قال محللون بارزون إن سوق الأسهم السعودية تمر بفترة ترقب حذر في ظل غياب المحفزات المحلية، وتوجه الأنظار للأسواق العالمية، لاسيما الولاياتالمتحدة، لكنهم تكهنوا باستئناف الاتجاه الصعودي، ليستهدف المؤشر 7200 نقطة خلال الفترة المقبلة وحتى بداية الإعلان عن نتائج الربع الثالث. وأضاف المحللون أن أنظار المستثمرين تترقب السوق الأميركية على وجه الخصوص انتظاراً لأية علامات إيجابية على تنفيذ عملية تيسير كمي ثالثة من شأنها أن تعزز أداء الأسواق العالمية وأسعار النفط، وتنعكس إيجاباً على السوق السعودية أكبر بورصة في الشرق الأوسط. وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أول من أمس على تراجع للجلسة الخامسة على التوالي، وخسر 0.01 في المئة، ليغلق عند مستوى 7049.5 نقطة، وسط قيم تداولات بلغت 6.63 بليون ريال. وقال رئيس الأبحاث لدى الاستثمار كابيتال مازن السديري: «السوق تعيش حال حذر، على رغم التوقعات الإيجابية للربع الثالث، المستثمرون يتبعون سياسة الانتظار والترقب لحين وضوح الرؤية بشأن الاقتصاد الأميركي»، متوقعاً أن يظل المؤشر السعودي حول مستوى 7000 نقطة. من جانبه، قال رئيس إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية هشام تفاحة، إن التداولات في السوق السعودية تتسم بالفعل بالحذر والهدوء والترقب في ظل غياب المحفزات الداخلية والأخبار، ما يدفع السوق للتركيز على الأسواق العالمية. وتوقّع تفاحة أن يدور المؤشر السعودي حول مستوى 7200 نقطة بداية من تعاملات الأسبوع المقبل وحتى الإعلان عن نتائج الربع الثالث، مرجحاً أن تكون مرحلة الترقب تلك موقتة، وأن يجري تنفيذ التيسير الكمي الثالث في نهاية المطاف وقال: «بالنسبة لنا في السوق السعودية فإن أكبر محرك هو أسعار النفط، وبالتالي تتركز الأنظار على أكبر مستهلك للنفط في العالم وهو أميركا». ولفت إلى ترقب المستثمرين كذلك لبيانات البطالة الأميركية الشهرية التي ستصدر اليوم (الجمعة)، وقال إنه في حال انخفاض أعداد العاطلين عن العمل سترتفع الأسواق، وسينعكس ذلك على السوق السعودية.وتابع: «في حال ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل ستتأثر الأسواق في البداية بشكل موقت، لكن ذلك سيدفع الاحتياط الاتحادي للإسراع ببرنامج التيسير الكمي الثالث». وكان رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي عبر عن قلقه الشديد بشأن ركود سوق العمل، وقال يوم الجمعة الماضي إن البنك مستعد لخطوات جديدة لتقوية الاقتصاد إذا لزم الأمر. وعلى رغم أن رئيس المجلس أرجأ التوقعات بشأن خطوات التيسير النقدي، لكنه ترك الباب مفتوحاً لتنفيذه في حال تراجع المؤشرات الاقتصادية. وفي ما يتعلق بالتحليل الفني للمؤشر، قال رئيس التحليل الفني لدى بلتون فايننشال في القاهرة مهاب الدين عجينة: «تلقى المؤشر السعودي بعض الدعم قرب مستوى 7000 نقطة، ويقترب مستوى المقاومة المهم الحالي من 7180 نقطة». وتابع: «نتوقع أن تستقر الأسعار في هذا النطاق تعقبها موجة صعود أخرى صوب 7300 إلى 7350 نقطة في الأسابيع القليلة المقبلة». ولا يزال الحذر على المستوى العالمي يقلص من الإقبال على المخاطرة. وتتوقع الأسواق أن يكشف رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي عن خطة جريئة لمواجهة أزمة ديون منطقة اليورو في اجتماع مقرر عقده الليل الماضي، لكن خلافات علنية بين صناع السياسة حول مدى الإجراءات أثارت شكوكاً. وقال السديري إنه لا يتوقع أي مفاجآت بشأن اجتماع المركزي الأوروبي، مضيفاً: «المفاجأة التي نترقبها ستأتي من الولاياتالمتحدة. ستكون الأخبار المتعلقة بالتيسير الكمي هي الدافع الرئيسي بصورة أكبر من وضع الاقتصاد الأميركي نفسه».