عادت قضية المخفيين قسراً في اليمن الى واجهة الاهتمام، لكن هذه المرة من خلال الرسم على جدران الشوارع. وأطلقت مجموعة من الرسامين الشبان حملة بعنوان «الجدران تتذكر وجوههم»، تتضمن رسم وجوه المخفيين على جدران عدد من شوارع صنعاء.وقال الرسام الشاب مراد سبيع الذي كان وراء فكرة حملة «لون جدار شارعك» وهي الحملة التي أطلقت العام الماضي ولقيت نجاحاً لافتاً، إن حملة «الجدران تتذكر وجوههم» هي امتداد للحملة السابقة، لكنها تسعى الى طرح قضية المخفيين قسراً التي لطالما تناساها المجتمع على مدى عقود من الزمن. وأضاف: «نسعى من خلال اللون والريشة الى إحلال السلام والجمال في قلوب أسر المخفيين وعبر جدران الشوارع، لنعبر عن مدى اشتياقنا لهؤلاء المخفيين، وتأكيداً لعدم نسياننا لهم»، مشيراً الى أن للجدران ذاكرة رحبة هي أوسع من ذاكرة الإنسان الضيقة وفق تعبيره. ودشنت الحملة برسم جدارية في حي مذبح في صنعاء، جسدت وجهي الناشطين المخفيين عبدالعزيز عون وعلي خان اللذين اختفيا أواخر سبعينات القرن الماضي، وما زال مصيرهما مجهولاً. وقال سبيع إن الطريقة المتبعة في الحملة الحالية لا تقوم على الرسم بالمعنى الدقيق، بل تعتمد على قوالب لصور المخفيين قسراً يتم تجهيزها في المرسم ثم يجرى تطبيقها على جدران الشوارع. ويبقى لكل رسام استخدام الأسلوب الملائم، شرط أن يحرص العمل على تجسيد ملامح الشخص المخفي. ويقدر عدد المخفيين قسراً في اليمن بالمئات. وتعود قضية الاختفاء القسري الى لحظة الحرب الاهلية في شمال اليمن في ستينات القرن الماضي، والصراعات السياسية التي شهدها الجنوب منذ استقلاله عن بريطانيا عام 1967. ولم يوقع اليمن حتى الآن الاتفاقية الدولية بشأن المعتقلين والمخفيين قسراً.