بعد سنين مريرة عاشها طلاب ابتدائية عمر بن عبدالعزيز جنوب مدينة الرياض في مبناهم المستأجر والمتهالك، نقلوا أخيراً، ولكن إلى أوضاع لا تقل سوءاً عن سابقتها، إذ إن متوسطة السيوطي التي سيدرسون فيها ستقلب حياتهم كلياً، فدوامها سيكون مسائياً، كما أنها تبعد عنهم نحو ثلاثة كلم، وهو ما اشتكى منه كثير من أولياء الأمور، خصوصاً الذين لا يستطيعون تأمين نقل لأبنائهم، وفي حين ذكرت وزارة التربية والتعليم أنها ستحل مشكلة النقل أولاً، وأن البحث جارٍ عن مبنى آخر، كما أن وضع الدراسة المسائية قد يستغرق النصف الأول من العام الدراسي الحالي. شكك أولياء الأمور في أن الوزارة ستنهي معاناتهم قريباً. وأشار سلطان السبيعي أحد أولياء الأمور إلى أن المدرسة كانت مستأجرة، وتم إخلاؤها فوراً بسبب تهالكها الشديد العام الماضي، وأنهم وعدوا بأن يتم نقل المدرسة إلى مبنى جديد مع بداية العام الدراسي الجديد ولم يحدث ذلك، بينما قال أنس السند ولي أمر أحد الطلبة: «إن متوسطة السيوطي تبعد عنها مسافة بعيدة جداً، وتحتاج إلى سيارة للوصول إليها، ولم يتوفر لنا نقل بديل، ولم أستطع أن أحصل على نقل خاص إلا بكلفة عالية جداً، كما أن تحويل الدراسة للفترة المسائية من الساعة 12.30 إلى 4.30 عصراً، وخفض عدد الحصص ووقت الحصة، وخفض عدد حصص المتوسطة من أجل دخول طلاب الابتدائية الساعة 12.30 ظهراً، أجبر طلاب الابتدائية على الانتظار في ساحة المدرسة تحت أشعة الشمس حتى يتسنى خروج طلاب المتوسطة في وجود حرارة الجو»، ولفت إلى أن متوسطة السيوطي لا يوجد ما يدل على أن فيها مدرسة ابتدائية مثل اللوحات وغيرها. وأضاف أن رداءة مبنى «السيوطي» وضعف التكييف فيها زاد الوضع سوءاً على أبنائهم، وأنه يخشى أن تقصير فترة الحصص وإلغاؤها قد يضعف القدرة الاستيعابية والعلمية للأطفال، وخصوصاً الصفوف الأولية، فيما ذكر ولي أمر آخر سعد الفرج أن عدم وجود مواصلات هو أهم مشكلة أربكة أولياء الأمور لعدم استطاعة الكثير منهم الخروج من العمل لإيصال أبنائهم ولبعد المسافة، وأن تحويل الطلاب إلى الفترة المسائية سبب كثرة غياب الطلاب لصعوبة الانتظام في توصيلهم، لافتاً إلى أنه يتخوف من بقاء الوضع على ما هو عليه إلى نهاية العام الدراسي. بينما قال محمد العثمان: «سمعت من عاملين في المدرسة أنه يوجد مبنيان قريبان من مدرسة عمر بن عبدالعزيز بإيجار 200 ألف، ولكن مماطلة إدارة التعليم هي ما جعل قرار النقل هو الأسلم في نظرهم». من جانبه، أوضح مصدر مطلع في «التربية» أن التقرير الذي صدر من الدفاع المدني بعدم جاهزية المدرسة كان بداية العام الماضي، وأن أمر الإخلاء تم فعلاً نهاية العام لخطورة المبنى على سلامة الطلاب، وقال: «إن الوزارة في هذه الحالات أمام خيارين، إما النقل لأقرب مدرسة أو البحث عن مبنى جديد، ولأن أقرب مبنى للمدرسة زيد بن ثابت هو أيضاً مبنى مستأجر ولا يوجد فيه سوى 16 فصلاً لا يمكن دمج المدرستين معاً، وأن نقل الطلاب سيحل قريباً جداً بعد أن تحصر أسماء من يريدون أن يستخدموا النقل المدرسي عن طريق مدير المدرسة، عندها سيوفر لهم النقل مباشرة». وأضاف أن انتظار الطلاب الصغار تحت حرارة الشمس ليس تربوياً وغير مرضٍ تماماً، ولكن هذا المتاح الآن، فالوزارة أمام خيارين وهي تعمل عليهما الآن، أولاً: البحث عن مدرسة بديلة، وثانياً: أن يجدد المالك مبنى المدرسة المستأجر بما يوافق شروط الدفاع المدني، وضمن سلامة الطلاب ليعودوا لمبناهم القديم، لافتاً أن الدوام المسائي لا يتم إلا في مثل هذه الحالات الاستثنائية، وأنه يستمر إلى قبيل المغرب وليس الرابعة والنصف كما ادعى بعض أولياء الأمور، وهو الحل الوسط حالياً لتجاوز هذه الأزمة.