كرر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رفضَه مشروع قانون الانتخاب الذي قدمته الحكومة إلى المجلس النيابي، معلناً أن حزبه أعد مشروع قانون يقوم على الدوائر الصغرى. وانتقد في مؤتمر صحافي في معراب أمس، مطالبةَ رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون بمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» الانتخابي (تنتخب كل طائفة نوابها)، وقال: «فليُقنع حلفاءه أمل وحزب الله به أولاً». وذكّر عون بأن «لجنة بكركي جالت على كل الافرقاء، من المستقبل الى حزب الله وأمل والمراجع الرسمية، والجميع رفضوا هذا المشروع»، وقال: «أذكّر الجنرال بأن أحد أهم الخيارات التي طرحت (في لجنة بكركي) هو الدائرة الفردية والدائرة الصغرى ومشروع النسبية، وكانت 5 خيارات»، مشيراً الى أن عون يطرح المشروع الارثوذكسي «للمزايدة فقط، وإذا قبل حلفاؤه بهذا المشروع فنحن مستعدون للقبول به». وأشار الى ان «لجنة بكركي توصلت الى مشروعين يمكن أن يؤمِّنا صحة التمثيل، الاول مشروع الدوائر الصغرى، وتحديداً 61 دائرة، والثاني الذي يأتي بعده هو النسبية لكن على اساس دوائر مختلفة عن تلك المحددة في المشروع الذي أرسلته الحكومة الى المجلس، وإذ بنا نفاجأ بأن وزراء التيار الوطني صوتوا لمصلحة مشروع الحكومة في مجلس الوزراء ثم أرسل الى المجلس النيابي. تجاه هذا الواقع، نحن ما زلنا متمسكين بمشروع الدوائر الصغرى. وفي ما يتعلق بالمشروع الذي وافق عليه وزراء التيار، فتسوده ثغرات عدة رئيسية، إذ قسموا الدوائر بطريقة تُغرق الصوت، سواء كان مسلماً أو مسيحياً، بأصوات من حزب الله. وضعوا كسروان مع جبيل، المتن الشمالي مع بعبدا، جزين مع صور، مع انه يُفترض أن تكون جزين طبيعياً مع صيدا، وصولاً الى الشمال، الذي يُفترض ان تكون فيه الضنية مع طرابلس، إلا أنهم جمعوها مع عكار». وزاد: «اقتراحنا كناية عن 61 دائرة، فردية في بعض الاماكن الصعبة، والبقية دوائر تترواح بين 2 و3، وهو يؤمن صحة التمثيل، ولا يترك مجالاً للمحادل الانتخابية». وقال: «سنقوم باتصالات واسعة لنؤمن أكبر قدر من التأييد النيابي، واذا كان العماد عون حريصاً على افضل تمثيل للمسيحيين وأفضل قانون انتخابي، نحن نطرح هذا المشروع، وليسأل خبراء الانتخابات أيهما يؤمن التمثيل أفضل، مشروعنا او مشروع الحكومة». وعلق جعجع على تصريح أحد السياسيين في قوى 8 آذار عن وجود مجموعات متطرفة في شمال لبنان، معتبراً أنه «حلقة في سلسلة تصاريح ل8 آذار، وهي تدخل في سياق الخيانة الوطنيّة»، وقال: «انتم فريق 8 آذار تمثلون الحكومة اليوم، لماذا لا تعتقلون هذه المجموعات؟ فإذا كان هؤلاء موجودين وانتم تسكتون عنهم تكونون خونة، واذا كانوا غير موجودين وانتم تتحدثون عنهم تكونون ايضاً خونة، لأنكم تخيفون الشعب اللبناني». وقال: «من كانوا يحضّرون لأعمال ارهابية اعتُقلوا. لم يقل أحد سلفاً إن ميشال سماحة يحضّر لأعمال ارهابية، وعندما وُضع في السجن قلنا بسبب الادلة الموجودة إنه يحضر لأعمال ارهابية»، وأضاف: «كأن الفريق الآخر يحضر لأعمال تفجيرية ليقول نحن قلنا سابقاً إنهم التكفيريون». وعلق على المشروع المقدّم من وزير العدل شكيب قرطباوي عن هيئة وطنية للمخفيّين قسراً، مطالباً بتشكيل لجنتين: واحدة للمخفيين قسراً في السجون السورية، وأخرى للمفقودين خلال الحرب الأهلية. وأكد أن «الانتخابات النيابية لا علاقة لها بما يحدث في سورية»، رافضاً «التلاعب بالمواعيد الدستورية، وأهمها الانتخابات»، مشيراً الى أن قوى 14 آذار ضد تأجيل الانتخابات. كما رد على تصريح رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب بعد زيارته عون، عن استحالة اجراء الانتخابات اذا تم التمسك بقانون ال60، وقال: «هذا ما يسوّق له الفريق الآخر، لأنه بدأ يشعر أنه لا يملك حظوظاً لربح الانتخابات»، مشيراً الى أن الاوان لم يفت للبحث في قانون جديد. وعن عدم مشاركة «الكتائب» في اجتماع الامانة العامة لقوى 14 آذار، قال جعجع: «هذه مسألة إجرائية لا علاقة لها بجوهر الامور. طروحات الكتائب هي نفسها طروحات 14 آذار». وعن إعلان عون استعداده للتحالف مع «القوات» إذا اقنعت حلفاءها بالقانون الانتخابي، أجاب: «لسنا مستعدين للتحالف مع عون، سواء قَبِلَ حلفاؤنا بالقانون ام لم يقبلوا». وعن التفاوض مع النائب وليد جنبلاط على قانون الانتخاب، قال: «قانون ال60 غير ملائم، ولدينا مشروعنا، وسنقوم باتصالاتنا، ومنها مع الاشتراكي. بقدر ما الاشتراكي يتمسك بقانون ال60 نحن ضده». وعن تأثير ذلك على التحالفات، قال: «لا أعتقد، لأن مشروعنا منطقي ويتلاءم مع الوضعية اللبنانية وأنا أستبشر خيراً به».