أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954م الأسرة الدولية بالاحتفاء بالطفل؛ بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال، والعمل على ترسيخ الأهداف العلمية والثقافية والاجتماعية والنفسية والأمنية والقانونية ذات العلاقة بالطفل، بما يعزز من حضوره، وتجاوز معوقاته، والخروج به إلى امتيازات التفوق والإبداع. ويعد يوم 20 نوفمبر من كل عام «اليوم العالمي للطفل» - الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل-؛ ليذكرنا بهذا الكائن الصغير، وأهمية الوقوف على احتياجاته، وفهم حقوقه، وحل مشكلاته، وتدعيم آماله المستقبلية. وعلى الرغم من أن الأطفال يمثلون اليوم «ثقافة عالمية» ممتدة لكل تفاصيل الحياة، إلاّ أنهم مازالوا «الحلقة الأضعف» في دائرة اهتمام «السلطة التنفيذية» التي لم تصغ إلى الاقتراحات والتوصيات العلمية والمجتمعية بضرورة الاهتمام بهم، وتغيير «واقع الشلل» الذي ينتابهم، ومنحهم «أقل حقوقهم»؛ ونتيجة لذلك برزت مشكلات الطفولة وتعددت في أكثر من قُطر عربي، فهناك الطفل المنكسر، والطفل الخائف، والطفل المعنف، والطفل المتحرش به، والطفل المتسول، والطفل المتأخر دراسياً وتربوياً، والطفل المجرم، والمدمن، ثم الطفل المُستغل بقصد وبدون قصد.. «الرياض» في ملف «أحباب الله.. خارج دائرة القرار» تحتفل بطريقتها الخاصة في اليوم العالمي للطفل؛ حيث تفتح هذا الملف الذي تقف في «الحلقة الأولى» منه على أهم القضايا - أو ربما شيء منها- التي تحتاج إلى إعادة نظر، وإنصاف تجاه «الطفل العربي»، حيث نقف على قضية كيف نعلمه؟ وكيف نحميه من الأذى الجنسي الذي أصبح محيطاً به؟ وكيف نتعامل معه، ونحترم إنسانيته؟ وكيف نحميه من العنف؟ ثم كيف ننمي وعيه أمام المتغيرات والمغريات التي تجتاح فكره وسلوكه؟ هاجس التعليم على الرغم من أهمية دور التعليم في بناء عقل وشخصية الطفل، إلاّ أن التعليم العربي مازال ضعيفاً - للأسف-، ولم يقدم الكثير في تغيير واقع الطفل للأفضل، فمازال "التلقي" صبغته الوحيدة لفكرة النجاح. وعلقت مساعدة المدير الإقليمي لقسم الطالبات بالجامعة العربية المفتوحة بالدمام "د.نعيمة إبراهيم الغنام" على واقع التعليم، قائلة:"تعد تلبية الحاجات المعرفية للطفل، أحد أهم أهداف التعليم بالمراحل الأولى "تفترض هنا أن الطفل هو تلميذ المرحلة الابتدائية"، كما تعد تلك المرحلة أهم وأخطر المراحل التعليمية على الإطلاق، حيث يفترض أن يتعلم الطفل المهارات الأساسية من استكشاف، القراءة، الكتابة، تصورات حول الواقع، وغيرها، والطفل بتلك المرحلة يملك رغبة غير محدودة للمعرفة، وهنا تكمن الخطورة، فهو يعتقد أن كل ما ينقله الكبار إليه حقيقة مطلقة - فالكبار لا يكذبون-، وإذا كذبوا فلن يصدقهم ولو قالوا الحقيقة، وهنا تأتي أهمية المنهج الذي يجب أن يهتم باحتياجات الطفل منطلقاً من قدراته، أي أن يكون المحتوى متسقا مع الحاجات المعرفية للطفل، وفي الوقت نفسه يعتمد على آليات تراعي قدرات الأطفال المتنوعة والمتباينة، والمختلفة أيضاً، فالطفل يتعلم أفضل وهو يلعب، كما يعرف أكثر من القصص"، مشيرة إلى أن محتوى المنهج يجب أن يكون مرناً؛ بحيث يتضمن الخطوط العريضة للأهداف المعرفية، ويترك للمعلم – المفترض أن يكون مدرباً – اختيار أفضل الطرق المناسبة لتوصيل الجانب المعرفي، وللأسف فإن مناهج المراحل الأولية في المملكة "مثلاً" تعتمد بقدر كبير على التلقين غير التفاعلي الذي يصل لحد فرض الحفظ و"الترديد"، وهو ما لا يتناسب مع ضرورة الربط بين المعرفة والتغير المستمر، فالمحفوظ ثابت، والثبات نقيض التغير. د.حافظ : «الثقافة الجنسية» غائبة رغم مخاطر «التحرش».. وعلينا تقبّل أسئلتهم دون إحساسهم ب»العيب».. إدراك المتغيرات وأضافت:"إن أهم أهداف التعليم للطفل هو تمكينه من إدراك التغير، والتعدد، والاختلاف، بحيث يدرك مبكراً كونه جزءا من عالم كبير متنوع، وهذا بالتحديد ما سيمكّنه من إدراك المتغيرات الفكرية والتنوع ويقبله ويتعاطف معه بحرية، ولا أنكر أن المناهج المتطورة في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، تحتوي على قدر معقول من القضايا الأساسية، مثل الحقوق المتنوعة للإنسان، الاختلافات الحضارية، وغيرها من القضايا، لكن المشكلة تكمن في أن المناهج تطرح القضايا المختلفة من وجهة نظر أحادية غالباً، ونمطية في أغلب الأحيان، بل وكثيراً ما توضع بمقارنة مع التراث الخاص وكأنه "مُسلّمة منطقية" تقاس عليها المعرفة، وهو ما يقلل من التأثير المعرفي للقضايا المتنوعة، ويحد من قدرة الطفل على الجدل والحوار، بل ويقيده بكثير من الأحيان"، مستدركة بقولها:" لكي يكون الطفل شخصية مفكرة، على المنهج أن يطور قدراته على الحوار والتفاعل، وللأسف الشديد، لا تحقق المناهج الحالية هذا الهدف، فهي بعيدة عن أموره الحياتية، وأحاسيسه ومشاعره". دموع الحزن تسلب جمال الطفولة بيئة المدرسة وعن مدى تأثير بيئة المدرسة على عادات وسلوكيات الطفل، وهل قامت المدرسة بدور الموجه الحاضر أم أنها انشغلت بالتدقيق بأنظمة إدارية بعيدة عن الأهداف التربوية؟، أوضحت "د.نعيمة" أن المدرسة هي الجزء الأصيل من البيئة الاجتماعية للطفل، ويجب أن تكون جزءا محوريا متفاعلا مع باقي المكونات، حيث أكدت الدراسات التربوية، أن المدرسة تؤثر في الطفل سلوكياّ، بل وعليها أن تقوم بدور تقويمي "تحسين السلوك" لكن مدارسنا لا تقوم بهذا الدور بعد أن تحولت لوحدات إدارية، تقوم بالتلقين ومراجعة المستوى التحصيلي بعيداً عن الجانب التربوي. وقالت:"رغم أن العلاقة بين التربية والتعليم لا تقبل الفصل، إلاّ أن الواقع يؤكد تغليب المدرسة للجانب التعليمي الذي يسهل قياسه عن طريق الامتحانات والقياسات، أما الجانب التربوي الذي يعد – وهو المجال الخصب لإبداع المعلم- فقد أصبح مهملا تماماً، فحتى التطبيقات العملية لجودة التعليم، تطبق على الجانب التعليمي والجوانب الإدارية، برغم أن قياسات الجودة استرشادية بالأساس، ويدرك مفكروها أن التعليم ليس سلعة تقاس كمياً، بل تحتاج لتطبيق مبدع يدرك قدسية التعليم وأهميته للإنسان"، مشيرة إلى أن المناهج الحالية في المملكة تقيد المعلم نفسه، وتفرض عليه جدولاً زمنياً يصعب خلاله القيام بالدور التفاعلي للمعلم، خصوصا بالنسبة للتعليم الأولي، فالمعلم في تلك المرحلة يجب أن يكون الأكثر تدريباً، ولديه معرفة متنوعة بالتربية، وعلم النفس، والمناهج السلوكية، وغيرها، لكن للأسف الشديد، فالهرم التعليمي بالنسبة للمعلم مقلوب، فهو بالمرحلة الثانوية أفضل حالاً من حيث المستوى التعليمي، والوقت المتاح، والعكس بالنسبة للمعلم بالمرحلة الأولية؛ ونتيجة لذلك لازال بعض الأطفال يقدمون الأعذار عن الذهاب للمدرسة، وما أصعب كلمة "أكره المدرسة" حينما نسمعها من أطفالنا. طفل ضحية العنف و»ثقافة الموروث الثقافة الجنسية ثم تأتي القضية الجنسية في واقع الطفل، وهي من أهم القضايا التي لم يُهتم بها بشكل صحيح -على الرغم من كثرة المخاطر التي تعرض لها الطفل-، حيث يعد استشاري الطب النفسي "د.حافظ إبراهيم" عدم تزويد الطفل بالثقافة الجنسية المتعلقة بالطفل من أهم القضايا التي لابد أن تطرح وتناقش، وعلى الأخص في ظل الانفتاح المعلوماتي الكبير في الحصول على معلومات جنسية، أو الاطلاع على صور عبر رسائل الجوال والقنوات الفضائية - التي أصبح الطفل من السهل أن يطلع عليها-، مشيراً إلى أن هناك فرقا بين الانفتاح المعلوماتي، وبين الثقافة الجنسية، فالانفتاح المعلوماتي يتحمل المعلومة الصحيحة والمعلومة الخاطئة، وللأسف أن (80%) مما يعرض في القنوات والإنترنت من معلومات جنسية هدفها تجاري بحت، وطريقة غير مشروعة في جميع المجتمعات المنفتحة والإسلامية؛ فهناك اعتقاد بأن من يحصل على شيء من تلك المعلومات لديه ثقافة جنسية، وذلك مفهوم خاطئ، فالثقافة الجنسية هي المعلومات الصحيحة المبنية على أسس علمية أثبتها العلم وكيفية التعامل مع الغريزة. وقال:"إن أهم وأكثر المخاطر التي يتعرض لها الطفل في مراحله المبكرة حينما لا يزود بالثقافة الجنسية السليمة، حيث يكون عرضة سهلة جداً للتحرش الجنسي والإساءة الجنسية بكل درجاتها، والتي تبدأ من سلوكيات بسيطة جداً وتنتهي بالاتصال المباشر، مستشهداً بقصة الطفلة الصغيرة التي وصلت إليهم في العيادة وهي تبلغ خمس سنوات، حيث كانت مصابة بنزيف شديد جداً؛ بسبب تعرضها للاغتصاب الذي وصل لمراحل متفاقمة، والسبب – أو أحد الأسباب- هو عدم التربية الجنسية للطفل من سن الطفولة المبكرة، فالتوعية الجنسية للأطفال لا تعني أن نعرضهم لمشاهدة أفلام جنسية مخلة، بل لابد أن يوضح الوالدان للطفل الأشياء المحظورة في تعاطيه مع الآخرين، كالمواضع المسموح بها أن يمسك بها الآخرون في جسده، وحدود مفهوم القبلة وغيرها من التفاصيل التي لابد أن تُعطى للطفل منذ سن مبكرة من عمره، كما لابد أن نتقبل أسئلتهم حول الجنس، وعدم الخجل من شرحها وتوضيح مراحل الكشف عن العورة له، والتفصيل عما يشاهده الطفل في القنوات من تبرج ومناظر مخلة، فلابد من فتح الحوار وتوضيح أن هناك اختلافا في بيئاتنا عن البيئات التي تصور في مشاهد التلفاز، وذلك ما يفسر وجود بعض الازدواجية في شخصية الأطفال أمام ما يظهرون به أمام آبائهم وبين مايفعلونه في الخفاء فلابد من تتبع ما يشاهده الأبناء في التلفاز، ومناقشته دائماً دون المنع، إلى جانب تنمية "الضمير الذاتي" بداخلهم؛ ففتح الحوار مع الطفل ومناقشة المواضيع الحساسة أمر إيجابي في دفع المخاطر الجنسية عن الطفل". كلام غزل! وعن دور مؤسستيْ الأسرة والتعليم في الحرص على توعية الطفل الجنسية فيرى "د.حافظ" أن على الزوجين قبل الزواج أن يتعرفا على قدراتهما في تربية الأطفال، وتوضيح الأمور المقبولة وغير المقبولة للطفل، ومراقبة الأطفال حتى في لعبهم، والإجابة عن أسئلتهم حتى الحساسة منها؛ بناءً على المرحلة العمرية، كذلك لابد أن تُقدم لهم في سن البلوغ المعلومات الكاملة الصحيحة، وإذا لم يستطع الوالدان فإنهما يوكلان ذلك لأشخاص مختصين، كما لابد من تقبل أسئلتهم وفضولهم حول الثقافة الجنسية، مستشهداً بقصة ابنته التي كانت في سن المراهقة وقد اكتشفت أمها بأنها تكتب كلام غزل في دفترها الصغير، فاستدعى ابنته التي جاءت على خجل وخوف، وأخذ يمتدح ماكتبته ووعد بإصدار ديوان لها إذا نمت موهبتها دون أن يذكر سلبيات ماكتبت، فدهشت ابنته من أنه لم يغضب، ومنذ ذلك الحين والفتاة لم تخف أي شيء عليهما، وأخذت تطرح الأسئلة التي تسمع أجوبتها من الخارج، وذلك أسلوب أمثل لرفع الحرج عن الطفل. أدوات الحماية وحول الأسلوب الأمثل الذي يحتاج إليه الطفل لحماية نفسه من الإيذاء الجنسي من قبل الأقارب، أكد "د.الحافظ" على ضرورة تقديم أدوات الحماية للطفل، من خلال قصة شاب تعرض لتحرش جنسي وهو طفل صغير من قبل شقيقه الأكبر، وقد كان ذلك الشقيق ذا نفوذ وشخصية لا يمكن لأحد أن يصدق بأنه يمارس ذلك السلوك، وبقي يُستغل حتى أصبح شابا، وقد حضر للعيادة يطلب العلاج بعد أن وصل لمراحل أصبح يفكر فيها في الانتحار. وقال:"لابد من التربية والتثقيف، من خلال الوسائل الإعلامية الهادفة؛ لخلق الحماية من التحرش بالطفل، وعلى الأخص من المقربين، سواء أكان خالا أو عما أو أبا أو أخا أو سائقا أوخادمة"، داعياً إلى عدم استخدام التوبيخ والضرب مع الأطفال حينما يسألون عن معلومات جنسية. ازدواجية التعامل وبعد نقاش قضايا الطفل تجاه التعليم والجنس، نتناول الآن قضية أخرى مهمة، وهي كيفية التعامل مع الطفل، حيث تؤكد "أروى الغلاييني" -المستشارة ومدربة التربية وتطوير الذات- على أن كل من يقبل على مؤسسة الزواج فهو بحاجة ماسة لمهارات الزواج؛ ليس لأجلهم فحسب، بل لأجل الطفل الذي سينجبانه. وعن الازدواجية التي قد ينطلق من خلالها الوالدان في تعاطيهما مع الطفل حينما يمتدحانه ثم ينتقدانه بعد لحظات، أو ربما أحباه في مواقف ثم عنفاه بعد لحظات، تجيب "الغلاييني" إن عقليتنا العربية في عقاب أبنائنا هي عقلية "ثلاثة في واحد!"، فالطفل قد يخطئ أو يذنب ذنباً ما فتجد الأم وقد عنفته، وهي مقطبة الجبين (هذا العقاب الأول)، وعاقبته مثلاً بالحرمان من ذهاب نزهة أو غيرها (هذا العقاب الثاني)، وبقيت غاضبة منه لاتكلمه طوال اليوم (هذا العقاب الثالث)، مشيرة إلى أن الإشكالية أن الأم غير مدركة أنها عاقبته ثلاث عقوبات لذنب واحد!، وهي تظن أنها عاقبته فقط بالحرمان، ولم تعلم أن رفع الصوت وتقطيب الجبين ومقاطعته هي أعظم الألم وأشده، وهذا وذاك مخالف لسنة سيد المربين وعظيمهم سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ما قرأنا بسيرته القولية والفعلية أي تعنيف للصغار والغلمان إناثاً وذكوراً، بل كان ينبههم ويوجههم ويقوّم خطأهم بحب واحترام وسماحة. طفل بشخصيتين متطرفتين وتشير المختصة بحماية الطفل في هيئة حقوق الإنسان "أمل الدار" إلى أن الطفل يتعرض لعدة أنواع من العنف، من أهمها العنف الجسدي الذي يكون واضحاً بآثار بينة على جسده، وهناك العنف اللفظي الذي يعد من أكثر أنواع العنف ممارسة على الأطفال، حيث يؤثر الكلام القاسي والألفاظ السيئة والجارحة على نفسياتهم كثيراً. وقالت:"إن تحديد أكثر أنواع العنف وقوعاً على الأطفال سواء اللفظي أو الجسدي أو النفسي صعب جداً، وذلك لأن العنف الجسدي واضح من خلال الآثار التي تترك على الجسد، أما باقي أنواع العنف فلا يمكن الكشف عنها، إلاّ من خلال ما يقوله الطفل"، متمنية اتخاذ أسلوب الوقاية كحل سريع في التعاطي مع قضايا العنف، والبدء بتوعية الأسر بأهميتها قبل حدوثها، ومحاولة البعد عن استخدام أسلوب الضرب من قبل الأسرة كنوع من أنواع التربية. وأضافت:"إن من أكثر أنواع العنف التي وصلت إليهم في هيئة حقوق الإنسان حالات لأطفال وقع عليهم ضرب مبرح، وكذلك التحرش الجنسي، والاعتداء بجميع أنواعه"، موضحة أن من أهم أسباب استخدام العنف على الأطفال هي "الثقافة الموروثة" من قبل أحد الوالدين، والتي تربيا عليها في الصغر فغالباً يكبر أحد الوالدين ويخرج من بيئة كانت تستخدم الضرب معه؛ فيمارس ذلك الأسلوب مع طفله، وربما يكون أحد الأسباب عائدا إلى عدم التوازن في شخصية أحد الوالدين؛ نتيجة ضغوطات الحياة الكثيرة، وربما من أهم الأسباب اعتقاد الأم أن الضرب يقوّم سلوك الطفل في حالة الخطأ. وأشارت إلى أن الإعلام وألعاب الأطفال المباعة في الأسواق يلعبان دوراً كبيراً في تنمية العنف لدى الطفل، فالطفل يجد العنف في كل شيء حوله، ومن الطبيعي أن يولد العنف عنفا أيضاً؛ لذلك فإن من أهم السلوكيات التي تنتج عن التعاطي مع الطفل بالعنف تُظهر في سلوكه العناد الكبير في شخصيته، وكذلك ممارسته للعنف والضرب مع أطفال آخرين، أو ربما يقوم بالتكسير والتخريب، وربما أصبح التأثير عكسيا بأن يتحول الطفل الذي يمارَس عليه العنف إلى شخصية ضعيفة مستسلمة مغلوب على أمرها؛ فيخلق الطفل بداخله شخصيتين متطرفتين فقد يكون مسالما جداً حد الضعف وعنيفا جداً حد التكسير والحصول على مايريد، موضحة أنه على المستوى العلاجي تصل نسبة الأطفال الذين وقع عليهم عنف إلى (50%)، أما المستوى الوقائي فيصعب تحديده. التعليم أساس تربية الطفل نحو الانفتاح والتغيير للأفضل قصة غريبة! كشفت المستشارة "أروى الغلاييني" عن أغرب القصص التي صادفتها من خلال عملها في الاستشارات الأسرية، وشعرت بعدها أن هناك أخطاء كبيرة يمارسها الوالدان على الأبناء وتحتاج إلى تصحيح. وقالت: في استشارة إحدى الأمهات أخبرتني أنها "أوحت" لبناتها أن المنزل "مليء بالكاميرات" حتى دورات المياه، وأن والدهم يمكنه اكتشاف أي خطأ يرتكبنه!، وسألتني عن رأيي، فقلت لها:"لا تعجبي أن يتمنى بناتك أن يختفي والداهما عن الوجود، بسبب حالة الرعب والفزع والقلق التي زرعتموها بداخلهن، فهن بشر وأنتما تصران على أن يكن ملائكة لايخطئن!. صدمة «التحرش الجنسي»! أكد استشاري الطب النفسي "د. حافظ إبراهيم" على أن أهم المخاطر التي يعانيها الطفل هي إصابته بعقد نفسية؛ نتيجة تعرضه لتحرش جنسي في الصغر؛ مما ينتج عنه نفسية مضطربة في الكبر، مستشهداً بقصة المريض الذي جاء يطلب العلاج بعد أن تعرض لتحرش جنسي وهو في سن الخامسة، واستمر ذلك الإيذاء لسنوات طويلة حتى بعد زواجه وإنجابه للأبناء، مؤكداً على أن الطفل حينما يتعرض لتحرش جنسي من قبل الأقارب، فإنه يخشى أن يصارح والديه بذلك فيلتزم الصمت، كما لا بد من مراعاة المرحلة العمرية للطفل، حيث يؤدي إلى اختلال الموازين التي تؤثر على نفسيته، فعدم تزويدهم بالمعلومات الصحيحة في الصغر قد يدفعهم إلى انحرافات جنسية في الكبر، خاصة حينما يصد الوالدان الطفل بقولهم "هذا السؤال عيب"، كذلك تسريب معلومات خاطئة للطفل حينما يسأل من أين أتيت وكيف؟، فاستخدام الكذب على الطفل يضلله"، موضحاً أن تعرض الطفل للتحرش الجنسي يسبب ضعف الرغبة الجنسية مع الشريك، كما يسبب اضطرابات نفسية؛ لذلك لا بد من حرص الوالدين على تزويد الوعي بالثقافة الجنسية، كذلك عدم تعرضهم لمشاهدة خصوصية العلاقة الزوجية بين الوالدين حتى إن كان الطفل في بداية نموه، فلا يستهان بذلك.