على رغم البيانات الصحافية التي نشرتها هيئة الصحافيين السعوديين طوال الأيام القليلة الماضية عن ندوة «اليوم الوطني ومضامين الإعلام» - وقفة للمراجعة - إلا أنها لم تحظ بحضور الغالبية من الصحافيين المنتمين للهيئة، وبدت كراسي القاعة خالية. وطالب المشاركون في الندوة بإنشاء مركز متخصص لليوم الوطني يقدم رؤية ومشورة في إطار تنسيقي للاحتفال بهذه المناسبة، مشدّدين على ضرورة تنظيم الاحتفال باليوم الوطني، وأن الطريقة الأسلم في الاحتفال هي التركيز على التاريخ، لأنه يوم توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. وقال الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري: «أنا كمؤرخ غير راضٍ عن المستوى الإعلامي في اليوم الوطني، إذ أصبح بعض الكتّاب والمدونين يربط ولاءه للوطن بمطالبه الشخصية التي لم تحل». وأضاف أن دارة الملك عبدالعزيز في طريقها للموافقة الرسمية على تشكيل لجنة متخصصة من الدارة ووزارة الثقافة والإعلام، لتقديم فيلم سينمائي عن المؤسس الملك عبدالعزيز. من جانبه، أوضح عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد، أن هناك التباساً في ذهن الشبان، أو خلطاً بين مفهوم الوطن والمواطنة، لافتاً إلى هناك تجاوزات من الشباب طغت وأعمت عيون الناس في اليوم الوطني، وهذه تحدث في كل مكان». وطالب بوجود راع رسمي لليوم الوطني على غرار المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية). من جهته، يرى عضو مجلس الشورى سابقاً الدكتور إحسان أبو حليقة، أن الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني لم يكن بالشكل المطلوب، إذ عُطّلت به الشوارع، وحدثت أعمال فوضوية. وقال أبو حليقة: «يجب أن يكون هناك اهتمام منهجي عميق لليوم الوطني، ولا مجال للمزايدة والمناقصة في الاحتفال بهذه المناسبة»، مشدداً على وجود إعداد مسبق ومؤسسي ممنهج، «فالشباب لدينا يحتاج إلى توجيه في طريقة الاحتفال باليوم الوطني». وقال المدير العام لقناة «العرب الإخبارية» جمال خاشقجي: «قبل خمسة أعوام كنا ممنوعين من الاحتفال باليوم الوطني، وبالتالي ما زلنا نتعلم كيف نحتفل به؟». وأضاف أن الطريقة المثلى في الاحتفال هي استرجاع التاريخ، واليوم الوطني هو يوم المؤسس الملك عبدالعزيز، مؤكداً أن الشباب السعودي لديه جهل كبير بالتاريخ. وطالب بتخصيص شارع للمسيرة واستعراض للجيش في اليوم الوطني، وأن يكون في منطقة محددة، وترتاح بقية المدينة، «لكن المشكلة أن جميع الطرق تتحوّل إلى ساحة للاحتفالات، ما يعوق الحركة المرورية فيها».