جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قبل مغادرته الى الفاتيكان، مطالبته بوجوب «التئام المجلس النيابي وأن يقترع». وإذ لفت إلى أن في لبنان «لا يوجد أي ترشيح لرئاسة الجمهورية»، تمنى «بعد انتخاب رئيس، إذا انتخبوا رئيساً، أن يقوموا أولا بوضع بند إلزامي يكرس الترشح لرئاسة الجمهورية، كما هناك ترشح للمجلس النيابي وأن يكون إلزامياً، والإلزامي أيضاً تعديل الدستور لكي لا يكون هناك أي فراغ بعد 6 سنوات، بحيث يستمر الرئيس بالقيام بمهماته حتى ينتخبوا الخلف، وذلك احتراماً لسدة الرئاسة». ومن المقرر أن يلتقي الراعي البابا كبار المسؤولين في الفاتيكان لإطلاعهم على نتائج اجتماع بطاركة الشرق الذي عقد مساء أول من أمس، في بكركي وما انبثق عنه من توصيات. وكان وفد من المجلس السياسي ل «حزب الله» زار بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل ساكو (الذي شارك في اجتماع بطاركة الشرق)، وأكد له «تضامنه الكامل مع مسيحيي العراق ورفضه كل أنواع التهجير والتنكيل والاستباحة للإنسان والممتلكات، الذي يتنافى تماماً مع قيم الإسلام وتعاليمه». وأشار الوفد، وفق بيان صادر عن إعلام «حزب الله»، إلى أن «هذا المناخ التكفيري الذي يريد أن يلغي التنوع الإنساني والديني في الشرق وأن يحكم بالترويع والقتل، ينبغي أن نقف جميعاً ضده، وأن نتكل على أنفسنا أولاً، لأن لامبالاة المجتمع الدولي، ودفعه الناس الى الهجرة ما هما إلا الوجه الآخر لضرب التنوع في المنطقة». وغادر البطريرك ساكو بيروت بعد ظهر أمس، عائداً إلى بغداد. ونبه في المطار إلى أنه «إذا العراق فرغ وسورية فرغت، فإن لبنان أيضاً سيفرغ، والآخرون من بعده وسيبدأ التوجه إلى مكونات أخرى لتزال من هذا الشرق. وهي خسارة كبيرة». واعتبر أن «المشكلة في ثقافة جديدة هي التعصب والفئوية وتصنيف الناس وفق فئات معينة، وتتم إزالة الآخر وإلغاؤه، وهذا مخيف جداً وكأننا بدأنا نعيش في العصر الجاهلي، وبالمقابل نجد صمتاً تجاه ذلك، وكأنه يحدث في مكان ما ونحن في مكان آخر».