في زيارة قصيرة، وصل وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى قطر عصر أمس، يرافقه رئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، استعرض خلالها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «مسيرة العمل الخليجي المشترك». ورجّح مراقبون أن الزيارة تأتي لإنهاء الخلاف الخليجي مع قطر، بعد انتهاء اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ قطر «اتفاق الرياض» من أعمالها، والرفع بالنتائج للاجتماع الوزاري الخليجي الدوري الذي تستضيفه جدة السبت المقبل. كما تأتي الزيارة في إطار جهود رأب الصدع بين دول مجلس التعاون. وكشف مصدر خليجي مطلع ل«الحياة» أمس أن زيارة الوفد السعودي للدوحة لم تستغرق سوى ساعة ونصف الساعة، وأن اللقاء الذي جمع الوفد بأمير قطر «كان محدداً جداً». لكنه اعتبر أن زيارة الوفد السعودي تمثل «خطوة إيجابية من المملكة لإنهاء الأزمة الديبلوماسية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من الجهة الأخرى». ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات خالد بن بندر ووزير الداخلية محمد بن نايف ظهر اليوم إلى العاصمة الإماراتية (أبو ظبي) للقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد أن زار الوفد السعودي ليل أمس البحرين. والتقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى أمس، الأمير سعود الفيصل والأمير خالد بن بندر والأمير محمد بن نايف، وبحث معهم «مسيرة العمل الخليجي». وأشارت وكالة الأنباء السعودية إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل عصر أمس في الديوان الأميري الوفد السعودي برئاسة الأمير سعود الفيصل، ونقل إليه في بداية الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتمنياتهما لأمير قطر بموفور الصحة وللشعب القطري الشقيق دوام التقدم الازدهار، فيما حمّلهم أمير قطر تحياته لخادم الحرمين الشريفين ولولي العهد وتمنياته لهما بموفور الصحة والعافية وللشعب السعودي المزيد من التقدم والنماء. وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه «جرى استعراض آفاق العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث مسيرة العمل الخليجي المشترك، كما تم تناول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية». ... ولجنة تنفيذ «اتفاق الرياض» تنهي أعمالها تأتي زيارة المسؤولين السعوديين إلى قطر قبل 72 ساعة من الاجتماع الوزاري الخليجي المرتقب - في دورته ال132 - الذي تستضيفه جدة، «وسيناقش نتائج اللجنة المكلفة بتسوية الخلافات مع قطر، ومراقبتها لتنفيذ بنود «اتفاق الرياض» الذي سبق أن تعهدت به الدوحة. من جهته، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أمس، أن «وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يتداولون حالياً المحضر النهائي المرفوع أخيراً من اللجنة الفنية المشتركة لتنفيذ «اتفاق الرياض» الخاص بحسم الخلافات مع قطر». وسبق للسعودية والإمارات والبحرين أن قررت في 5 آذار (مارس) الماضي سحب سفرائها من الدوحة، التي أعلنت أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك أخيراً أن هذه الخطوة جاءت «لحماية أمنها واستقرارها، ولعدم التزام قطر بمبادئ العمل الخليجي». وتشكو الدول الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) من السياسة الخارجية في قطر، ودعمها المتواصل لتنظيم الإخوان المسلمين الذي صنَّفته الرياضوأبوظبي باعتباره إرهابياً. كما دعت الدول الثلاث الدوحة إلى وقف الإعلام المعادي، وانتهاج سياسة متناسقة مع سياسة دول مجلس التعاون كما نصت لوائح المنظومة الخليجية. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال الشهر الجاري، بعد اجتماع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن عودة العلاقات بين الرياضوالدوحة: «إن المحادثات بين السعودية والإخوة في مجلس التعاون مستمرة، وما حدث بيننا وبين قطر ليس بالشيء الذي نرتاح له، ونحن نريد أن تكون العلاقات بين الدول الخليجية علاقات تضامن وتكافل واتفاق، خصوصاً على الجوانب الأساسية للسياسة الخارجية والمواقف تجاه القضايا الدولية، وهذا ما نأمل أن نصل إليه، وإن شاء الله الأمور تسير في هذا الاتجاه». يذكر أن ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز قام بجولة خليجية الشهر الماضي - باستثناء قطر - للبحث في مسيرة العمل الخليجي المشترك، في أعقاب زيارة قصيرة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة.