أكد وزير الخارجية الإيطالي غوليو تيرزي دي سانت أغاتا ل»الحياة» أن البحث جار في «تفاصيل استراتيجية خروج للرئيس السوري بشار الأسد طرحتها دولة عربية منذ أسبوعين»، مشيراً الى أن «الاجتماع مع المعارضة السورية الخميس الماضي أظهر أنها تعمل بتماسك أكبر ودينامية». وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، رداً على سؤال «الحياة» تناول الدعوة القطرية الى تدخل عسكري عربي في سورية: «إننا ندرس هذا الاقتراح لكنه يبقى الحل الأخير الممكن»، لافتا الى «ضرورة العمل لإعادة الأزمة السورية الى مربع الحل السلمي». وعقد وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاً مغلقاً مع الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي للبحث في الأزمة السورية. وأكدت مصادر ديبلوماسية مطلعة على تفكير الإبراهيمي أنه «لن يقدم خطة عمل قبل شهر بسبب عدم نضوج الظروف المواتية»، وقالت إن «الإبراهيمي يعمل بأسلوب مختلف عن سلفه كوفي أنان، فهو لن يقدم خطته قبل ضمان الموافقة عليها من الأطراف الفاعلة». وأضافت أن «مطالبة الإبراهيمي نقل مركز عمله الى القاهرة، الذي قد تبدي موسكو تحفظات في شأنه، سيعني انخراطه مع الأطراف الفاعلة داخل سورية وفي المنطقة بشكل أعمق». وقالت إن «الاختلاف بين روسيا والدول الغربية لا يزال قائماً لجهة شكل الانتقال ومدى مشاركة النظام فيه وضمن أي مستوى، لكن روسيا وافقت على مبدأ المرحلة الانتقالية». وبحسب المصادر نفسها، إن «ثمة اتفاقاً في المقابل على ضرورة الحفاظ على هيكلية المؤسسات والدولة والجيش في سورية، وعلى اعتبار تعددية المجتمع السوري وتسامحه ومشاركة جميع مكوناته في أي حل سياسي أمراً حاسماً». وقالت إن الإبراهيمي «يعمل الآن على تحضير انتقاله الى القاهرة وهو ما سيستغرق بعض الوقت من الناحية الإدارية على الأقل، لكنه سيتوجه الى المنطقة قريباً لاستكمال مشاوراته». وتستعد مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» لعقد اجتماع غير موسع الجمعة برئاسة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وبمشاركة من المعارضة السورية. وقالت مصادر ديبلوماسية إن الاجتماع «سيُقر تكثيف الدعم لأطراف المعارضة داخل سورية والتأكيد على ضرورة توحيدها بما يكفل تعددية المجتمع السورية وتسامحه بين جميع مكوناته، بما فيها المكون الداعم حتى الآن للنظام السوري». وسيعقد الاجتماع التالي لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في المغرب «بين 28 تشرين الأول (أكتوبر) و4 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين». الى ذلك، أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المبادرة المصرية للتوصل الى حل في سورية «ليست مغلقة» على إطارها الرباعي، الذي يضم الى مصر كلاً من المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران، مشدداً على أن مصر والدول الثلاث «ستواصل العمل ليختار الشعب السوري مستقبله بإرادته الحرة بعدما ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه، واقامة نظام يعبر عن رغبات الشعب السوري ويضع سورية في مصاف الدول الديموقراطية». وقال إن مصر «ملتزمة مواصلة ما بدأته لإنهاء المأساة السورية في إطار عربي وإقليمي ودولي، يحافظ على وحدة تراب سورية ويضم جميع أطياف الشعب السوري من دون تفريق على أسس عرقية أو دينية أو طائفية، ويجنب سورية خطر التدخل العسكري الخارجي الذي نعارضه». وإذ أكد مرسي دعم مهمة الإبراهيمي أشار الى «ضرورة استمرار العمل على توحيد المعارضة السورية وتشجيعها على طرح رؤية موحدة وشاملة لعملية الانتقال الديموقراطي المنظم للسلطة بما يكفل حقوق جميع المكونات في سورية الجديدة». وشدد الملك الأردني عبدالله الثاني على أن «ليس من بديل لحل سياسي في سورية ينهي العنف ويعيد الأمن والاستقرار ويحفظ سلامة الأراضي السورية وكرامة شعبها ووحدته». ودعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى التوصل الى حل سلمي في سورية يوقف قتل شعبها، مشدداً على ضرورة دعم الإبراهيمي. وفي ما يخص اليمن قال إن «أبواب مؤتمر الحوار الوطني مفتوحة لكل الأطراف اليمنيين وأمام كل القضايا والمطالب لتحقيق المصالحة الوطنية ووضع أسس الدولة المدنية في إطار اليمن الواحد». وأكد التزام اليمن «اجتثاث عناصر الإرهاب» مطالباً «بتجفيف منابع الدعم لها وبتقديم الدعم الى قوات الأمن اليمنية». وتحدث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أمام الجمعية العامة لكنه لم يشر الى الأزمة السورية بأي كلمة، مجدداً في خطاب وصف بالمهادنة، انتقاداته للمعايير المزدوجة في السياسة الدولية. وقال إن «استمرار الصهاينة بتهديد إيران بعمل عسكري مثال على استخدام الاحتلال والحروب لتوسيع السيطرة وتحقيق المصالح الاقتصادية».