طالبت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجييفا بفتح ممرات للوكالات والمنظمات الإنسانية في سورية في حين أن الوضع يتفاقم مع اقتراب الشتاء. وقالت في اختتام اجتماع مع مسؤولين عن منظمات غير حكومية وممثلين عن أبرز الدول المانحة من أجل سورية، إن «الظروف تزداد صعوبة. مع الشتاء الذي يقترب سيواجه السكان المزيد من الأخطار». وأضافت «كي نعمل أكثر، يجب أن نتمكن من الوصول إلى داخل سورية» ولكن «الأمر يتعلق بحرب في المدن ومن الصعب جداً توزيع المساعدات. وإضافة إلى ذلك، فإن الأوضاع تتغير بسرعة وإن موقعاً يمكن الوصول إليه صباحاً يتعذر الوصول إليه مساء». وحضّت جورجييفا «طرفي النزاع» على «احترام قوانين الحرب والقوانين الدولية» وحضّت الأسرة الدولية على توجيه رسالة «واضحة وقوية». ودعت أيضاً الدول المانحة إلى زيادة مساعداتها: «هناك كثير يجب عمله». وذكّرت بأن المساعدة العاجلة التي قدمها الاتحاد الأوروبي لسورية تصل إلى حوالى 220 مليون يورو. وذكّرت رئيسة قسم الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس التي شاركت في المؤتمر الصحافي نفسه، بأن حوالى 2.5 مليون شخص تضرروا في شكل مباشر أو غير مباشر بالنزاع السوري وهم في حاجة إلى مساعدة. وهناك حوالى 1.2 مليون نازح داخل سورية وحوالى 300 ألف في الدول المجاورة. وقالت آموس «نحن في حاجة إلى مبالغ إضافية كبيرة». إلى ذلك أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن طهران تسعى إلى تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول النزاع في سورية، في مبادرة لن تلقى ترحيباً في دول عدة. وقال الرئيس الإيراني خلال مؤتمر صحافي ليلة أول من أمس «نؤمن أنه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن أطراف النزاع في سورية التوصل إلى حل متين لا يكون موقتاً». وتابع «بالتالي نريد أن نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهوداً لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة». ورفض كشف أسماء الدول التي طلبت منها إيران الانضمام إلى مجموعة الاتصال مؤكداً أنه يأمل في أن تعلن الخارجية الإيرانية ذلك في الأيام المقبلة. وطهران من دول مجموعة الاتصال الحالية التي تضم إيران ومصر والسعودية وتركيا ودعت إلى إرسال مراقبين إلى سورية لوقف دوامة العنف. واتهم أحمدي نجاد «قوى خارجية» بالتدخل في سورية من دون تسميتها. وحذر من أن التدخل الخارجي قد يفضي إلى «نتائج على الأجل القصير لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سورية لعقود». وزاد أن «النسيج الاجتماعي في سورية لا يسمح بأن تضع مجموعات قبلية اليد على السلطة من خلال شن حروب. وإذا حصل ذلك سيكون هناك نزاعات جديدة». ولم يعلق على اتهامات الأممالمتحدةلإيران بتسليح نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقمع حركة الاحتجاج التي انطلقت قبل 18 شهراً. وشدد أحمدي نجاد على أن بلاده تسعى إلى إحلال السلام. وقال: «آمل في أن يتوصل كل الذين يدقون طبول الحرب إلى فهم الظروف الدقيقة في سورية. وكذلك الدول الأوروبية والولايات المتحدة». وخلص إلى القول: «لا يحق لأحد التدخل في شؤون سورية. على الجميع أن يحترم ما يقرره الشعب السوري».