رداً على مقال الكاتب فهد الشقيران، المنشور بتاريخ «10 - 09 - 2012»، بعنوان: «عن «الأمازيغ»... وخرافة الأوصاف الشعبية!». أتابع منذ وقت كاتب «الحياة» فهد الشقيران في زاويته التي لعله رسم لها أن تميل إلى الطرح الفكري من بين سائر المقالات، وقلما تكون كذلك، في يوم الإثنين من كل أسبوع، وألحظ من حين لآخر سرعة الكاتب الشقيران وتعجله الشديد في نقل الاقتباسات من النصوص والكتب التي يرجع إليها بوصفها مصادر لكتاباته، ما يوقعه أحياناً عدة في أخطاء غير مقصودة، وأخطاء أخرى تشكك في تمكنه من المادة العلمية التي يحاول نقلها إلى القارئ، واللوم في ذلك لا يقع على عاتق الكاتب وحده، وإنما يقع على تصنيف مقالاته مقالات رأي، وهي في غالبها مقالات تصلح للثقافة أو الفنون، ومع أن الشقيران سريع القراءة فإن تلك السرعة لها عواقب، من بينها أنه عندما أراد أن يتحدث عن كتاب «مختارات من الغزل الأمازيغي»، كتب العنوان بطريقة أخرى مغايرة ومسيئة إلى الأمازيغيين، بمعنى الكلمة، إذ جاء عنوان مقاله: «مختارات من الغل الأمازيغي»، وكل قارئ يعرف ما بين «الغزل» و«الغل» من فرق كبير! لكن كان يمكن لهذه الملحوظة أن تندرج في الأخطاء المطبعية، وألا تمر عليها العين إلا مروراً سريعاً من غير أن تلفت انتباهها، لولا أن الكاتب أعقب ذلك بطامّة من الطوام، حين أقدم على تغيير اسم أحد مؤلفي الكتاب من محمد المسعودي، إلى محمد السعيدي! وشتان ما بين محمد المسعودي، الباحث المغربي، ومحمد السعودي الفقيه والأصولي السعودي، ولكن العجلة هي التي حملت الكاتب الشقيران إلى أن يخلط بين كاتب من المشرق، وآخر من المغرب، مثلما سبق أن نشر كاتب آخر عن ابن سينا أنه مغربي، وعن ابن رشد أنه مشرقي! كل هذا يجعلنا نلتفت إلى أن بعض الكتّاب المحليين ينبغي لهم أن يستيقظوا وأن يعتمدوا، حين يكتبون مقالاتهم، على ذائقة القارئ الذي يدرك مثلما يدركون أو أكثر مما يدركون، وألا يحولوا هذه الصفحات الأثيرة القيّمة التي يتابعها عشرات الآلاف من شتى المشارب إلى مذكرات يعلقون فيها في عجالة العابر على ما يقرؤون وما يقتنون من كتب، وكأنهم بذلك قد أتوا بما لم تأتِ به القرون الأولى، فلستم وحدكم من يشتري الكتب ويقرؤها يا سادة. [email protected]