هاجمت عناصر جماعات إسلامية متشددة مقر مديرية أمن شمال سيناء في مدينة العريش المصرية أمس لمدة 15 دقيقة باستخدام قذائف مضادة للدروع «ار بي جي» وأسلحة آلية. وأدت مواجهات في سيناء أمس إلى جرح عشرة اشخاص، بينهم سبعة جنود. وجاء الهجوم بعد تنفيذ القوات المشتركة للجيش والشرطة حملة أمنية على منطقة المقاطعة في جنوب مدينة العريش، تبادلت خلالها إطلاق النار مع مسلحين، وأوقفت عشرة منهم. وأوضح مسؤول عسكري ل «الحياة» أن الحملة الأمنية التي كانت مدعومة بآليات ثقيلة ومدرعات ومروحية «طاردت العناصر المسلحة، وأطلق المسلحون على قوات الأمن والمدرعات والمروحية طلقات آلية وقذائف مضادة للدروع، في محاولة لتهريب المقبوض عليهم، إلا أن قوات الأمن واصلت طريقها تحت ستار طلقات كثيفة من النيران لإبعاد المسلحين». وأشار إلى أن «تبادل إطلاق النار تسبب في إصابة امرأة، فيما جرح ثلاثة جنود جيش، إثر انقلاب حافلة كانت تقلهم في طريق العودة». وعقب ذلك تعرض مبنى مديرية أمن شمال سيناء إلى هجوم من مسلحين أطلقوا خلاله قذائف «ار بي جي» قبل أن تبادلهم قوات الجيش والشرطة إطلاق الرصاص، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمني أن «المسلحين تمركزوا على اسطح مبان مقابل مقر مديرية الأمن وأطلقوا القذائف». وتوقف القتال مع انسحاب المسلحين من المنطقة بعدما «وضعوا جهاز تفجير عند مديرية الامن قبل إطلاق الار بي جي على ما يبدو». وأفاد مصدر أمني بأن الهجوم على المديرية أمن شمال سيناء تسبب في إصابة طفل إضافة إلى أربعة من رجال الشرطة. وكثفت قوات الجيش وجودها في محيط مديرية الأمن ونشرت قناصة على الأسطح المواجهة للبناية. وبعد المطاردات التي أعقبت الهجوم على مديرية الأمن، تعرض مكمن الريسة الأمني الواقع على الطريق الدولية في مدينة العريش، لهجوم هو السابع والثلاثين خلال أقل من عامين. لكنه لم يوقع إصابات. وقال مسؤول ل»الحياة» إن مسلحين «استهدفوا المكمن من المناطق الجبلية المرتفعة المحيطة به، فقامت قوات الشرطة والجيش بالرد عليهم وطاردتهم». وكانت قوات مشتركة للجيش والشرطة بدأت مطلع الشهر الماضي، بعد مقتل 16 من حرس الحدود في هجوم مسلح، أكبر عملية أمنية لها في سيناء منذ توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل. لكن شكوكاً تحيط بنتائج العملية التي لم تؤد إلى إضعاف المسلحين. من جهة أخرى، ناقش الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره السوداني عمر البشير الذي وصل إلى القاهرة أمس في زيارة هي الأولى منذ تولي الأول الرئاسة، مشاريع تعاون بين بلديهما، خصوصاً في المجال الزراعي. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي في بيان إن «الرئيسين اتفقا على سرعة تفعيل المشاريع الكبرى وفي مقدمها المزرعة المصرية في الولاية الشمالية في السودان ومزرعة الإنتاج الحيواني، وناقشا كذلك حجم استيراد مصر من اللحوم السودانية». ورداً على الانتقادات الموجهة إلى زيارة البشير مصر رغم انه مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، قال علي إن «هناك قراراً من الاتحاد الأفريقي يطالب بمراجعة قرار المحكمة، ومصر ملتزمة الموقف الأفريقي في هذا الشأن». مديرية أمن سيناء