قد يصعب التصديق أنّ ميني، تلك السيارة الصغيرة الحجم والكبيرة القلب، بلغت الخمسين من العمر في 26 آب (أغسطس) الماضي. من لا يوافقنا الرأي بأنّ ميني هي إحدى أكثر السيارات امتيازاً وشعبية في عالم السيارات؟ إنّها سيارة صغيرة الحجم كبيرة المساحة، تمتاز بأناقة التصميم وفرادة الشخصية، إنها صعبة التصنيف ودائمة الشباب ومفعمة بالجرأة.أمّا المبدع الحقيقي لهذه السيارة التي أصبحت في الستينيات رمزاً مرموقاً، فهو السير أليك إيسيغونيس. كلّفته شركة السيارات البريطانية ببناء سيارة تمتاز برحابة مقصورتها وبأقلّ الأبعاد الخارجية، وتضمّ مقاعد لأربعة أشخاص، ومميّزات قيادة ممتازة، وتوفير فائق للوقود، في مقابل ثمن في المتناول. وكانت النتيجة سيارة «موريس ميني ماينر» التي رأت النور في 26 آب (أغسطس) 1959. أمّا أبرز تصاميم «ميني» الذي كان مقدّراً له أن يحقق أسطورة ميني الكلاسيكية فظهر عام 1961 مع «ميني كوبر» التي كانت الاستجابة لها خيالية. وبفضل جاذبيتها التجارية القوية، وعامل الشهرة الذي عزّز مكانتها، أصبحت «ميني» أروع أكسسوارات الموضة. وتوالت إصدارات «ميني» الكلاسيكية بنسخها المتعدّدة والمختلفة من الرياضية إلى تلك التي تتماشى مع الموضة، ومن الفريدة إلى النابضة بالحيوية، التي ترجمت كلّها روح «ميني» الكلاسيكية بامتياز. وفي عام 2000، أكثر من 5.3 وحدة خرجت من منشآت التصنيع، ما جعل منها أكثر السيارات الصغيرة نجاحاً في العالم. لكن، وحتى مع مرور 41 سنة، كان لا يزال درب «ميني» طويلاً ومملوءاً بالمفاجآت. بعد استراحة دامت أقلّ من عام، بدأ فصل جديد في تاريخ هذه الأسطورة البريطانية عام 2001 مع إعادة إطلاق مجموعة BMW سيارة «ميني» الكلاسيكية. وانطلقت BMW برحلة تحديث تلك السيارة البريطانية الكلاسيكية ومنحها لمسات معاصرة لتحلّ بذلك الصدارة من حيث التصميم والابتكار. فحققت «ميني» تحت جناح BMW عام 2001 نجاحاً باهراً على الفور. استجابت «ميني» للمتطلّبات العصرية على صعيد لمسات التصميم الداخلي، وحافظ الطراز الجديد بوضوح على المقايسس والمعايير الأصلية، وكذلك على تصميم المقدّمة الشهير والخلفية والجانبين، ما جعل من السهل الربط بين تصميم MINI الجديدة والطرازات السابقة. وبفضل التناغم بين المظهر الكلاسيكي والخصائص العصرية، افتتحت «ميني» الجديدة حقبة جديدة من القوة والأداء، إذ امتازت بأحدث أنظمة الدفع والتعليق التي تمتاز بها سيارة صغيرة الحجم على الإطلاق. ومع بلوغ «ميني» الخمسين من العمر، استمرّت بالتطوّر من خلال ترجمات مبدعة لفلسفة تصميمها الرائع. أما اليوم، فتصدر «ميني» ضمن ثلاث مجموعات أساسية، هي: «هاتش» و «كابريو» و «كلوبمان»، والتي تتوافر كلّها بطرازات «كوبر» و «كوبر إس» و «جون كوبر» و «ركس». واحتفالاً باليوبيل الذهبي، تعود «ميني» إلى جذورها مع إطلاق نسختين جديدتين محدودتين، هما «ميني مايفير» MINI Mayfair التي تعود بفخر نصف قرن في تاريخ السيارات وذلك بأسلوب كلاسيكي أنيق، بينما تتطلّع «ميني كامدين» MINI Camden بشوق كبير إلى الخمسين سنة المقبلة بألوانها المعاصرة والمبدعة. ويصل الطرازان الشرق الأوسط في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. وقالت سارا كليبرت، مديرة «ميني» في مجموعة BMW، قائلة: «إنّه يوم فخر بالنسبة إلى هواة «ميني» وعشاقها في العالم. وحتى مع بلوغها سنّ الخمسين، لا تزال «ميني» تتطوّر وتزداد شباباً كلّما تقدّمت بالسن، وذلك من خلال إبداع مزيد من طرازاتها المبتكرة والتي تترجم فلسفة تصاميمها الجوهرية». يُقال إنّ الأغراض الثمينة تأتي في علب صغيرة، وهي الحال بالتأكيد مع «ميني». نتمنّى لكِ عيداً سعيداً... وإلى مزيد من أعياد الميلاد الرائعة!