يرفض الكثير من الأطفال قص شعورهم امتثالاً لأوامر مدير المدرسة الذي دائماً ما يشير بإصبعه إلى أي طفل لا تبدو آثار المقص على رأسه، ويردد على مسامعه المقولة الشهيرة «لا تأت المدرسة غداً، إلا بعد حلاقة شعرك»، إذ انتقل هذا الإجراء التربوي في الآونة الأخيرة، من المدارس الحكومية إلى «الأهلية»، و«العالمية»، وسط رفض من أسر الطلاب التي تعد هذا الجانب «حرية شخصية». وفيما يصر مديرو المدارس على إجبار الطلاب في المراحل الابتدائية، والمتوسطة والثانوية على حد سواء، بحلاقة الشعر لدافع تربوي يسعى إلى الحفاظ على هيئة الطالب، بيد أن بعض الطلاب، وبالأخص من طلاب الصفوف الدنيا، وبمساندة أولياء أمورهم يرفضون هذا الإجراء، ويعدونه تعسفياً. ولم يعد تشديد مديري المدارس والمعلمين على «حلق الشعر» حكراً على المدارس الحكومية، إذ أصبح يشاركهم زملاؤهم في التعليم الأهلي نفس التوجه أخيراً. من جهته، أوضح المدير العام للتربية والتعليم في جدة عبدالله الثقفي ل «الحياة» أن مديري المدارس يعملون وفق لائحة سلوك تهتم بتنظيم وترتيب سلوك الطفل ومظهره. وقال الثقفي إنه إذا كان يوجد من يعترض على «قص الشعر»، فبالمقابل يوجد أولياء أمور يتقدمون بشكاوى خوفاً على أبنائهم حين يجدون منظر طفل شاذ بين الطلاب سواء كان طويل الشعر، أو مرتدياً ملابس غير لائقة، أو سلاسل حول عنقه. وأبان أن الكثير من الدول تحرص على مظهر الطفل ونظامه في المدرسة، مضيفاً «وهذا يؤكد أنه لا يختلف اثنان على أن منظر الطالب لابد أن يكون مرتباً في كل شيء ليس فقط شعره، لهذا قدمت كلمة التربية على التعليم». من جهتها، ترى والدة إبراهيم الذي يدرس في مدرسة عالمية في حديثها إلى «الحياة»، أن قص شعر ابنها يدخل في نطاق الحرية الخاصة بأسرتهم، مبدية استغرابها من استمرار تنبيه معلمي المدارس العالمية طلابهم بحلق الشعر. وتتفق والدة الطفل أرام مع أم إبراهيم في أن «قص الشعر» أمر شخصي، لكنها أبدت في الآونة الأخيرة، قناعتها بعد نصيحة حصلت عليها من إحدى معلمات ابنها تشير إليها بأن الشعر الطويل من الأمام سيؤثر على عيني الطفل. بدوره، يرفض وكيل مدارس ثغر جدة الأهلية القسم الابتدائي محمود الشملاوي في حديثه إلى «الحياة» فرض أسلوب القمع والسيطرة والتهديد على الطفل، موضحاً أن الطريقة التي يتبعها مع الأطفال لحثهم على قص شعورهم تتمثل في المسح على رأس الطفل للإشارة إلى أنه وصل إلى سن تفرض عليه التهيئة للترتيب وتنظيم مظهره، وبالأخص قص شعره. وقال الشملاوي إن الإقناع أفضل وسيلة لجذب الطفل بطريقة تربوية صحيحة، وعدم التهديد برفض حضوره المدرسة إن لم يتم قص الشعر، إذ سيكون هناك ارتداد عكسي ما يجعله طوال الإجازة يربي في شعره وكأنه يعاند نفسه.