تتحرك دول الخليج هذه الأيام لتطوير صناعة الأسمدة وزيادة قدرة مصانعها الإنتاجية، في وقت ترتفع أصوات في المنطقة وفي العالم محذرة من أخطار نقص الغذاء وارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، وانعكاساتها السلبية على الأمن الاجتماعي. وقال الأمين العام للاتحاد العربي للبتروكيماويات عبدالوهاب السعدون ل «الحياة»، خلال مؤتمر عقده الاتحاد في دبي أمس، «ان دول منطقة الخليج رصدت استثمارات بقيمة تراوح بين 18 بليون دولار و 20 بليوناً لزيادة قدرة مصانع الأسمدة لديها». وأشار إلى ان حجم الصناعة حالياً «يصل إلى نحو 23 مليون طن سنوياً»، موضحاً ان دول المنطقة «تسعى حالياً إلى إضافة 16 مليون طن، ليصل إنتاجها بحلول عام 2016 إلى نحو 39 مليون طن»، في ضوء التقديرات الدولية التي تشير إلى بلوغ عدد سكان العالم 9.3 بليون بحلول عام 2050، ما يتطلب توسيع الصناعات المختلفة المرتبطة بقطاع الأغذية». وأكدت «منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة» (فاو)، ان «العالم مطالَب برفع إنتاجه من الأغذية بمعدل 70 في المئة في السنوات المقبلة، خصوصاً في ظل الزحف العمراني الذي يأكل الأراضي الزراعية». ولفت السعدون، إلى ان «خطط التوسع شملت دول مجلس التعاون الخليجي، التي تستورد أكثر من 90 في المئة من المواد الغذائية من الخارج». ولفت إلى ان المملكة العربية السعودية «تخطط لزيادة إنتاجها إلى 6 ملايين طن سنوياً من الأسمدة حتى عام 2016، ليرتفع إلى 10 ملايين طن سنوياً. وتستعد البحرين لزيادة مليوني طن، وكذلك قطر». وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «فرتيل» الاماراتية محمد راشد، ان الشركة «تستعد لإضافة 3500 طن يومياً في الربع الأول من العام المقبل، باستثمارات تصل إلى 1.28 بليون دولار، علماً ان إنتاج الإمارات يفوق حالياً مليوني طن سنويا، وتخطط لزيادته إلى 3.5 مليون طن بحلول عام 2016»، لافتاً إلى ان الشركة «تدعم المزارعين في الإمارات». وأوضح خبراء خلال المؤتمر، ان «زيادة تواجد الغاز الصخري في المنطقة وحول العالم، سيساعد شركات تصنيع الأسمدة على توسيع عملياتها، لتلبية متطلبات الأغذية». ولفتوا إلى ان اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، «كان له تأثير كبير على أسعار الغاز التي انخفضت من 10 دولارات للمليون وحدة حرارية الى دولارين». وتوقعوا ان «تتحول أميركا من مستورد للغاز إلى مصدر له، كذلك الصين التي تملك احتياطات ضخمة من الغاز الصخري المطلوب لصناعة سماد اليوريا». لكن السعدون رأى ان ذلك «لن يؤثر على تنافسية دول الخليج في صناعة الأسمدة، التي تملك بنية تحتية متطورة تدعم هذه الصناعة، فضلاً عن موقعها الجغرافي. علماً ان دول الخليج تصدّر أكثر من 2.8 مليون طن من الأسمدة سنوياً إلى الولاياتالمتحدة». واعتبر ان «مساهمة منطقة الخليج من صادرات العالم لليوريا تمثل 36 في المئة، وأكثر من 24 في المئة من حجم تجارة الأسمدة الفوسفاتية». وتوقع ان «ترتفع صادرات دول الخليج إلى الخارج من اليوريا بحلول عام 2016، من 29 في المئة الى 35 في المئة». وتنتج دول الخليج 16 في المئة من الإنتاج العالمي من الأسمدة. وركز المؤتمر على مناقشة آليات تطوير الاستراتيجيات البعيدة الأمد لتعزيز نمو القطاع، فضلاً عن استكشاف فرص التعاون بين المنتجين والمستهلكين.