امتعضت طهران أمس من خطاب الرئيس المصري محمد مرسي، إذ ساند الثورة السورية. واصفا النظام السوري بالظالم، فيما تجاهل المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد الحديث عن الأزمة السورية. وافتتحت أعمال القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز أمس في العاصمة الإيرانيةطهران، بمشاركة وفود تمثل 120 دولة. ورأس وفد المملكة إلى القمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز نائب وزير الخارجية. ويحضر أعمال القمة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقال الرئيس المصري محمد مرسي «إن التضامن مع الشعب السوري ضد «النظام القمعي» في دمشق واجب أخلاقي». وأضاف « أن تضامننا مع نضال أبناء سورية الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية». وأردف قائلا «علينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سورية، وأن نترجم تعاطفنا هذا إلى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي إلى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية». أما المرشد الإيراني، فقد تجاهل أي حديث عن الأزمة السورية وقال إن بلاده «لا تسعى أبدا للتسلح النووي». لكنه أكد في الوقت نفسه أن طهران «لن تتخلى أبدا عن حق الشعب الإيراني في استخدام الطافة النووية لغايات سلمية» رغم الضغوط والعقوبات الدولية. وفي هذا الإطار رد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطابه بالقول إنه على إيران بناء الثقة حول برنامجها النووي عبر «الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» محذرا من اندلاع «دوامة عنف» على خلفية المسألة النووية الإيرانية. فيما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال افتتاح القمة، مجلس الأمن الدولي بتعزيز وضع إسرائيل. وقال أحمدي نجاد إن «مجلس الأمن لم يفعل شيئا للفلسطينيين سوى تعزيز وضع الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة». دون أن يتطرق إلى الأزمة السورية، داعيا إلى «ضرورة تغيير الوضع الحالي الذي يسود القرارات على المستوى العالمي». هذا وكان الرئيس المصري اقترح في منتصف شهر أغسطس (آب) الجاري فكرة تشكيل لجنة إقليمية رباعية للبحث عن حل للأزمة السورية. وقدم الرئيس المصري الشكر لجمهورية كوبا لما قدمته من عمل خلال فترة عضويتها في الحركة خلال الأعوام التسعة الماضية. كما رحب بعضوية تورويكا الجديدة، والجمهورية البلوفيرية الفنزويلية التى ستستضيف القمة السابعة عشرة للحركة فى عام 2015م. وسلم الرئيس المصري محمد مرسي رئاسة حركة عدم الانحياز إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ستتولى بلاده رئاسة الحركة للسنوات الثلاث المقبلة. إلى ذلك غادر الوفد السوري قاعة قمة دول عدم الانحياز في طهران أثناء إلقاء الرئيس المصري محمد مرسي خطابه الذي وصف فيه النظام السوري بأنه «ظالم» حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وردا على خطاب الرئيس المصري، اتهمت دمشق مرسي بالتحريض على سفك الدم السوري في خطابه أثناء قمة دول عدم الانحياز في طهران والذي وصف فيه النظام السوري بأنه «ظالم». ونقل التلفزيون السوري عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله إن الوفد السوري انسحب من القاعة «احتجاجا على مضمون كلمة مرسي الذي يمثل خروجا عن تقاليد رئاسة القمة، ويعتبر تدخلا في شؤون سورية الداخلية، ورفضا لما تضمنته الكلمة من تحريض على استمرار سفك الدم السوري» على حد زعمه. من جهة ثانية، أعلن متحدث عراقي رسمي أمس ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيقدم خلال مؤتمر قمة عدم الانحياز المنعقدة في طهران، مبادرة لمعالجة الازمة السورية تقضي بتشكيل حكومة انتقالية قد تضم الرئيس بشار الاسد. وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي ان المبادرة التي سيقدمها المالكي تتضمن تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع مكونات الشعب السوري، على أن تتفق الاطراف السورية على الشخصية التي تترأسها. وتشمل المبادرة العراقية كذلك اختيار شخصية سورية مقبولة لدى الجميع للتفاوض مع المعارضة بهدف الوصول الى حل للأزمة. وتدعو كافة الاطراف في سوريا للجلوس الى طاولة حوار وطني تحت اشراف الجامعة العربية وقبول مشروع تشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وإجراء انتخابات تحت اشراف دولي وعربي ودعم جهود المبعوث الاممي العربي الجديد الاخضر الابراهيمي، من اجل الحل السلمي. وأشار الموسوي الى ان هذه المبادرة تعد تطويرا لمبادرة كان طرحها العراق بشكل غير رسمي خلال القمة العربية التي عقدت في بغداد.