سارت تظاهرات معادية لليابان أمس في أنحاء الصين احتجاجاً على شراء طوكيو جزراً تعلن بكين السيادة عليها. ومع تصاعد التوتر أعلنت اليابان أن وزير خارجيتها قطع زيارته إلى أستراليا وعاد إلى طوكيو أمس. ونظمت أبرز تلك التظاهرات في العاصمة حيث شارك فيها آلاف الأشخاص، رموا السفارة اليابانية بحجارة وقنانٍ فيما كان عناصر من الشرطة مزودون بهراوات ودروع يحاولون صدهم. وهتف محتجون «أعيدوا جزرنا. أخرجوا ايها الشياطين اليابانيين». وحمل أحدهم لافتة كتب عليها «من أجل احترام وطننا الأم علينا أن نخوض حرباً مع اليابان». وكان شراء الحكومة اليابانية من عائلة ثلاث جزر في أرخبيل دياويو الذي يسمى سنكاكو باللغة اليابانية، أثار تجمعات أمام السفارة والقنصليات اليابانية في الصين، لكنها جرت بهدوء. وأغلقت أمس الشوارع المجاورة للسفارة أمام حركة المرور، وحلقت مروحية فوق المنطقة. كما استعين بجنود للسيطرة على المتظاهرين، الذين لم يتعرضوا للمطاعم اليابانية التي أغلقت كلها في الحي، لكن واجهات بعض منها غطيت بأعلام صينية. وفي مدن صينية أخرى، هاجم متظاهرون غاضبون مطاعم يابانية وسيارات يابانية الصنع. وفرضت الشرطة طوقاً أمنياً في شنغهاي وأبقت الجموع بعيدة عن القنصلية اليابانية، الا انها سمحت للمحتجين بالاقتراب من البعثة الديبلوماسية فترات قصيرة. ورفع المتظاهرون أعلاماً صينية ودعوا طوكيو إلى إعادة الجزر إلى الصين. وتظهر صور نشرت على «تشاينا ويبو» أكبر موقع للمدونين الصينيين متظاهرين وتجمعات ضد اليابان في عدد كبير من المدن، منها شوغكينغ وكونمينغ (جنوب غرب) وزينغشو وشانغدي (وسط) ونانكين وكونشان وهيفي (شرق) وتشيان وتايوان وينشوان (شمال). وأرسلت الصين اول من أمس ست سفن مراقبة إلى أرخبيل دياويو لفرض «احترام القانون» بحسب بكين، ما اضطر طوكيو إلى استدعاء السفير الصيني للاحتجاج على ما تعتبره اليابان توغلاً في أراضيها. وطلبت اليابان من رعاياها في الصين التحلي بالحذر بعد الإعتداء على ستة يابانيين في شنغهاي الأسبوع الماضي، فيما تقترب ذكرى «حادث موكدن» بعد غد الثلثاء الذي حمل اليابان في 1931 على اجتياح منشوريا (شمال شرق). ويقول ديبلوماسيون أن طوكيو وبكين تفضلان عدم خروج النزاع عن نطاق السيطرة، لكن إدارة الخلاف تبدو صعبة في ظل مواجهة الصين تغييراً في الزعامة يحدث مرة كل عشر سنوات واقتراب موعد الإنتخابات في اليابان وإنعدام الثقة المتبادل. تشي جينبينغ يظهر الى العلن على صعيد آخر، أفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أمس أن نائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ ظهر إلى العلن بعد أكثر من عشرة أيام على صمت مطبق من قبل السلطات حول مصير الزعيم الصيني الذي اختفى من دون أي تفسير عن المسرح العام. ولم يظهر جينبينغ (59 سنة) إلى العلن منذ الأول من أيلول (سبتمبر) الجاري، إذ شوهد للمرة الأخيرة في بكين بمناسبة خطاب الدخول إلى المدرسة المركزية للحزب الشيوعي. وألغى لقاءات مع أربعة مسؤولين ديبلوماسيين دوليين بينهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، ومع رئيس وزراء سنغافوره لي لونغ. وكشف مصدر ديبلوماسي غربي أن تشي خضع لمعالجة قاسية لانقاص وزنه أفقدته 20 كلغ، بينما أوردت وسائل الإعلام في هونغ كونغ أنه يعاني من آلام في الظهر. وأعرب خبراء عن اعتقادهم أن التفسير الأكثر احتمالاً هو تعرض تشي لمشكلة صحية. وأوردت وكالة «أنباء الصين الجديدة» أن نائب الرئيس توجه إلى جامعة الزراعة الصينية أمس للمشاركة في «اليوم المخصص للعلوم الوطنية». ونشرت صورتان يظهر فيهما مرتاحاً وهو يتحدّث إلى مجموعة من الأشخاص في حرم الجامعة. وأكد نائب في خطاب أهمية الامن الغذائي وهو مشكلة خطرة في الصين حيث انفجرت فضائح تتعلق بمنتجات ملوثة مثل الألبان الممزوجة بمادة الميلامين. ونقلت الوكالة عن تشي قوله: «يجب تعزيز المراقبة وقمع النشاطات الإجرامية» وفي الوقت نفسه «خلق اجواء يهتم فيها الجميع بالأمن الغذائي».