يمكن القول إن أحلام بعض المتزوجات في الاستقرار «طارت» بسبب زواجهن من طيارين تفرض عليهم مهمات عملهم اليومي التحول إلى «طيور» أشبه بالمهاجرة، لكنها لا ترتبط بموسم معين. وفيما يعاني «الطيار» من المطبات الهوائية خلال رحلات السفر القصيرة، المتوسطة، والطويلة، تواجه الزوجات في حياتهن اليومية «مطبات حياتية» في توفير حاجات المنزل المتنوعة، والاهتمام بالأطفال، ومتابعة دراستهم، إضافة إلى الانشغال بهاجس أكبر يتمثل في الخشية على الزوج من المحيطات به، وبالأخص المضيفات. وتوضح أم شيهانة المتزوجة من طيار ل«الحياة» أن أمنيتها قبل دخول القفص الذهبي كانت الزواج من طيار باعتبار أن انشغاله بعمله سيساعدها في قضاء غالبية الوقت برفقة أسرتها، لكنها بمرور الوقت بدأت تشعر بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها كونها المسؤول الأول عن المنزل في ظل غياب رب الأسرة. وتضيف إن الضغط ازداد عليها بعد أن رزقها الله بطفلة بحيث لم يصبح لديه متسع من الوقت للاستمتاع بالحياة في ظل متطلبات ابنتها، وحاجات المنزل الواجب توافرها، إضافة إلى مهماتها المتعلقة بإصلاح الأعطال في الأجهزة الكهربائية المنزلية. وتضيف «بالعادة لا أطلب من زوجي توفير الحاجات الناقصة كونه يعود من العمل مرهقاً ما يدفعني للجوء إلى أسرتي لمساعدتي في إرسال أحد إخوتي لشراء الحاجات الضرورية». وعند سؤالها حول خشيتها على زوجها من العمل إلى جوار مضيفات، أجابت «لا أغار لأنه لا يوجد ما يستدعي الغيرة، ولكن من الطبيعي أن توجد مكالمات بينه و بين المضيفات بحكم العمل، ولكنهن -أي المضيفات-، يشكلن هاجساً أحياناً لدي». فيما تعتبر ربة المنزل نوف، وهي متزوجة من طيار، أن زوجة شاغل مهنة الطيران تصبح بمثابة كل شيء في المنزل فهي الأب، والأم، والمدرسة، والطبيبة. وتوضح أن زوجها الطيار لا ينام على سرير منزله سوى أربع ليال كل 10 أيام، لذا تعتمد بشكل رئيس على السائق الذي يوفر الحاجات المنزلية كافة خلال غياب الزوج، مضيفة «وأحرص عند حضور زوجي أن يكون كل شيء متوافراً بالمنزل حتى لا أرهقه». ولا تخفي نوف غيرتها الشديدة على زوجها كونه يعمل وسط «مضيفات الطيران»، لكنها تعترف بأنها بدأت في الاعتياد على الأمر مع مرور الوقت. وبالنسبة لزوجة طيار أخرى تدعى زهرة، فقد كانت عملية التأقلم مع وظيفة زوجها صعبة للغاية في بادئ الأمر، مبينة أن زوجها يغيب عن المنزل بسبب ظروف عمله أربعة أيام في الأسبوع.