لم يترك الفريق الشبابي لجماهيره الفرصة لالتقاط الأنفاس عقب أن توقف قطار انتصاراته عند المباراة ال34 على يد الفتح، ليتكرر الحال أمام الهلال بخسارة لم يعتد «حامل اللقب» على تلقي أمثالها منذ أكثر من عام. كسب فتحي الجبال الجولة أمام برودوم ونجح في فرض أسلوبه على المدرب البلجيكي في بادئ الأمر، ومن ثم تفوق الفرنسي كومبواريه من خلال قراءة أوراق نظيره برودوم والخروج بانتصار ثمين لم يفلح الأخير في تلافي قبول الهزيمة من المدرب الثاني في غضون ثلاثة أسابيع. وعند نهاية «الكلاسيكو» ظهر برودوم في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد المباراة أكثر هدوءاً وبصوت خافت بدأ حديثه «من المفترض أني هنا للحديث الفني، ولكن المباراة كانت من طرف واحد، فشاهدنا قمصان الشباب تواجه الهلال القوي والمتكامل»، أشد المتشائمين في الشارع الشبابي، وحتى نظرائهم المتفائلين في الهلال لم يتبنأوا ربما بتفوق «أزرق» عريض، وتعثر شبابي فتح أبواب مغلقة في «الليث»، برودوم أكد أن الخلل الذي الحق الضرر بفريقه مجهول، ولكنه سيصل إلى ما يخفاه قريباً، مضيفاً: «حينما نخسر جميع الكرات المشتركة، وتقطع تمريراتنا، فلا بد بأن الأمر مرجعه إلى سِر نجهله، بالتأكيد سنكشفه في قادم الأيام». «رمينا أنفسنا في فم الذئب» بهذا لخص البلجيكي الفائز بجائزة أفضل حارس في العالم عام 94، خسارة فريقه الثانية هذا الموسم، التي أعادته إلى المركز الرابع دورياً، وزاد: «أمام الأهلي والفتح لم نكن محظوظين، أما أمام الهلال فلم يكن لنا أي حضور». الفرنسي كومبواريه الذي يقدم أداء متصاعداً مع الهلال بدأ أكثر قوة بعد المباراة، والابتسامة تعلو محياه، ثقته التي فرّقت يداه، فجاءت واحدة على خصره، وأخرى على الطاولة دفعته إلى التأكيد على أن «الهلال هو الأفضل وهو من استحق الفوز والنقاط الثلاث» غير متجاهلٍ لخصمه حين أكد أن الانتصار يأتي بطعم خاص من أمام حامل اللقب. جماهير الشباب بدورها فتحت النيران في كل اتجاه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتباينت الأراء، فمنهم من حمّل اللاعبين مسؤولية الخسارة بتعاليهم على الكرة واستسلامهم للتخدير الإعلامي، ومنهم من ألقى باللائمة على مدرب الفريق الذين وصفوا تشكيلته ب«المتخبطة»، في ظل رفضه منح اللاعبين الشبان فرصة تمثيل الشباب الذي كان أشبه ب«الفرقة الموسيقية» في السنوات الماضية، ظهر هذا الموسم، وكأنه يعاني غياب «المايسترو» فتداخلت أصوات الآلات الموسيقية حتى ضاع «اللحن» الشبابي، وإن تعددت أسباب الخسارة الثقيلة أمام الهلال، فمعظم الجماهير اتفقت على ضرورة إعادة صياغة خط الدفاع ، وذلك بعد أن أنهى الشباب 26 مباراة الموسم الماضي مستقبلاً 16 هدفاً فقط، وهاهو يقبل الهدف ال12 في مباراة السابعة في الدوري هذا الموسم!