في لقائه مع المواطنين الثلثاء 2 ذوالقعدة، ألقى ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة ضافية، قال فيها: «هذه الدولة منذ أن قامت ووحدت هذه البلاد تحت راية التوحيد بقيادة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وتبعه أبناؤه من بعده حتى مليكنا عبدالله بن عبدالعزيز، فهي تعمل على راحة المواطنين وعلى حفظ أمن واستقرار هذه البلاد، والحمد لله، وفي طليعتها بيت الله ومهاجر رسول الله... أيها الإخوان أبناء مكةالمكرمة وجميع أبناء المملكة، نحن والحمد لله شعب واحد وأسرة واحدة لا تفرقة بيننا ولا تميز، والحمد لله أن هذه المملكة تنعم من غربها إلى شرقها، ومن جنوبها إلى شمالها، بالأمن والاستقرار، وهذا ناتج عن تحكيم كتاب الله وسنة رسوله، التي هي دستور هذه البلاد». كلمات وضَّاءة فيها سمو الروح، والحس المرهف، والقلب الكبير، هي نبراس هذه الأمة، ويتخذها كل فرد القدوة والحكمة التي يسير عليها، متغلباً على كل الأفكار السلبية التي كان الإسلام جبّها واجتثها، وجعلها «دعوى من دعاوى الجاهلية»، فلا عنصرية، ولا قبلية جاهلية أو فئوية، ولا مناطقية أو طائفية، وأمثالها! فلنتأمل ونتمعن في العبارات المضيئة «جميع أبناء المملكة أسرة واحدة»، «ولا تفرقة بيننا ولا تميُّز» وكل عارف حصيف، وكل عاقل يفهم معنى «أسرة واحدة» و«لا تفرقة ولا تميز». فأبناء المملكة هم سكانها المقيمون عليها من مختلف الأطياف والأعراق التي تجذرت في أرض شبه الجزيرة العربية قبل وأثناء توحيد الملك عبدالعزيز للمملكة العربية السعودية. ولا يحق لأحد اعتبار شريحة منهم «دخلاء» على الوحدة الوطنية. ففي عصور الهجرات «رحلة الشتاء والصيف» تنقَّل الناس واستقروا في مناطق متعددة، ومنها شبه الجزيرة العربية، تماماً مثلما تهاجر الطيور، ولقاح النباتات وبذورها بالرياح وتحط رحالها في أراضٍ جديدة «وتلك إرادة الله»، ومكان النبتة هو الموطن لهذا المخلوق! وكذلك المخلوق البشري! فلا مكان ولا اعتبار لكلمة «طرش» هنا؟ فالإنسان ابن مكان نبتته ونموه. فمن العيب ومن غير اللائق في الدولة الواحدة والأمة الواحدة، أن يُطْلِق أحدٌ ما على مواطنِه الآخر «طرش بحر/ صحراء/ جبل/ محيط» أو ما شابه؟ خصوصاً أنه مسلم، ويتلو القرآن في صلواته الخمس، والتراويح، (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الآية. ومثلما نطالب باستصدار قوانين دولية لتجريم الإساءة للرموز الدينية، فيجب وضع قوانين صارمة لتجريم أي كلمة تسئ للوحدة واللُّحمة الوطنية، ومع احتفالنا باليوم الوطني، يجب أن نضع نصب أعيننا أننا جميعاً مواطنون صالحون، نعمل معاً لخدمة الوطن، فحامل الهوية الوطنية بالسجل المدني هو متساوٍ مع أخيه المواطن الآخر، مهما كان أصله وفصله أو قبيلته وعشيرته. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره، التقوى ههنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» الحديث. عيِّدوا عيدوا عيدوا عيد الوطن عيد الفرح عيد الطرب عيد السرور كيف لا تشدوا الطيور تملأ الدنيا حبوراً وتغني تغنّي عيدنا السناء والبهاء والهناء والرواء في عُلاك في عُلاك هل أراك هل أراك سالماً منعّماً وغانماً مكرّماً يا هناك في عُلاك قاهراً عِداك قاهراً عِداك موطني موطني. [email protected]