علمت «الحياة» أن القاهرة وافقت على فتح مكتب لحركة «حماس» الفلسطينية على أراضيها، وتم تشكيل لجنة أمنية مشتركة للبحث في معضلة الحدود بين مصر وقطاع غزة، فيما يصل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة اسماعيل هنية الى القاهرة بعد غد الخميس. وكشف مصدر مصري مسؤول ل «الحياة» أن المشاورات التي جرت في القاهرة بين مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري وقيادات «حماس» أفرزت إبرام اتفاقات وتفاهمات عدة مع المسؤولين في قطاع غزة في ما يتعلق بالملف الأمني، وإدخال تسهيلات على العمل في معبر رفح البري، بينها فتح مكتب لحركة «حماس» في القاهرة، واتخاذ منطقة التجمع الخامس، شرق القاهرة، مقراً له. وأشار المصدر إلى أنه تم الاتفاق أيضاً على تشكيل لجنة أمنية بين مصر و «حماس» لمناقشة كل الأمور والقضايا الأمنية المشتركة وبخاصة الحدود الفلسطينية المصرية، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على تبادل المعلومات في إطار العمل الأمني المشترك خلال المرحلة المقبلة. وأفيد بأن اللجنة الأمنية المشتركة ستضم مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري ومن الجانب الفلسطيني قائد «كتائب القسام» أحمد الجعبري والقياديين في «حماس» موسى أبو مرزوق وباسم نعيم وأيمن طه المستشار الأمني لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة. كما تم الاتفاق خلال هذه الاجتماعات على بدء صفحة جديدة من علاقات التعاون الأمني المشترك بما يخدم الأمن المصري والفلسطيني. وكشف المصدر أن الوفد الأمني الفلسطيني قدَّم لمسؤولين مصريين ملفات تتضمن معلومات مهمة تتعلق بمتورطين في الهجوم الذي استهدف قوات حرس الحدود في مدينة رفح المصرية (شمال سيناء) والذي راح ضحيته 16 عسكرياً وإصابة 7 آخرين، كما وعدت الحركة بتسليم مطلوبين إلى القاهرة. الى ذلك، علمت «الحياة» أن هنية سيصل إلى القاهرة بعد غد الخميس ويلتقي الجمعة رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل وكبار المسؤولين المصريين. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الحياة» أن محادثات هنية في مصر ستتناول إقامة منطقة تجارة حرة على الحدود المصرية - الفلسطينية والتي من المفترض أن يكون مخططها قد اكتمل، وكذلك سير العمل في معبر رفح خصوصاً في ضوء التوتر الأخير بين الجانبين على خلفية الهجوم على الجنود المصريين في رفح واتهام فلسطينيين قدموا من قطاع غزه بضلوعهم في هذه الجريمة، الأمر الذي انعكس سلباً على الفلسطينيين في مصر، فاتخذت السلطات المصرية على إثرها مجموعة من التدابير الأمنية بحق الفلسطينيين في المطار وفي معبر رفح تم إلغاؤها أخيراً. وذكرت المصادر إن هنية وقنديل سيبحثان في ربط فلسطين بمشروع ربط الكهرباء السباعي والذي يضم كلاً من مصر وليبيا وسورية والأردن ولبنان والعراق وتركيا من أجل معالجة أزمة الكهرباء في غزة في شكل نهائي وحاسم خصوصاً أن مبلغ تمويل هذا المشروع متوافر وتم رصده من قبل بنك التنمية الإسلامي وبعض الصناديق العربية. يذكر أن هذه الزيارة الثانية لهنية إلى مصر منذ تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية، حيث استقبله الرئيس المصري الشهر الماضي هو الوفد المرافق له في مقر الرئاسه في شكل رسمي وأقام له مأدبة إفطار على شرفه. وسيقوم هنية بجولة على دول آسيوية تضم كلاً من ماليزيا وأندونيسيا ودولاً أخرى في 19 الشهر الجاري.