دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ممثلين عن عدد من الفصائل السورية المعارضة خلال زيارة لبغداد الى الاستفادة من «تجربة العراق في التغيير»، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حلول تحفظ لسورية وحدتها وتجنبها الانزلاق في حروب وصراعات داخلية». وكان العراق اقترح خلال قمة عدم الانحياز في طهران قبل نحو اسبوعين «مبادرة لحل الازمة السورية» تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، على ان تتفق الاطراف كافة على شخصية تترأسها. وتدعو المبادرة كذلك الى تبني ميثاق اقليمي ودولي يتعهد بعدم السماح بالتطرف الديني او القومي او الطائفي، واعتماد المواطنة اساساً لتشكيل الحكومة الانتقالية في سورية. وبعد اقتراح القاهرة تشكيل «رباعية» تضم السعودية وتركيا وإيران ومصر لبحث سبل حل الازمة وعدم تفاقمها، اقترحت طهران الأسبوع الماضي إضافة العراق وفنزويلا إلى الرباعية. وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي للمالكي ان رئيس الوزراء استقبل امس «وفداً يضم ممثلين عن عدد من فصائل المعارضة السورية برئاسة الدكتور محمود دحام المسلط رئيس مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الوطني السوري في اميركا وكندا». وأضاف البيان انه جرى خلال اللقاء «بحث معمق لتطورات الازمة السورية والسبل الكفيلة لوقف نزيف الدم وايجاد حل سياسي جذري يحقق للشعب السوري طموحاته المشروعة ويجنب سورية المزيد من الدمار». ودعا المالكي اعضاء الوفد الى «الاستفادة من التجربة العراقية في مرحلة التغيير التي جرت في العراق سواء في الاخفاقات التي واجهتها او في النجاحات التي حققتها» والى «مزيد من التقارب وتبادل وجهات النظر». كما أكد «موقف العراق الداعم للشعب السوري في التوصل لحلول تحفظ لسورية وحدتها وتجنبها الانزلاق في حروب وصراعات داخلية»، مشدداً على ان العراق «لن يدخر جهداً في اسناد اي حل سياسي يتفق عليه الاشقاء السوريون». ونقل البيان عن اعضاء الوفد تأكيدهم «ضرورة ايجاد حل سياسي» في سورية»، معربين «عن قلقهم من تشابك التدخلات الخارجية التي تتفاقم في الازمة وتزيد الاوضاع سوءاًً». وتشهد سورية التي تتشارك مع العراق بحدود بطول 600 كلم، حملة قمع عنيفة ضد احتجاجات غير مسبوقة تطالب باسقاط النظام منذ نحو 18 شهراً اسفرت عن اكثر من 26 الف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.