وجهت السلطات السورية انتقادات حادة إلي السفير الفرنسي في سورية إريك شوفاليه بسبب تصريحاته إزاء «تسليح المعارضة المسلحة» في سورية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس: «ماذا بقي من فرنسا الثورة، فرنسا الجنرال (شارل) ديغول، فرنسا ثورة الطلاب لتحقيق العدالة وإنجاز الحداثة؟ سؤال تفرضه بإلحاح اعترافات السفير الفرنسي في دمشق حول علاقات واتصالات وتسليح تربط من يفترض أنها دولة عظمى مع ما تسميه معارضة مسلحة في سورية وهذا أيضاً اختراع غربي». وكان شوفاليه قال في مقابلة مع إذاعة «فرانس إنتر» إن بلاده تتعاطى مع «كامل المعارضة السورية ومن ضمنها المعارضة المسلحة وموضوع تسليم الأسلحة إليها يناقش في شكل جدي جداً». يشار إلى أن الخارجية السورية كانت أعلنت شوفاليه «شخصاً غير مرغوب به» في الأراضي السورية، ذلك بعدما استدعي للتشاور إلى باريس. وأضافت الوكالة السورية الرسمية أن «اعترافات شوفاليه بشرعية السلاح خارج يد الدولة يفرض على الغرب أن يترك للخلايا الأصولية في عواصمه الحرية في التعبير عن رأيها بالقوة وتفخيخ البنى التحتية واستهداف المؤسسات وترويع المواطنين فهي معارضة تطمح لتكون مسلحة ولم تصل إلى ما وصلت إليه المجموعات الإرهابية في سورية التي تريد فرنسا دعمها بمزيد من السلاح». وتساءلت: «هل ستدعم فرنسا حرية حركة «إيتا» الانفصالية في إقليم الباسك على الحدود بينها وبين إسبانيا وهي ترفع السلاح وتنفذ الاغتيالات وعمليات التفجير؟ وهل تقبل فرنسا بأن يكون هناك تنظيمات إرهابية على أراضيها تهدد الشرعية وتأخذ المواطنين رهائن لفرض سيطرتها وهل ينسجم هذا مع قيم الديموقراطية والحرية؟». وبعدما أشارت إلى قول شوفاليه انه لديه «تعليمات» من رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ل «الاتصال بمجمل مكونات المعارضة ومن ضمنها المجموعات المسلحة ونحن أول دولة تقوم بذلك في هذا الشكل المنظم»، أشارت إلى أن «القصة ليست هفوة سفير بل سياسة دولة قالت إنها ستغير البوصلة وتنهي عهد (الرئيس الفرنسي السابق) نيكولا ساركوزي وبالفعل فعلت فما كان يقوم به (وزير الخارجية السابق) آلان جوبيه وساركوزي بالخفاء ينفذه هولاند و (وزير الخارجية (لوران) فابيوس علناً، وهنا على الشعب الفرنسي أن يلمس التغيير فدعم الإرهاب بات سياسة دولة ولم يعد لعبة استخبارات». والمعروف أن الاتحاد الأوروبي فرض حظراً على بيع السلاح إلى سورية وتكتفي فرنسا حالياً بإرسال معدات غير قتالية إلى المعارضة وفق ما تقول. وأوضح السفير شوفاليه خلال الحوار «نحن ملتزمون في شكل فعال بدعم الثورة السورية لأن هذا الدعم يتناسب مع تطلعاتنا إلى الحرية التي تجد جذورها في القيم الفرنسية، إلا أننا في الوقت نفسه نبقى متيقظين. هذا الدعم لا يمكن أن يكون بلا حدود». ولا يزال السفير الفرنسي في سورية يمسك بالملف السوري في الخارجية الفرنسية بعد مغادرته العاصمة السورية الربيع الماضي.