استخدمت الشرطة الصينية أمس، غازاً مسيلاً للدموع وخراطيم مياه، لتفريق متظاهرين احتجوا لليوم الثاني على شراء طوكيو جزراً تطالب بها بكين التي حضّها رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا على ضمان سلامة الرعايا اليابانيين والمصالح الاقتصادية لبلاده. وحذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من أن النزاعات على أراضٍ بين دول آسيوية، قد تؤدي إلى حرب. وقال قبل وصوله إلى طوكيو في مستهلّ جولة آسيوية: «أنا قلق إذ عندما تدخل هذه الدول في استفزازات بعضها بعضاً في شأن هذه الجزر، فإن ذلك يزيد من احتمال اتخاذ قرار خاطئ من جانب أو آخر، يمكن أن يقود إلى عنف وينتج منه نزاع». واعتبر أن الخلاف المتفاقم بين الصين واليابان «نزاعاً يمكن أن يتسع»، داعياً إلى ضبط النفس. وتصاعد التوتر بين طوكيو وبكين أخيراً، إلى أعلى مستوى منذ 2010، بعد شراء حكومة نودا من عائلة ثلاث جزر في أرخبيل متنازع عليه مع بكين، يُسمى «دياويو» في الصين و»سينكاكو» في اليابان، ويقع في بحر الصين الشرقي. وأرسلت الصين الجمعة الماضي 6 سفن مراقبة إلى «دياويو»، لفرض «احترام القانون»، فاستدعت طوكيو السفير الصيني وسلّمته احتجاجاً على «انتهاك» أراضيها. وهذه الجزر غير مأهولة، لكنها قد تكون غنية بالغاز والنفط. وعلى رغم تنامي العلاقات الاقتصادية بين الصين واليابان في العقود الأخيرة، فإن هذا النزاع يحيي ذكريات الاستعمار الياباني لدول مجاورة، في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين. ووسط طوق أمني من ستة صفوف فرضته شرطة مكافحة الشغب، تجمّع مئات المتظاهرين مجدداً أمام السفارة اليابانية في بكين، ورشق بعضهم عبوات مياه على مبنى السفارة، وهم يرددون هتافات معادية لليابان ويغنون النشيد الوطني للصين ويلوحون بأعلامها. وقال هي جوليانغ (26 سنة) الذي شارك في الاحتجاجات في بكين: «تعاني الصين مشاكل ضخمة، ولكن دياويو شيء يتفق عليه الجميع في البلاد. ثمة خطوط يجب ألا تتجاوزها» اليابان. «تسقط اليابان» وفي شنغهاي، سار حوالى 1500 شخص في اتجاه القنصلية اليابانية، وهم يهتفون «تسقط اليابان» ويحملون أعلاماً للزعيم الراحل ماو تسي تونغ. لكن الشرطة أغلقت الطرق المؤدية إلى المبنى بحواجز صُنعت بحاويات. وفي كينغداو شمال شرقي الصين، استهدفت حرائق متعمدة وعمليات تخريب واقتحام، 12 مصنعاً مرتبطاً بشركات يابانية، بينها «باناسونيك». وفي مدن أخرى، هاجم متظاهرون غاضبون مطاعم يابانية وسيارات من إنتاج شركات يابانية، كما نهبوا متاجر. واستخدمت الشرطة غازاً مسيلاً للدموع وخراطيم مياه، لتفريق آلاف من المحتجين احتلوا شارعاً رئيساً في مدينة شينزن جنوب البلاد، قرب هونغ كونغ، ورفعوا يافطة تدعو إلى «حمام دم» في طوكيو. كما حضّ متظاهرون السلطات الصينية على «إعلان الحرب» على اليابان. وعرض تلفزيون هونغ كونغ لقطات أظهرت أكثر من ألف متظاهر يحرقون أعلاماً في مدينة غوانغجو جنوب الصين، ويهاجمون فندقاً قريباً من القنصلية اليابانية. وتجنّبت الشرطة حشداً من ألفي محتج، كانوا يحاولون اقتحام القنصلية الأميركية في مدينة تشنغدو جنوب البلاد، إذ أعلنوا نيتهم «إسماع الولاياتالمتحدة صوتهم». وأوردت وسائل إعلام يابانية أن حوالى 40 ألف متظاهر شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها الصين السبت. لكن السلطات في بكين منعت المدونات الصينية من الحديث عنها، ولم يُشر إليها التلفزيون الصيني. وعلّق نودا على الاحتجاجات في الصين، قائلاً: «هذا الوضع يشكّل خيبة أمل ضخمة لنا، ونحتج (لدى السلطات الصينية). للأسف هذه مشكلة تتّصل بسلامة مواطنينا وتضرّ بشركات تابعة لليابان. نريد أن تعيد الصين النظر في الوضع، وأحضّها على أن تكفل سلامة المواطنين والشركات اليابانية».