اكدت مصادر مقربة من المراجع الأربعة الرئيسة في النجف ان المرجعية لا تدعم اي كيان او حزب سياسي على حساب كيان آخر في الانتخابات النيابية المقبلة في البلاد لكنها مع بقاء تشكيلة «الائتلاف العراقي الموحد» قوية ومتماسكة ويمكن توسيعها . وقال الشيخ علي النجفي نجل المرجع الديني آية الله الشيخ بشير النجفي ل «الحياة» ان «المرجعية في النجف لاتدعم اي كيان سياسي او فرد في الانتخابات المقبلة على حساب الآخر»، واضاف «لكن المرجعية في الوقت نفسه تؤيد بقاء الائتلاف العراقي متماسكاً»، مشيراً الى «ان الشعب العراقي لا يمكن له ان ينسى انتماءه الديني». واعلن المتحدث باسم التيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي ان « التيار يتوقع بدء محادثات مستفيضة في النجف هذا الاسبوع مع وفد يمثل الائتلاف حول امكانات عودة التيار اليه بعد تلبية شروطه». وقال العبيدي ل «الحياة « ان جميع قنوات الحوار مفتوحة مع كل الكتل السياسية بما فيها الائتلاف العراقي الموحد، الا ان هذه الاتصالات لم تبلغ بعد مرحلة الاتفاق». وشكل الائتلاف فريقاً للتفاوض برئاسة النائب حيدر العبادي الذي طلب اللقاء باعضاء الهيئة السياسية في مكتب الشهيد الصدر وذلك في محاولة لعودة التيار الصدري الى الائتلاف. وكان وفد من الائتلاف قد اجتمع بالمرجع الديني اية الله السيد السيستاني في مكتبه في النجف وعرض على سماحته مشروع الائتلاف لاعادة رأسه وهيكلته بما يسمح بعودة جميع الاطراف التي خرجت منه لاسباب مختلفة. وعقب اللقاء الذي استمر قرابة ثلاث ساعات اعلن الوفد الذي ترأسه رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي ان «مهمة الوفد هي البحث في افضل السبل لحل المشكلة الموجودة التي انتابت حزب الفضيلة ثم التيار الصدري وآخرين وقرروا ترك الائتلاف». وحول وجود مؤشرات ايجابية لعودة التيار الصدري للائتلاف، قال الجلبي « ان المسؤولين في مكتب الشهيد ابدوا تجاوباً وتفهماً لمبدأ وحدة الائتلاف وترصين صفوفه». وتتميز المبادرة الجديدة بأنها تدعو الى تشكيل لجنة تضم الاطراف الموجودة في الائتلاف حالياً او تلك التي خرجت منه ومهمتها اعادة النظر في اداء الائتلاف والوسائل التي من شأنها تصحيح مساره وبالتالي ازالة العوائق التي تحول دون عودة تلك الاطراف اليه . من جانبه قال مصدر مقرب من مكتب المرجع الأعلى آية الله السيد علي السيستاني ان «المرجعية الدينية وخاصة مرجعية الامام السيستاني لا تدعو الى وحدة صف الائتلاف العراقي الموحد فحسب بل تدعو دائماً الى وحدة الصف العراقي. واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ل «الحياة» ان « السيستاني لا يعلن عن دعم قائمة معينة على حساب اخرى بل يقف في صف واحد مع الجميع في الانتخابات القادمة»، وان سماحته يفضل ان يبقى الائتلاف متماسكاً وتشترك فيه جميع الكتل السياسية». الى ذلك قال استاذ الحوزة العلمية والمقرب من المرجعية في النجف السيد صادق البكاء في تصريح خص به «الحياة»: «هنالك قوانين وقضايا كثيرة لا تزال عالقة، فمهمة الائتلاف باقية حيث كان تشكيل الائتلاف في منزل السيستاني تنصب في كتابة الدستور وتشريع قوانين مهمة تفيد الجميع»، مشيراً الى ان « المرجعية مع استمرارية كتلة الائتلاف الشيعية في البرلمان لكنها لم تدعمه في الانتخابات المقبلة».