تُشارك 20 داراً سعودية في معرض صنعاء الدولي للكتاب الذي تنظمه الهيئة اليمنية العامة للكتاب ضمن 200 دار نشر يمنية وعربية وأجنبية بينها ثلاث دول تشارك للمرة الأولى، هي الهند وتركيا وأميركا، وتحتل المشاركة السعودية المرتبة الثانية بعد مصر التي تُشارك بنحو 75 دار نشر، فيما غابت سورية ولبنان عن المشاركة بسبب الأوضاع الأمنية فيهما، بحسب ما أفاد منظمو المعرض. ويشتمل المعرض الذي افتتح الثلثاء الماضي، ويستمر حتى السادس من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على أكثر من 200 ألف عنوان. وأشاد وزير الثقافة اليمني الدكتور عبدالله عوبل بخصوصية المشاركة السعودية، جاء ذلك خلال زيارته للجناح السعودي، إذ استمع إلى شرح حول المشاركة السعودية لهذا العام من الملحق الثقافي السعودي الدكتور علي حسين صميلي، ورحّب وزير الثقافة اليمني بالإنتاج الفكري والثقافي السعودي، مؤكّداً أن الإنتاج الفكري والثقافي السعودي سيكون مفيداً للمكتبة الثقافية العربية عموماً. كما تبادل الجانبان السعودي واليمني الهدايا والدروع التذكارية، وتشهد فعاليات البرنامج الثقافي مشاركة سعودية، إذ يُشارك كل من الشاعر محمد زايد الألمعي والأديب حجاب الحازمي والشاعر أحمد السيد عطيف ومحمد مبارك مسيري وآخرين، كما تُشارك باحثة يمنية بورقة حول رواية «ساق الغراب» ليحيى أمقاسم. وكان تنظيم المعرض الذي انطلق قبل 27عاماً، تعطّل العام الماضي بسبب تردي الأوضاع الأمنية وأعمال القتال التي شهدها اليمن منذ اندلاع الاحتجاجات مطلع 2011، وخلال حفلة افتتاح المعرض الذي أُقيم هذا العام في نادي ضباط الشرطة، وحضره السفيران السعودي والأميركي وعدد من الديبلوماسيين والمسؤولين، شدّد وزير الثقافة اليمني على أهمية تفعيل الشراكة الثقافية بين اليمن ومختلف البلدان من خلال تعزيز مشاركتها في المعرض ومختلف البرامج الثقافية بما يعزز من التعاون الثقافي المشترك، مُشيراً إلى استعداد وزارته تقديم التسهيلات كافة لدور النشر المشاركة. ويشمل برنامج الفعاليات الثقافية المصاحبة أمسيات وصباحيات قصصية وشعرية وندوات، يُشارك فيها عدد من الأدباء والكتاب اليمنيين، إضافة إلى توقيع مجموعة من الإصدارات اليمنية الجديدة، ووصف مثقفون يمنيون معرض صنعاء للكتاب لهذا العام ب«الهزيل»، قياساً بدوراته السابقة خصوصاً مع غياب أبرز دور النشر اللبنانية والسورية عن المشاركة. وفي السياق نفسه، لفت مدير المعرض زيد الفقيه إلى مشاركة أندية ثقافية سعودية هي الأولى من نوعها في معارض الكتاب باليمن، من خلال إصداراتها من الكتب والدوريات في مختلف مجالات المعرفة، واصفاً إصدارات الأندية السعودية بالمُميزة، ونوّه إلى مشاركة عدد من الكتّاب والباحثين والشعراء والروائيين السعوديين في الفعاليات المصاحبة للمعرض، وستنصب حول العلاقة الثقافية بين المملكة واليمن، وأوضح الفقيه أن مشاركة الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى صنعاء في المعرض الحالي تتمثل في مشاركة الجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل وجامعة الإمام محمد بن سعود، إلى جانب مشاركة وزارات التعليم العالي والثقافة والإعلام والتربية والتعليم والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومشاركة أخرى لدارة الملك عبدالعزيز ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة عبدالعزيز العامة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وأشار الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي كان يرافق وزير الثقافة خلال جولته على الأجنحة إلى أهمية المعرض، كونه يأتي بعد توقف دورته السابقة بسبب الأوضاع التي شهدتها اليمن أخيراً، متمنياً تواصل واستمرار دوراته بانتظام. وأكّد المقالح خصوصية إقامة المعرض لهذا العام الذي يمثل بحسب قوله بالعيدين، العيد ال50 للثورة اليمنية وعيد المعرفة، «باعتبار الكتاب والكلمة حوار في حد ذاتهما»، لافتاً إلى أن الشعب اليمني «بحاجة إلى حوار مع نفسه للسير نحو التغيير الصحيح ومعرفة أنفسنا والنهج نحو الأمن والاستقرار»، وقال: «إن عودة المعرض بعد انقطاع قصير يعطي نوعاً من الأمل والتفاؤل، بأن مستقبل مشرق سيعم هذا البلد الذي عانى كثيراً، ونتمنى أن يتجاوز المعاناة، ويبدأ حياة المحبة والوئام والوحدة والأخوة». وأكّد المقالح أن الكتاب في ظل الطفرة الإلكترونية، «سيظل وسيلة المعرفة الأولى، وستظل هذه الوسائل مساعدة للكتاب، لأننا في الجامعة لا نتعرف إلا بالكتاب، وهذه الوسائل تعتمد على الكتاب، فالكتاب وسيلة معرفة أساسية، لا يمكن أن تختفي، ولا يمكن أن نقلل من أهمية الكتاب». وشدّد رئيس الهيئة العامة للكتاب الكاتب عبدالباري طاهر على الأهمية الكبيرة لإقامة المعرض لهذا العام الذي جاء متزامناً مع الاحتفال بذكرى ثورتين عظيمتين ثورة 26 الخالدة وثورة 14 أكتوبر، مُعتبراً إياه «تحية طيبة تليق بالثورة الشعبية السلمية وبداية التغيير القائم والمنتظر في اليمن».