لم تعد الحجامة طريقة علاجية مفضلة لكبار السن فقط بل إنها دخلت في برنامج الرياضيين من الشبان الباحثين عن اللياقة البدنية والبنية الجسدية الرياضية باعتبار أن الحجامة تزيد في النشاط والحيوية وتركيز الذهن، وتساعد على التخلص من الأوزان الزائدة. ويرى اختصاصيون طبيون أن في هذا الإقبال من الشبان على «الحجامة» خطورة كبيرة إن لم يصاحبه «تثقيف صحي» عن هذه الطريقة العلاجية وفوائدها وأضرارها ومحاذيرها الصحية. ويحذر الاختصاصيون من تسبب هذا النوع من العلاج في انتشار الأمراض، وانتقال «الفايروسات» جراء ما يستخدم في الحجامة من أدوات بحاجة إلى التعقيم، وافتقار بعض الممارسين للدراسة الأكاديمية، والخبرة، إضافة إلى ضعف الاشتراطات الصحية، أو بمعنى آخر عدم وجودها، في الأماكن التي تشهد عملياتها. ويقول اختصاصي الطب التكميلي والمزاول للحجامة الدكتور فهد الغامدي ل «الحياة»: «إن للحجامة أثراً في تقوية جهاز المناعة، وتعطي راحة نفسية، وتجدد الدورة الدموية لأنها تعمل على التخلص من الكريات الدموية الهرمة»، مضيفاً «والحجامة سنة نبوية ثابتة». ويوضح الدكتور الغامدي أن الحجامة تمارس في أوروبا، ويستخدمونها كطب بديل ومكمل بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، مؤكداً أهمية التثقيف بأوقات الحجامة المناسبة، وتثقيف الناس بأن التبرع بالدم بعد الحجامة بمدة زمنية تبلغ 72 ساعة مهم جداً لاستكمال عملية تجديد الدورة الدموية. وعند سؤاله إذا ما كان ممارسو مهنة الحجامة حاصلين على تراخيص لمزاولتها، أفاد بأنه لا توجد تراخيص «والناس يذهبون للأشخاص المعروفين بممارسة هذه الطريقة العلاجية أو يأتي لهم المحجم في أماكنهم». من جهته، يروي الشاب محمد صالح من أهالي جدة ل«الحياة» قصته مع الحجامة، بالقول «أقبل على الحجامة بسبب رغبتي في زيادة النشاط البدني والرياضي، وكان إقبالي بناء على نصيحة من زملائي بالعمل كوني كنت أعاني من آلام أسفل الظهر». ويضيف «ذهبت إلى محجم معروف لدى زملائي الذين أكدوا لي أن الحجامة ستبعد كل ما أعانيه إن كان ألماً أو صداعاً أو إرهاقاً، وأن نومي سيصبح معتدلاً وسيتحسن الهضم لدي، وستزيد لياقتي البدنية». ويؤكد محمد صالح أنه بعد أول عملية حجامة عاد إلى منزله ونام طوال 12 ساعة متواصلة نوماً عميقاً، مبيناً أن كلفة الحجامة تتراوح بين 100 إلى 150 ريالاً. بدوره، يوضح الشاب عبدالرحمن سعد من أهالي جدة، أن سر ثقته بالحجامة يعود إلى أنها طريقة علاجية قديمة توارثها الآباء والأجداد، وأن بقاءها إلى هذا اليوم دليل على فوائدها الصحية «فالتجربة خير برهان». بينما يخالفه في الرأي ماجد حسن من أهالي جدة، الذي يعتبر الحجامة أسلوباً علاجياً خاطئاً، وخطورتها تكمن في تسببها بنقل الأمراض المعدية بسبب استخدام «المحجم» نفس الأدوات لأشخاص عدة.