دمشق، بيروت، دبي- «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعا أعضاء في المعارضة الداخلية السورية في اجتماع نادر عقدوه في دمشق أمس إلي «اسقاط النظام السوري بكافة رموزه ومرتكزاته»، وذلك بحضور سفراء ودبلوماسيون من روسيا والصين وإيران. وقال نشطاء إن رموز المعارضة تمكنوا من عقد المؤتمر بعد ضمانات من روسيا والصين بعدم تعرض النظام السوري لهم. وجاءت دعوة المعارضة، فيما تواصلت المعارك في مناطق عدة بالبلاد على رأسها حلب ودمشق وحمص ودير الزور، إذ يحاول المعارضون الإستيلاء على مدينة البوكمال الاستراتيجية ومطار عسكري لقطع أحد خطوط امداد النظام. وأكد معارضون سوريون إن النظام «يفقد السيطرة على المزيد من الاراضي» خصوصا في شمال غربي سورية. وفيما يسعى النظام السوري بأي ثمن لمنع المعارضين المسلحين من ربط غرب محافظة حلب مع شمال محافظة إدلب لتفادي خروج منطقة كبيرة محاذية عن سيطرته خصوصاً وأنها تقع بمحاذاة تركيا التي تشكل «رأس حربة» دعم المعارضة، يبدو أن النظام يواجه المزيد من الخلافات الداخلية إذ أعلنت مصادر سورية أن بشرى الأسد الشقيقة الوحيدة للرئيس السوري أستقرت في دبي برفقة أولادها بعد أن قتل زوجها اللواء آصف شوكت في تفجير في دمشق قبل نحو شهرين، وذلك أثر خلافات بينها وبين الرئيس السوري. تأتي ذلك التطورات عشية تقديم الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أمام مجلس الأمن تقريره عن أول مهمة له في سورية. وقال مقيمون سوريون في دبي لوكالة «فرانس برس» إن بشرى التي درست الصيدلة، وباتت في الخسمينات من العمر، سجلت أولادها الخمسة في إحدى المدارس الخاصة في دبي. وقال أيمن عبد النور صاحب موقع «كلنا شركاء» الإلكتروني المعارض أن شقيقة الرئيس السوري التي لا تشغل أي منصب رسمي في بلادها تركت سورية «بسبب اختلاف في وجهات النظر» مع شقيقها. وأضاف أن «الأسد يعتبرها معارضة لأنها لم توافق على أفعاله فاتهمها بأنها أقرب إلى المعارضة». ولم تعلق السلطات السورية على التقارير عن مغادرة بشري إلى دبي. إلى ذلك، حض «مؤتمر الإنقاذ الوطني» السوري الذي دعت إليه «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» المعارضة، بمشاركة ممثلي 20 فصيلاً من معارضي الداخل إلى «اسقاط النظام بكافة رموزه ومرتكزاته بما يعني ويضمن بناء الدولة الديمقراطية المدنية ...والتأكيد على النضال السلمي كاستراتيجية ناجعة لتحقيق اهداف الثورة». وحضر فاعليات المؤتمر ديبلوماسيون، بينهم سفيرا إيرانوروسيا في دمشق وممثلون عن الصين، إضافة إلى معارضي الداخل وقياديين في الحراك المدني في مصر والأردن. وقال السفير الروسي في دمشق عظمة الله كولمخمدوف إن «الهدف الرئيسي حاليا هو وضع حد للعنف في سورية بشكل فوري سواء من طرف الحكومة أو من المجموعات المسلحة. والهدف الأخر ليس أقل أهمية وهو تحويل المجابهة الحالية بين السلطات والمعارضة المسلحة إلى مجرى الحل السياسي السلمي». فيما قال السفير الإيراني محمد رضا شيباني لدى مغادرته المؤتمر إن بلاده «تؤيد كل الخطوات التي ستقود في نهاية الأمر إلى حل سياسي». وأضاف ان «الديمقراطية لا يمكن تحقيقها باستخدام الاسلحة ولكن من خلال حوار وطني». وحدد المشاركون المبادئ الأساسية للعملية السياسية، وهي «أسقاط النظام ونبذ الطائفية والمذهبية والتأكيد على النضال السلمي وضرورة استعادة الجيش لدوره الوطني والحرص على تحقيق أهداف الثورة بالقوة الذاتية للشعب السوري وحماية المدنيين وفق القانون الدولي». وقاطع «تيار بناء الدولة» برئاسة لؤي حسين المؤتمر «لأنه تحول إلى منبر خطابي ويحاول أخذ شرعيته من أطراف دولية»، فيما رفض ناطق باسم «الجيش السوري الحر» المؤتمر قائلا إن نظام الأسد «يحاول دائما التفاوض مع نفسه». ميدانيا، قصف الطيران العسكري السوري أمس مواقع عدة للمقاتلين المعارضين خصوصاً في حمص ودير الزور. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطائرات العسكرية قصفت مواقع في البوكمال الحدودية مع العراق في دير الزور تزامنت مع نشوب معارك في عدد من أحياء المدينة. وافاد المرصد أن المقاتلين المعارضين يحاولون السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية في محافظة دير الزور الغنية بالنفط وكذلك على مطار حمدان العسكري القريب»، معتبراً أن «سيطرتهم على هذه المدينة سيوجه ضربة قاسية للنظام». كما قصفت الطائرات العسكرية جبل الأكراد في محافظة اللاذقية. وأعلن العقيد أحمد عبد الوهاب من «الجيش السوري الحر» أن المعارضين المسلحين دمروا مقاتلتين لسلاح الجو السوري كانتا على أرض المطار في بلدة أورم غرب محافظة حلب. ولم يكن بالإمكان التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وقال ضابط في المعارضة المسلحة إن النظام السوري يفقد السيطرة على المزيد من الأراضي. ويحاول مسلحو المعارضة توسيع المنطقة التي يسيطرون عليها خصوصاً في شمال غربي البلاد. وقال العقيد في «الجيش الحر» أحمد عبد الوهاب في قرية أطمة القريبة من الحدود التركية: «نسيطر على القسم الأكبر من البلاد. وفي غالبية المناطق الجنود يبقون داخل ثكناتهم». وأضاف: «مع أو من دون مساعدة خارجية يمكن أن تقدم إلينا، إن سقوط النظام مسألة أشهر وليس سنوات». إلى ذلك، غصت نيويورك اعتباراً من يوم أمس بقادة العالم والوفود الرفيعة المشاركة في افتتاح الدولة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت تشكل الأزمة السورية أبرز العناوين المطروحة على هامشها. وسيكون قادة دول «الربيع العربي» من أبرز المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي «مبادرة كلينتون الدولية» التي ينظمها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون سنوياً في موازاة افتتاح الجمعية العامة، ومنهم الرئيس المصري أحمد مرسي ورئيس المؤتمر الوطني الليبي العام محمد يوسف المقريف. ويقدم الإبراهيمي صباح اليوم إحاطة الى مجلس الأمن حول جولته في المنطقة وزيارته دمشق بعدما قدم تقريراً الى الأمين العام للأمم المتحدة حول ذلك مساء السبت. وأعلن بان أنه بحث مع الإبراهيمي في «كيفية معالجة المستويات المخيفة من العنف في سورية وكيفية تحقيق تقدم نحو حل سياسي شامل يعالج المطالب المشروعة للشعب السوري». وبحسب البيان الصادر عن مكتب بان فقد «اتفق الأمين العام والممثل الخاص المشترك على أن استمرار الأزمة في سورية يمثل تهديداً متزايداً للسلام والأمن الإقليميين»، وناقشا «أهمية وجود قادة العالم في نيويورك في الأيام المقبلة كفرصة للتشجيع على زيادة دعم معالجة الأزمة الإنسانية في سورية وتأثيراتها على الدول المجاورة». وبحث بان الأزمة السورية مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله الذي تترأس بلاده مع الإمارات العربية المتحدة لجنة إعادة الإعمار الإقتصادي في سورية ما بعد النزاع في «مجموعة أصدقاء الشعب السوري»، ومع وزير الخارجية الكويتي جابر المبارك الأحمد الصباح. وتبدأ المناقشات في الجمعية العامة صباح غد بالكلمة الافتتاحية للرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، على أن يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما المتحدث الثاني. وسيلقي كلمة في اليوم نفسه كل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، على أن يعقد هولاند مؤتمراً صحافياً. ودعا بان الحكومة البحرينية إلى استكمال تطبيق توصيات اللجنة البحرينية المستقلة وذلك خلال لقائه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حيث بحثا «التطورات في البحرين بما فيها أوضاع حقوق الإنسان، ورحب الأمين العام بالتعهد الذي التزمه الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بالحوار والديمقراطية». وشدد بان على أن «الحوار الشامل الذي يعالج التطلعات المشروعة لكل المكونات البحرينية هو الطريق الوحيد لتعزيز سلام دائم واستقرار وعدالة وتقدم اقتصادي في البحرين».