إنّها رمز بريطاني وظاهرة مهنية ومن دون أدنى شكّ، إحدى العلامات التجارية ذات الشعبية الأكبر في تاريخ صناعة السيارات. في آب (أغسطس)، احتفلت ميني السيارة الصغيرة الحجم القوية الشخصية بعيدها ال53. ومنذ إطلاقها عام 1959، أصبحت غرضاً محبّباً بل هوساً بالنسبة لشريحة كبيرة من الأشخاص حول العالم. وكانت أوّل سيارة صغيرة تحقّق نجاحاً عالمياً حقيقياً هائلاً. إنّها سيارة صغيرة الحجم كبيرة المساحة، أنيقة التصميم وفريدة الشخصية، صعبة التصنيف ودائمة الشباب ومفعمة بالجرأة. اقتناها الأثرياء والمشاهير، منهم جون لينون وكلينت إيستوود. اعتُبرت ميني السيارة الصغيرة رمز الستينات، ولا يزال مفهومها يمتاز بتأثيره البارز اليوم كما كان منذ 53 عاماً. وُلدت MINI من إبداع السير أليك إيسيغونيس الذي كلّفته شركة السيارات البريطانية BMC بصنع سيارة تمتاز برحابة مقصورتها من الداخل وحجمها الصغير المميز من الخارج، بما في ذلك مقاعد لأربعة أشخاص، ومميّزات قيادة ممتازة مع توفير فائق للوقود في مقابل ثمن بمتناول أيدي مقتنيها. وكانت النتيجة سيارة Morris Mini Minor التي أبصرت النور في 26 آب 1959 وبلغ طولها 3،05 م وكانت مثالية لمساحات التوضيب الصغيرة والموازنات المحدودة. أمّا أبرز تصاميم MINI الذي كان مقدّراً له أن يحقق أسطورتها الكلاسيكية ظهر عام 1961 مع MINI Cooper التي كانت الاستجابة لها خيالية. وبفضل خصائصها الفريدة، وأدائها المميّز، واكتسابها شريحة كبيرة من المعجبين والمشاهير، نجحت MINI في ترسيخ مكانتها وأصبحت أروع أكسسوارات الموضة. وتوالت إصدارات MINI الكلاسيكية بنُسَخِها المتعدّدة التي ترجمت كلّها روح ميني الكلاسيكية بامتياز، من الإصدارات الرياضية إلى تلك التي تتماشى مع الموضة، ومن الفريدة إلى النابضة بالحيوية. ويذكر أنّ هذه السيارة وبحلول عام 1967 فازت بثلاثة سباقات في مونتي كارلو، وأصبحت نجمة سينمائية بكلّ ما للكلمة من معنى. عهد بي أم دبليو إلى عام 2000، أنتجت منشآت التصنيع في بريطانيا أكثر من 5،3 مليون وحدة من MINI مّا جعل منها أكثر السيارات الصغيرة نجاحاً في العالم. وحتّى بعد مرور 41 عاماً، كان لا تزال درب MINI طويلة ومليئة بالمفاجآت. فبعد استراحة دامت أقلّ من عام، بدأت هذه الأسطورة البريطانية فصلاً جديداً في تاريخها عام 2001 مع إعادة إطلاق مجموعة BMW سيارة MINI الكلاسيكية. ونجحت MINI الجديدة في ترسيخ مكانتها كعلامة تجارية من الطراز الأوّل وفي الاستجابة للمتطلّبات العصرية من حيث التصميم الداخلي، فاتّسمت بجاذبية بارزة وجودة ممتازة في قطاع السيارات الصغيرة، وبقيت وفيّة لجذورها ولبّت في الوقت عينه متطلّبات العملاء العصريين. وانطلقت BMW برحلة تحديث السيارة البريطانية الكلاسيكية ومنحتها لمسات معاصرة لتحتلّ بذلك الصدارة من حيث التصميم والابتكار. فحققت ميني تحت جناح BMW عام 2001 نجاحاً باهراً. كما نجحت مجموعة BMW بإعادة إطلاق العلامة التجارية ميني بفضل مكانتها الراسخة كعلامة تجارية عالمية راقية وخطّتها الواضحة في التركيز على شريحة جديدة من العملاء. وقد منح التواصل MINI مفهوماً فريداً ومميّزاً، فلم تكن مجرّد سيارة ذات مستوًى عالٍ من الأمان فحسب، بل تعبيراً عن المرح وأسلوب الحياة العفوي والشخصية المنفتحة المحبّة للاستكشاف أيضاً. وحالياً، تواصل MINI تصدّرها الريادة ضمن العلامات التجارية الراقية الأسرع نمواً في العالم كما في الشرق الأوسط. خلال النصف الأوّل من سنة 2012 حققت MINI زيادة في مبيعاتها بنسبة 48 في المئة عبر 9 أسواق في الشرق الأوسط. وقد بيعت أكثر من 2,6 مليون سيارة MINI في العالم منذ دخولها مجموعة BMW عام 2001. ولا شكّ في أنّ الصيغة الفريدة التي تمثّلها العلامة التجارية في التوفيق ما بين مرح القيادة، والأسلوب الفريد والخاصّ إضافة إلى الجودة العالية كانت عوامل رئيسة لقيادة النمو في 80 بلداً تُباع فيها MINI. وتُصدر MINI ستّة طرز هي MINI Hatch وMINI Cabrio وMINI Clubman وMINI Countryman وMINI Coupe، فضلاً عن ال MINI Roadster أحدث إصداراتها، وهو أوّل طراز مكشوف بمقعدين من MINI، علماً أن الطرز كلها تتوافر بنسخ مختلفة من المحرّكات. تتسع ل 66 شخصاً! أنجز أليك إيسيغونيس أوّل رسم لMINI على منديل في سويسرا. في مسح عالمي أُجري عبر الإنترنت عام 1999، أُطلق على MINI لقب «السيارة الأوروبية للقرن». اشترى جون لينون لزوجته سينثيا سيارة MINI عام 1964. بين عامي 1959 و2000 صنّعت 5387862 وحدة من MINI مّا جعل منها السيارة البريطانية الأكبر شعبية على الإطلاق. تشير أرقام حديثة إلى إمكان أن تتسع MINI ل66 شخصاً! امتازت MINI الأصلية التي صُنّعت بين عامي 1959 و2000 بأطول إدارة إنتاج بين السيارات التي تُنتَج بكميات كبيرة في 41 عاماً. عام 2000، استحوذت مجموعة BMW على علامة MINI التجارية وأعادت إطلاق ترجمة عصرية من MINI الكلاسيكية عام 2001. سجّل كتاب غينيس للأرقام القياسية أطول موكب من سيارات MINI، إذ بلغ عددها 269 سيارة في بلاكبول في بريطانيا عام 2007. دفع الممثل كيفن سبيسي 130 ألف دولار ثمن تصنيع MINI Cooper له. منذ إطلاقها عام 1959، ظهرت MINI في أفلام عدة، منها في فيلم The Italian Job عام 1969، وحديثاً في فيلم Lara Croft; Tomb Raider. بيعت أولى سيارات MINI في إنكلترا بثمن 496 جنيهاً استرالينياً. «ميني» للسباقات بصيغة للطرق تعتزم ميني تتويج باقة موديلاتها القياسية من خلال طرح سيارة سباقات معدة لتنطلق على الطرق. فقد طورت الشركة البريطانية الإصدار الخاص GP المعتمد على قاعدة السيارة الثلاثية الأبواب John Cooper Works. وأوضحت أن ميني الجديدة، التي تأتي مزوّدة برفاريف وأجنحة بارزة ومجموعة حركة وتعليق رياضية، ستقدّم للمرة الأولى خلال فاعليات معرض باريس الذي يقام من 29 أيلول (سبتمبر) إلى 14 تشرين الأول (أكتوبر). ووفق الشركة البريطانية، من المقرر إنتاج 2000 سيارة فقط من هذا الإصدار، الذي حُجزت نسخه كلها تقريباً. وفي حين أجرت ميني تحسينات على الخطوط التصميمية بالمظهر الخارجي مع تعديل مجموعة الحركة والتعليق وتطوير التجهيزات بالموديل الخاص GP، لم تقترب من منظومة الدفع بالسيارة John Cooper Works، إذ تعتمد على محرك توربو بسعة 1.6 لتير بقوة 218 حصاناً، ما يجعلها تنطلق من الثبات حتى سرعة 100 كلم/ ساعة في غضون 6.3 ثانية، وتصل سرعتها القصوى إلى 242 كلم/ ساعة.