أكدت الدكتورة ملك الحميري، اختصاصية الطب النبوي، أن طب الحجامة يساعد كثيرا في علاج الإدمان، “خصوصا في إخراج السموم من الجسم وتقوية المناعة وتهيئة الجسم للإقلاع عن التدخين”. وطالبت بأن “يخضع أي رجل أو سيدة ترغب في الإقلاع عن التدخين للحجامة؛ لما لها من آثار إيجابية على جسم المدخن والمدخنة بشكل عام”. وأوضحت الحميري “أنها قامت بعمل حجامة لمدخنات كثيرات في العاصمة الرياض، أقلعن عن التدخين”. وأشارت إلى أن “الحجامة تساعد على تهيئة الجسم لتقبل الامتناع عن التدخين والكحول وغيرها من مواد الإدمان”. وأضافت أن “الحجامة من المفترض أن تدرج ضمن برامج مجمع الأمل والمصحات النفسية؛ لما لها من تأثير إيجابي كبير في نفوس المدمنين من الجنسين”. تشريط وقالت الحميري إن “عزوف البعض عن الحجامة هو بسبب الممارسات الخاطئة لها، وعدم وجود اختصاصيين وأطباء لها”. وأشارت إلى “هروب بعض النساء وتخوفهن من تشريط الجلد، الذي تبقى آثاره فترة بسيطة لا تتجاوز أربعة أيام”. وأضافت أن “المرأة يوضع لها التشريط في أماكن بسيطة على الجلد”. وأوضحت أن “عمق التشريط وأثره يترتب على مهارة اليد الحاجمة في اتباع آدابه الطبية، بحيث يكون سطحيا جدا لا يتعدى 2 ملم و12 إلى 13 شَرْطَة في المكان المحجوم”. إقبال نسائي وذكرت الحميري أن “النساء زاد إقبالهن بسبب خفة يد الطبيبة، مقارنة بالطبيب”. وقالت إن “الطبيبة تشرط للحجامة بخفة يد كاملة، دون أن تظهر آثارها مثل باقي الحجامين”. وأضافت أن “اللافت في الأمر أن السعوديين في الوقت الجاري يرغبون في أن تجري لهم الحجامة طبيبة؛ لأنها أفضل من الطبيب في هذا المجال تحديدا”. وعن معالجة بعض الحالات المستعصية بالحجامة والعسل؛ كأمراض الجلطة والشلل، والتهاب الكبد الوبائي، وارتفاع الكوليسترول، وتشحم الكبد وتليفه، وأمراض القلب والرئة، والصداع النصفي والخمول، وضغط الدم والصدفية، وآلام الركب والمفاصل، والتهاب العصب الخامس والسادس (اللوق)، ومرض الناعور والسرطانات، قالت الحميري: “حسب قوانين الحجامة المدروسة، لا يحصل المريض على فوائد الحجامة إلا بالمحافظة على عدد من الجلسات، والالتزام برفع جهاز المناعة بالعسل”. وأكدت أن “الطب النبوي يسهم في علاج السكري غير المعتمد على الأنسولين، الذي له أسبابه الخاصة إما بسبب سوء التغذية أو زيادة الوزن”. وأضافت: “الحجامة تساعد على ضبط السكر في الدم”. ميكانيكية الحجامة وأوضحت الحميري أن “ميكانيكية الحجامة تتركز على نظريتين أساسيتن؛ الأولى هي عملية سحب الدم من سطح الجلد، وهذا الدم وجد بعد التحليل المخبرية أنه يحتوي على خلايا دم هرمة تعوق نشاط الدموية”. وأضافت أن “الثانية هي إثارة وتنشيط المسارات المسؤولة عن الطاقة، ونقلها في جسم الإنسان، وذلك بتنشيطها في المكان المناسب؛ لما لها من فوائد عجيبة”. طب العرب وحول عدم اقتناع بعض السعوديين بعمل الحجامة، قالت الدكتورة ملك: “عرف العرب طب الحجامة قبل الميلاد بزمن طويل، وكان طبهم مقصورا على الحجامة والكي، ووصف بعض الحشائش”. وأضافت أن “الأعمال الجراحية ظلت شائعة”. وأوضحت أن “العرب تأثروا بهذه العملية وانتشرت بينهم، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليقر ذلك العلاج، ويعمل به ويوصي به أمته؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (علاج أمتي في ثلاث، شربة عسل وشرطة محجم وكية نار، وأنا أنهى عن الكي)”. نفع كلها وعن فوائدها، أوضحت الحميري أنها كثيرة، “ومنها سحب خلايا الدم الهرمة من سطح الجلد، وتقوية جهاز المناعة بتحفيز ضخ الدورة الدموية، وضبط الدهون، وضبط عدد كريات الدم الحمراء والبيضاء، وضبط البروتين وسحب السموم الناتجة من تجمع الأغذية”. وأكدت أن الحجامة “ليست لها أضرار مطلقا”. وأضافت أنها “نفع تام وليس لها آثار جانبية، إذا طبقت بعلم، وعلى أيدي أهلها المختصين بعلم المرض وعلم الحجامة”. حجامة للأطفال وأشارت الحميري إلى أن “الحجامة ليست لها سن معينة؛ فهي تجرى للأطفال من سن الثالثة فما فوق”. وحذرت من أنه “لا بد من وجود أطباء متخصصين بعمل الحجامة للأطفال؛ لأن لها مواقعها الخاصة بكل مرض، ولها أصول وآداب في التشريط، لا يتعداها الطبيب؛ ليحصل الطفل المريض على فائدة الحجامة من غير أضرار”. رجال ونساء وحول عدد الحالات التي أجرت لها الحجامة، قالت الحميري: “لم أحص بالضبط عدد الأشخاص؛ لأنهم بالألف، وفي الرياض قمت بعمل الحجامة لعدد كبير من السيدات من مختلف الأعمار، ولنتائجها الإيجابية زاد الإقبال على الحجامة بشكل كبير، وعددهن زاد عن المئة في ثلاثة أشهر فقط، ونسبة الإقبال من الجنسين تساوت الآن بعد أن كان الرجال أكثر”.