حسم تقرير صادر من الطب الشرعي، جدلاً دام أسبوعاً، حول بقايا عظمية، كان يتوقع أن تقود إلى معرفة مصير طفل مختفٍ منذ سبع سنوات، إلا أن التقرير الذي أُعلنت نتائجه أمس، بدد الآمال في معرفة مصير الطفل حسين أحمد آل سعيد، الذي فُقد في عام 1427ه، إذ تُوصّل إلى أن العظام، التي عُثر عليها في شاطئ مدينة صفوى (محافظة القطيف) «ليست بشرية». وأوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، في تصريح إلى «الحياة»، أمس، أن «تقرير الطب الشرعي الخاص بنتائج فحص بقايا العظام التي تم العثور عليها من قِبل مركز حرس الحدود في صفوى، كشف أن العظام ليست بشرية»، مرجحاً أن تكون «عظاماً حيوانية». وعلى رغم الآمال التي علقتها أسرة الطفل آل حسين سعيد (14 سنة عند اختفائه)، إلا أن والده أحمد آل سعيد، أبلغ «الحياة» أمس، أنهم لن يفقدوا الأمل. وقال: «مضت نحو سبع سنوات منذ اختفى حسين (يعرف أيضاً باسم مهدي)، ولكننا لم نفقد الأمل في العثور عليه. وبحثنا عنه في أماكن عدة، داخل المملكة وخارجها، وخابت كل مساعينا إلى الآن، ولكن أملنا في الله سبحانه وتعالى كبير، ولا حدّ له». وأضاف آل سعيد، «سمعنا الخبر الذي تناقله الناس بالعثور على البقايا العظمية قبل أسبوع، وكان لدي هاجس ضعيف جداً أن تكون عائدة لابني حسين. وأستطيع القول بأنه واحد في المئة، إلا أن ما سبب الإرباك لنا هو تناقل الخبر على نطاق واسعة، بأن البقايا لابني، إضافة إلى الزيادات على الخبر التي يضيفها العامة لتهويله». وأشار إلى أنه طوال السنوات الماضية كان الطريق الذي سلكه حسين في اليوم الذي فُقد فيه، «مقصدي للبحث فيه، وفي المناطق المحيطة فيه، والمنطقة التي تم العثور فيها على بقايا العظام ليست بعيدة عن مكان فقده، وكنت أتوجه إلى هناك أيضاً، ولكن لم أعثر على أي مؤشر يدلنا عليه، ولو كان شيئاً بسيطاً»، مردفاً أن «نتيجة الطب الشرعي لن تشكل لنا دافعاً لإيقاف البحث عن حسين». وشدد على أنه «لن أتقبل أن يكون ابني ضل طريقه، فطفل يدرس في الصف الخامس الابتدائي لا يضل طريقه في وسط بلدته، التي اعتاد عليها، وإحساسي يؤكد أن ابني حي يرزق، إلا أننا لا نعلم مكانه». وعثرت دوريات حرس الحدود الأسبوع الماضي، على بقايا عظام، وتم إشعار مركز شرطة صفوى، فيما باشر قسم التحقيقات البلاغ، ورفع العظام، وأحالها إلى مستشفى صفوى العام، تمهيداً لإحالتها إلى الطب الشرعي. يُشار إلى أن الطفل حسين السعيد، فُقد يوم الأربعاء 22 من رجب في العام 1427ه. عندما خرج مع صديقيه في رحلة إلى ساحل صفوى، على دراجات هوائية، وبعد أن أعياهم التعب توجهوا إلى إحدى المزارع، لشرب الماء إلا أن مهدي رفض الدخول معهما، وحين خرجا من المزرعة، لم يجدا إلا دراجته الهوائية مُلقاة على الأرض. لتبدأ رحلة البحث عن الطفل، في صفوى وخارجها، التي تم تمشيط أحيائها كافة، وكذلك المزارع والمناطق الصحراوية القريبة منها، وعلى رغم الجهود الأمنية والشعبية التي بذلت طوال السنوات السبع الماضية، لم يتم الوصول إلى «بصيص أمل»، يكشف مصير هذا الطفل، الذي رصد والده مبلغ مئة ألف ريال، لمن يُسهم في العثور عليه. فيما تلقى خلال السنوات الماضية، معلومات «متناقضة» حول مصير الطفل بين اختطافه إلى أماكن خارج الحدود، أو قتله.