جدد السيناتور الجمهوري، جون ماكين، انتقاده لأسلوب إدارة الرئيس، باراك أوباما، في التعامل مع الأزمة السورية، وذلك في إطار انتقاداته المتكررة لاستراتيجية واشنطن المنتهجة حيال الصراع الدموي القائم في هذه الدولة منذ 18 شهراً. وقال ماكين، المرشح الجمهوري الذي خسر الانتخابات الرئاسية السابقة لمصلحة أوباما، لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أثناء مشاركته في منتدى إمبروسيتي بإيطاليا، إنه لا يدعو لإرسال قوات أميركية للقتال هناك، لكنه يدعم تطبيق النموذج الليبي بسورية والكيفية التي تعاملت بها الولاياتالمتحدة مع الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد المخلوع معمر القذافي. ودعا ماكين خلال المقابلة إدارة أوباما: «أولاً، إلى إبداء الدعم المعنوي على غرار ما قام به رونالد ريغان تجاه معارضي الستار الحديد (في الكتلة الشرقية سابقاً). ثانياً، تزويدهم بالسلاح (مقاتلي المعارضة) ليكون القتال متكافئاً. ثالثا: إقامة منطقة آمنة أو حرة ليتسنَّ لهم فيها تنظيم أنفسهم». وشجب سياسة «دفن الرؤوس في الرمال» والتباطؤ المتبع من قبل أوباما بمنحه الكثير من الوقت للرئيس السوري، بشار الأسد، لإضاعته، على حد قوله. وتابع ماكين انتقاداته اللاذعة لأوباما قائلاً: «هذا الرئيس، وفي شكل لا يصدق، قال إن الأسد باستخدامه الأسلحة الكيماوية سيتجاوز الخط الأحمر، ألا يعني بذلك أنه يقول له افعل ما بدا لك وعند هذا الأمر توقف؟». وسبق أن وصف أبرز نواب الحزب الجمهوري، سياسة أوباما تجاه الأزمة السورية بأنها «مخزية» في سياق انتقادات عدة وجهها للإدارة في هذا الصدد. ففي يوليو (تموز) الماضي قال ماكين إن تزايد العنف في سورية أمر يرتبط بصورة مباشرة بعدم رغبة الإدارة الأميركية في التدخل بالوضع في ذلك البلد. وأوضح في المقابلة مع «سي إن إن» «بسبب فشلنا في المساعدة، وبسبب فشلنا في قيادة سائر الدول الراغبة في المنطقة، مثل تركيا والسعودية وقطر وحكومات أخرى، فإن الوضع يتدهور في شكل خطير للغاية». وصف ماكين أداء الإدارة الأميركية حيال سورية بأنه «معيب» منتقداً البيت الأبيض بسبب «اتكاله على حسن نوايا روسيا»، معيداً تأكيد ضرورة إيصال الأسلحة والمعدات إلى المعارضة السورية من أجل تمكينها من إقامة منطقة عازلة.