي الفن كانت حكاية طريفة جدا وغريبة في نفس الوقت فلم أكن أحلم أن أمثل ، و لم يخطر في بالي كيف سيكون ذلك ، وكان عمر الشريف صديقي جدا وهو من فتح شهيتي للتمثيل وكنت أذهب معه إلى «جروبي» وأجلس معه بالساعات وفي يوم كان هناك يوسف شاهين وجلست معه نتحاكى لساعات طويلة وبعدها لم أقابله ، وفوجئت بعمر الشريف في يوم يخبرني بأن يوسف شاهين اختارني لبطولة فيلم «صراع في الوادي» وكان ذلك في عام 1954 ولكني فوجئت بأن شاهين أسند دوري لعمر ووقتها لم أحزن لأن حلم السينما لم يكن يراودني ، بعدها كنت جالسا في إحدى صالات البلياردو حيث كنت أهوى هذه اللعبة كثيرا فشاهدني المخرج «حلمي حليم» وعرض علي العمل كممثل فوافقت كنوع من التجربة وقمت ببطولة أول أفلامي وهو فيلم «أيامنا الحلوة»وكان عبد الحليم حافظ وقتها وجها جديدا في الفيلم والطريف أن عمر الشريف كان معي في هذا الفيلم كبطل أيضا وكان هذا عام 1955 وتلك كانت بدايتي.. ما أبرز المواقف التي تتذكرها عندما وقفت أمام الكاميرا لأول مرة؟ -كان لأول يوم تصوير قصة مثيرة فقد كنت قد قضيت يومين قبل ذلك أضع الماكياج وأنتظر في (البلاتوه) ثماني ساعات ثم أعود إلى البيت دون أن أفعل شيئاً ، وفي اليوم الثالث خرج الجميع من البلاتوه بعد أن أدوا أدوراهم وبقيت أنا وزينات صدقي وعرفت (زينات) أن هذه هي المرة الأولى التي أقف فيها أمام الكاميرا فراحت تطمئنني وتشرح لي المواقف وكيف تؤدى بصورة طبيعية لأن المتفرج يحب الطبيعة في كل شيء ، وكان درس عدم التكلف هو سر نجاحي فإذا كنت أذكر لحلمي حليم فضلا أنه أعطاني أول فرصة فإنني لا أنسى للفنانة العظيمة زينات صدقي رحمها الله أنها صاحبة فضل عليّ في أول يوم وقفت فيه أمام الكاميرا. وما هو موقف النقاد والجماهير منك بعد عرض الفيلم ؟ -الحمد لله وجدت استحساناً من الجميع وشهادات لا تحصى بمولد نجم سينمائي جديد وراح المنتجون والمخرجون يدقون بابي وتوالت أفلامي وأدواري التي تجاوزت ال100 فيلم في 20عاماً فقط هي عمري السينمائي ، فقد بدأت في منتصف الخمسينات واعتزلت لأول مرة في منتصف السبعينات بعد انتهائي من تصوير فيلم (الأبطال) مع الراحل الكبير فريد شوقي. وماذا عن فيلم«ثرثرة فوق النيل»؟ - هذا الفيلم اعتز به كثيرا ، فممدوح الليثي عرض علي السيناريو وقال لي اقرأ هذا العمل وشوف ها تدفع كام للاشتراك فيه وبالفعل فقد كان عملا مميزا للغاية ويضم عمالقة من الفن مثل نجيب محفوظ ، وحسين كمال.. قيل إنك كنت تغار من الفنان رشدي أباظة فهل هذا صحيح؟ - اطلاقا رشدي كان صديقي جدا واقتربت منه اكثر خلال عملنا في فيلم «تمر حنة» وبعدها استمرت صداقتنا لمدة 10 أعوام كنا نخرج يوميا مع بعض فقد كان مرحا جدا وظريفا واجتماعيا جدا ، وكانت علاقاته النسائية كثيرة للغاية فقد كان شقيا جدا.. هل صحيح أنك كنت وراء دخول الفنان «عادل أدهم»عالم التمثيل؟ - بالفعل هو كان صديقي قبل دخوله التمثيل فقد كان يعمل بالأسكندرية في البورصة واستقال وغادر الأسكندرية وتوجه للقاهرة واقترحت عليه ان يشترك معي في فيلم «فتاة شاذة» فكل فنان يحتاج الى الخطوة الأولى فقط ثم إن استمراره في التمثيل يتوقف على موهبته وكان الفنان «عادل أدهم» موهوبا بالفعل... وما أبرز الأفلام التي تعتز بها خلال مشوارك مع الفن ؟ - كل أعمالي أعتز بها ولست نادماً على أي عمل سوى أعمال قليلة قدمتها بهدف المجاملة ، إلا أنني حتى اليوم ما زلت أعشق أجمل أفلامي مثل (صراع في الميناء) مع فاتن حمامة وعمر الشريف وكذلك فيلم (لن أعترف) مع فاتن وأحمد مظهر و (أيام وليالي) مع عبد الحليم و(الأخ الكبير) مع فريد شوقي وهند رستم و(الأشقياء الثلاثة) مع سعاد حسني وشكري سرحان وسواها من الأفلام الجميلة الشهيرة. ولكن ما هي أحب الأفلام إلى قلبك؟ - «ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال هو أفضل ما قدمته للسينما وللعلم كان هذا هو أول تعاون بيننا ولو كان هذا الفيلم يعرض الآن كان سيواجه العديد من المشاكل الرقابية. ماهي قصة فيلم الإنجيل؟ - كنت سأعمل في هذا الفيلم بعد أن تقابلت مع مخرجه الذى يعد من أكبر المخرجين العالميين ورشحني ولكن حدثت بعض المعوقات سببها فتحي إبراهيم الذي كان يشرف على الإنتاج المشترك لأنه كان لا يحبني فقالوا لي وقتها: هناك أوامر من فوق منعتك. من من المخرجين الحاليين تفضل أن تشترك معه في عمل؟ - أحببت «إيناس الدغيدي»فهي مخرجة واعدة عملت معها من قبل في فيلم «الوردة الحمراء»، وشاهدت فيلم «حين ميسرة» للمخرج خالد يوسف وأحببته جدا وشعرت ان هذا المخرج عبقري بالفعل وله رؤية متميزة. لقد كنت صديقا لسعاد حسني..فهل ترى أنها قتلت أم انتحرت؟ -لا أعرف لماذا يتكلّم الناس عنها كثيراً؟ واحدة انتحرت فماذا تريدون منها؟أنا كنت قريباً منها قبل وفاتها، وأعرف عنها كل شيء، وأزمتها فقط أن وزنها زاد بشكل بشع، وملامحها تغيرت.. فكانت «مكسوفة» ولم تستطِع مواجهة نفسها أو الجمهور، فكرهت نفسها.. بالإضافة إلى أنها لم تكن قادرة على الكسب، فكان الطبيعي والبديهي أن يستوعب الناس ويصدقوا أنها انتحرت ولم تقتل. قيل إنك كذبت شائعة زواج العندليب بسعاد حسني فهل هذا صحيح؟ - نعم صحيح فأنا كنت قريبا من الإثنين من عبد الحليم ومن سعاد ولم يحدث أن تزوجا بأي شكل سواء سريا أو عرفيا أو رسميا ، وأنا فوجئت بما تردد مؤخرا لزواجهما وحزنت كثيرا لتجسيد ذلك في أعمال درامية. حدثني عن زيجاتك بصفة عامة أولا؟ - تزوجت ثلاث مرات، زوجتي الأولى كانت عطية الله الدرمللي وأنجبت منها ابنتي باكينام، ، ثم تزوجت الراقصة نجوى فؤاد ، أما آخر زوجة فكانت سيدة يونانية تدعى نيكولا وأنجبت منها ابني نواف وابنتي نائلة، وهي تعمل محامية، والواقع أنني أحببت كل واحدة منهن وحتى الآن أتذكرهن بالخير، وأكن لهن كل احترام وتقدير. وماذا عن زوجتك الأولى عطية الله الدرمللي؟ - هى من عائلة أرستقراطية جدا، وجمعتنا قصة حب كبيرة وتزوجنا سريعا في عام 1956 وبدون مراسم زفاف وشقتنا كانت بدون أي عفش كان بها سرير وثلاجة وبوتجاز وبعد زواجنا بفترة قررنا دعوة أصحابنا للاحتفال بزفافنا واستلفت من الجيران شلة وكراسي، وكنا نحب بعضنا كثيرا ولكن بعد فترة بدأ الحب يتسرب من بيننا ولم نعرف ما السبب، أيضا كانت هي شديدة الغيرة علي لدرجة كبيرة مما جعلنا دائما مختلفين والمشاكل تفاقمت بيننا و قررننا الانفصال لكني أتذكرها دائما بكل خير..