نظم رسامون ونشطاء مدنيون اعتصاماً في مدينة تعز اليمنية احتجاجاً على تعرض جداريات فنية لأعمال تشويه على أيدي مجهولين. واستبعدت مصادر في حملة « تعز ألوان الحياة « وقوف تيار أو جماعة دينية وراء هذه الأعمال التخريبية. وكان أعضاء فريق الحملة وسكان في مدينة تعز، استيقظوا صباحَ الاحد الماضي ليفاجأوا بوجود تشويهات باللون الأسود طاولت عدداً من الجداريات الفنية التي سبق أن نفذها فريق الحملة في شوارع المدينة. وتوزعت أفعال التشوية بين طمس الوجوه والمعالم وكتابة شعارات على الرسوم، من قبيل: «اذا كان ترك الدين يعني تقدماً فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي». وتأتي أعمال التشويه في وقت تصاعدت الخلافات بين الاسلاميين والمكونات اليسارية والقومية، إلا أن نشطاء في الحملة استبعدوا وقوف جماعة دينية معينة وراء أعمال التشويه. ورجح الرسام الشاب والناشط في الحملة مأمون المقطري وجودَ شخص أو طرف ثالث «حاقد على المشروع» عمد الى إحداث التشويهات بقصد إشعال فتنة، وفق تعبيره، مشيراً ألى أن أعمال التشويه تنم عن «حقد على الجمال وعلى المدينة وعلى التغيير». وكانت حملة «تعز ألوان الحياة» انطلقت قبل أشهر، محاكاةً لحملة «لوِّن جدار شارعك» في صنعاء واستمراراً لها، ونفَّذ فريق الحملة المفتوحة للهواة والمحترفين مجموعة من الرسوم والجداريات بينها إعادة رسم أعمال للرسام الراحل هاشم علي، الذي يعد رائد الفن التشكيلي في شمال اليمن. ووفق القائمين على الحملة، فإن عملهم يهدف الى تعزيز حس الجمال من خلال تلوين جدران الشوارع بما من شأنه نشر ثقافة السلام والتعايش وتقويض اجواء الشحن والتناحر والعداء. وقال المقطري إن مَن يقوم بتشويه الاعمال الفنية هو عدو للحياة وعدو للدين والجمال، مؤكداً أن هذه التشويهات لن تثني فريق الحملة عن الاستمرار في عملهم.