حذرت حركة «طالبان» في ذكرى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 من أن القوات الأميركية يمكن أن تواجه «هزيمة كاملة» في أفغانستان، وأن الأميركيين في خطر في أنحاء العالم. وفي الولاياتالمتحدة، أحيا الأميركيون الذكرى بهدوء عكس تراجع حدة موقفهم من المأساة التي أدت إلى مقتل حوالى 3 آلاف شخص، فيما دعا وزير الدفاع ليون بانيتا إلى عدم نسيان الجنود الأميركيين الذين «يقاتلون ويموتون» في أفغانستان. ونقل مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية عن بيان للحركة الأفغانية حُرر باللغة الإنكليزية أن «تحل ذكرى 11 أيلول في الولاياتالمتحدة هذه السنة، في وقت تواجه البلاد هزيمة كاملة في أفغانستان، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وباقي المجالات، واستنفدت كل الوسائل لتمديد حربها غير الشرعية». وأضاف البيان: «لا أساس قانونياً ولا أخلاقياً لذريعة الانتقام لحادث أيلول، والأفغان لا علاقة لهم إطلاقاً بما حدث»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة «أنفقت أموالاً ووسائل عسكرية كثيرة في الحرب، لكن أي أميركي ليس محمياً في أي مكان اليوم. وهذا ليس تهديداً لكننا اقسمنا على الدفاع عن وطننا ومواصلة جهادنا ضد الغزاة». ودعا البيان المسؤولين الأميركيين وأعضاء تحالفها وشعبها إلى وقف إراقة الدماء تحت ذريعة اعتداءات 11 أيلول، وسلوك طريق العقل بدلاً من الطغيان والغباء». مراسم بسيطة واقتصر أحياء الأميركيين الذكرى ال11 لاعتداءات 11 أيلول على مراسم بسيطة شملت التجمع في موقع مركز التجارة العالمي الذي دمرته الاعتداءات في نيويورك، وإلقاء أسماء الضحايا، والوقوف دقائق صمت في الأوقات التي صدمت فيها طائرتان مخطوفتان برجي مركز التجارة العالمي، ثم ساعة انهيارهما. وبخلاف العام الماضي، لم يلقِ رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبرغ، أو أي سياسي من الصف الأول كلمة. ووقف الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل دقيقة صمت خارج البيت الأبيض، قبل أن يزورا نصب وزارة الدفاع (البنتاغون). أما نائب الرئيس جوزف بايدن فتوجه إلى شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث تحطمت طائرة الرحلة رقم 93 لشركة «يونايتد ارلاينز»، بعدما قاوم ركابها الخاطفين. ولفت استمرار حملة الانتخابات الرئاسية، إذ زار الرئيس السابق بيل كلينتون الذي ألقى خطاباً مؤثراً لتأييد أوباما خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي، مدينة ميامي في ولاية فلوريدا لدعم الرئيس المنتهية ولايته. ورأى محللون أن قتل وحدة كوماندوس أميركية، بقرار من أوباما، زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان مطلع أيار (مايو) 2011، ساهم في تغيير أجواء المراسم مقارنة بالأعوام الماضية. ويجري حالياً تشييد ناطحة سحاب جديدة بارتفاع 541 متراً أي 1776 قدماً في نيويورك، وهو رقم رمزي يشير إلى سنة استقلال الولاياتالمتحدة. وسيصبح المبنى الأعلى في نيويوركوالولاياتالمتحدة كما كانا برجي مركز التجارة العالمي. بانيتا وخلال زيارته نصب شاكنسفيل، دعا وزير الدفاع بانيتا إلى استذكار تضحيات أولئك الذين قاتلوا وماتوا كي لا تتكرر هذه الأحداث أبداً». وأكد بانيتا أن المعركة ضد «القاعدة» لم تنته بعد، مبدياً اسفه لعدم الانتباه «أحياناً» إلى أولئك الذين يقاتلون ويموتون من اجل هذا البلد. وقارن بانيتا ركاب الرحلة 93 الذين تواجهوا مع الإرهابيين الذين خطفوا طائرتهم، والجنود الأميركيين على الأرض في أفغانستان، حيث يعرض العسكريون الأميركيون حياتهم للخطر يومياً. وهذا النوع من التضحية والالتزام والشجاعة يجعل بلدنا قوياً، لذا يجب أن نتذكرهم يومياً». إلى ذلك، انتقد بانيتا إصدار مات بيسونيت، الجندي السابق في وحدة الكوماندوس الأميركية التي قتلت بن لادن في باكستان، كتاباً عن العملية، وعدم عرضه على «البنتاغون» قبل طبعه. وقال: «لا استطيع كوزير أن أبعث رسالة إلى وحدة الكوماندوس وإبلاغهم انهم يستطيعون تنفيذ هذه العمليات، ثم إصدار كتاب عنها وبيعه إلى صحيفة نيويورك تايمز». وزاد: «كيف سندير عمليات حساسة لتعقب الأعداء إذا سمح للناس بفعل ذلك»؟ علماً أن المؤلف بيسونيت الذي استخدم اسماً مستعاراً في الكتاب هو «مارك أوين»، نفى احتواء الكتاب معلومات قد تؤثر سلباً على الأمن القومي. لكن «البنتاغون» أصرّ على أن الكتاب يحتوي معلومات سرية، وأنه يبحث الخيارات القانونية. تغطية العلاجات على صعيد آخر، اعلن المعهد القومي الأميركي للصحة والسلامة المهنية أن 70 ألفاً من عمال الإطفاء ورجال الشرطة ومتطوعين آخرين سارعوا إلى مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد اعتداءات 11 أيلول، سيمنحون حق إجراء فحوص والخضوع لعلاج مجاني من نحو 50 نوعاً من السرطان. وأوضح المعهد أن المتطوعين والناجين الذين تعرضوا لمواد سامة نتجت من الحطام الذي استمر ينفث الدخان والبخار طيلة ثلاثة اشهر ستغطى نفقات علاجهم من الإصابة بالسرطان استناداً إلى قانون «جيمس زادروجا» للصحة والتعويضات الذي وقعه الرئيس أوباما في الثاني من كانون الثاني (يناير) 2011. ويمنح القانون أيضاً مرضى الربو والأمراض التنفسية الأخرى ممن تعرضوا لآثار الاعتداءات مبالغ مالية من صندوق للتعويضات. وتسببت أمراض مرتبطة بالاعتداءات في نحو ألف حالة وفاة. وحفرت إدارة الإطفاء في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي تسعة أسماء أخرى على النصب التذكاري الذي يخلد رجال الإطفاء الذين توفوا بسبب إصابتهم بأمراض بعد عملهم في موقع «غراوند زيرو»، ما رفع إلى 64 إجمالي عدد الوفيات.