اعتبرت دمشق أن تصريحات الرئيس المصري محمد مرسي الأخيرة عن الأزمة السورية «قضت» على اقتراحه تشكيل مجموعة اتصال إقليمية تهدف لإيجاد حل للنزاع الدائر في سورية، محملة إياه مسؤولية «سفك الدم السوري». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار مع التلفزيون السوري مساء أول من أمس إن «سورية تنظر إيجابياً إلى أي مبادرة ترغب في تقديم أي مساعدة على احتواء الأزمة وإعادة الحياة الطبيعية إلى شوارع سورية ومدنها». وأضاف في المقابلة التي نشرت نصها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن المبادرة التي تم الحديث عنها وتضم مصر «قضى عليها الرئيس المصري بمواقفه الأخيرة». واقترح الرئيس المصري خلال القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في مكةالمكرمة الشهر الماضي إنشاء لجنة تضم مصر وإيران إضافة إلى السعودية وتركيا، اللتين تدعمان المعارضين السوريين. وأكد المقداد أن الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس المصري أمام قمة عدم الانحياز في طهران وأمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة «كانا بعيدين عن الواقع وشكلا تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لسورية وهدفا إلى تأجيج العنف فيها بما يحمل مرسي مسؤولية عن سفك الدماء التي تجري». وكان مرسي قال الأربعاء الماضي إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لن يدوم طويلاً»، داعياً الدول العربية إلى التحرك لإيجاد حل سريع للنزاع الدموي الدائر في سورية. كما ندد أمام قمة دول عدم الانحياز في طهران ب «النظام الظالم الذي فقد شرعيته» في سورية، مؤكداً أن مصر «على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الأطراف لحقن الدماء في سورية». واعتبر المقداد أن مرسي «يناقض التاريخ ولا يفهمه ويريد إقامة علاقات مع الدول العربية من خلال إنشاء تحالفات تمثل السياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة». وأشار إلى أن قبول مرسي «لهبات خارجية على حساب كرامة مصر وشعبها»، يعني أن تصبح مصر «أصغر من أي دولة في المنطقة وأن يضمحل دورها ويستفحل دور هؤلاء ضد مصر وضد تطلعات الشعب المصري». وشدد المقداد على أن طريق الخروج من الأزمة الحالية يكمن في جلوس السوريين «بمختلف أطيافهم إلى طاولة الحوار كي يقرروا بأنفسهم ما يريدون من دون أي تدخل خارجي وعرض ما توصلوا إليه في استفتاء على كل أبناء الشعب حتى يحدد في النهاية مستقبل سورية وغدها». وذهبت صحيفة «تشرين» الصادرة أمس في افتتاحيتها إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن انحياز مرسي «للإرهاب والقتل والتخريب في سورية» قضى على أي جهود أو مبادرات «يمكن أن تكون مصر طرفاً فيها». واعتبرت أن «أي مبادرة تطرح أو جهد يبذل لا يمكنه النجاح ما لم ينطلق من رؤية موضوعية ومنطقية لحقيقة ما تشهده سورية». ورأت أن «موقف مرسي ليس مرتبطاً فقط بالضغوط الخارجية التي مورست على حكومته» بل نابع أيضاً «من تعاطفه مع أحد التنظيمات التي تمارس القتل والتخريب في سورية، وتحمل اسم الجماعة التي ينتمي إليها»، في إشارة إلى جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سورية.