حض مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، الحكومة على «تجنّب إثارة قضايا هامشية» والتحلّي ب «رحابة صدر» إزاء انتقادات «منصفة»، واحترام «الخطوط الحمر» التي يفرضها النظام في التعامل مع الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، فيما دعا الرئيس حسن روحاني «كل المؤسسات» إلى «دعم» حكومته. وأشاد خامنئي ب «تدابير قيّمة وجيدة» اتخذتها الحكومة، بينها «إيجاد راحة نفسية في المجتمع وكبح التضخم وتثبيت قيمة العملة الصعبة». وأضاف خلال لقائه روحاني وأعضاء الحكومة: «أنصح جميع المسؤولين بدعم التوجهات الثورية والاعتماد على الطاقات والمنتجات الداخلية، والتنفيذ الدقيق لسياسات الاقتصاد المقاوم وبمتابعة التقدّم العلمي». وحض الحكومة على «اتخاذ مواقف صريحة إزاء قضايا المنطقة والعالم، لا سيّما تدخل أميركا، والحفاظ على الانسجام الداخلي للحكومة ورعاية الخطوط الحمر، لا سيّما في موضوع فتنة العام 2009، والتحلي برحابة صدر وهدوء إزاء الانتقادات المنصفة»، لافتاً إلى وجوب أن «يكون الردّ على الانتقادات منطقياً وهادئاً». وقدّم خامنئي 15 توصية للحكومة، بينها «تجنّب إثارة قضايا هامشية» و «صون الانسجام الداخلي وسماع صوت واحد من الحكومة» وتخطي «الفئوية في القضايا السياسية» و «الإنصاف في نقد سياسات الحكومات السابقة» و «اتخاذ مواقف حازمة إزاء القضايا الإقليمية والدولية»، معتبراً أن ذلك «لا يتناقض مع لغة الديبلوماسية والحوار». أما روحاني الذي قدّم تقريراً عن التدابير التي اتخذتها حكومته بعد سنة على تشكيلها، فأشار إلى «ضرورة» أن تنال الحكومة «مساعدة كل المؤسسات والمراكز ودعمها، من أجل اجتياز الظروف الصعبة» التي تعاني منها إيران. وأضاف: «تبذل الحكومة قصارى جهدها لتوجّه البلاد نحو الهدوء والطمأنينة وتعزيز آمال الشعب، وترى أن الهدوء والاستقرار هما أهم مكتسباتها». وتابع أن حكومته تلتزم «سياسات الاقتصاد المقاوم التي تعتمد على الإنتاج الوطني وزيادة تصدير السلع غير النفطية». وتطرّق إلى المفاوضات التي تجريها إيران مع الدول الست المعنية بملفها النووي قائلاً: «سنتابع المحادثات بحيث يرى الرأي العام العالمي أن الطماعين لا بدّ أن يتحملوا المسؤولية إذا عرقلت طموحات بعض القوى مسار المحادثات». إلى ذلك، أعلن محمد شريعتمداري، نائب الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية، أن ثمة 75 ألف مشروع غير مكتمل، منذ عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وأشار إلى أن استكمالها يتطلب «مبالغ ضخمة ونحو 24 سنة». من جهة أخرى، دعا وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحمني فضلي، تنظيم «أنصار حزب الله» الأصولي إلى نيل موافقة قانونية، قبل تسييره دوريات بدراجات نارية، هدفها تنفيذ قواعد أخلاقية في المجتمع، تشمل فرض لباس محتشم. وكانت دوريات «أنصار حزب الله» أثارت انتقادات، حتى لدى نواب أصوليين اتهموا التنظيم بالتدخل في عمل الشرطة وإحداث فوضى. إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن أجهزة الأمن الإيرانية أطلقت حملة جديدة لمصادرة صحون لاقطة محظورة منتشرة على أسطح مبانٍ في طهران ومدن كبرى في البلاد، علماً بأن روحاني كان انتقد هذا الأمر خلال الحملة الانتخابية، معتبراً انه «انتهاك للحياة الخاصة». وأفادت وكالة «تسنيم» القريبة من «الحرس الثوري»، بأن تقريراً سنوياً للبنك الدولي «كشف ملف رشوة» قيمته 15 مليون دولار مُتهم به مهدي هاشمي، نجل رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إطلاق جنود طلقات تحذيرية، خلال احتكاك بين سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركيين وزورق صيد إيراني في مياه الخليج. وأشارت إلى أن قيادة سفينة أميركية أرسلت فريقاً بزورق مطاطي للاقتراب من الزورق الإيراني، خلال عملية روتينية. وأضافت أن خفر السواحل الأميركيين رصدوا رشاشين في الزورق الإيراني، أحدهما مصوّب في اتجاههم، فتراجعوا مطلقين طلقات تحذيرية. وقال ناطق باسم البنتاغون إن «الزورق الإيراني انسحب بعد ذلك ولم يُصب أحد في الحادث».