حسين عبدالغني شخصية غريبة، لا يكاد يمر موسم، إلا ويضع فيه بصمته، ليس بذكر طيب، ولا أداء لافت، ولكن بشغب، ومخاشنات مخجلة، ومن سوء الحظ انه كشف عن عاداته باكراً هذا الموسم، كون لقاء فريقه النصر بالهلال أتى في الجولة الخامسة من دوري «زين». المخجل في كل ما يُقدم عليه عبدالغني هو أنه قائد الفريق وأكبر لاعبيه، فالمنتظر منه أن يقيد تصرفاته و«يفرمل» انفعالاته مع أي لاعب يواجهه ويتفوق عليه، فهل يعتقد حسين أن الزمن يجب أن يتوقف إكراماً لسنه فلا يتجاوزه لاعب إلا اذا استأذنه، و«طبب» عليه ليأمن من ملاحقته واستفزازاته المتكررة، وإخراجه عن سجيته، ليجاريه ثم يتبعها عادة بوجه مكتئب، وتباكٍ كاذب وادعاء البراءة؟ حسين عبدالغني تاريخ من العصبية والخشونة، ولو سردنا قائمة ضحاياه لوجدناه ملئت باللاعبين السعوديين من الأندية كافة، وبعض قضاياه في سابقة فريدة خاصة به وصل لأقسام الشرطة وأروقة المحاكم، والآخر تدخلت فيه جهات عليا للصلح، وتطييب الخواطر لرأب الصدع الذي أحدثه حسين مع معظم اللاعبين، وكان الغريب في كل القضايا أن يتساوى المعتدي والمعتدى عليه في العقوبة والحسم، وتلك قسمة «ضيزى»، أوحت له بأنه لا يقدم على أفعال مشينة، ما شجعه على التمادي حتى وهو على مشارف الأربعين، أما الأجانب، ومن مختلف الجنسيات فله معهم حكايات أخرى لا تقل صفحاتها عما يعانيه السعوديون، يكفي ما قاله رادوي يوماً ما عنه وهو ما أثار البعض لنصرة حسين، وهو ظالم جهول لتضطر لجنة الانضباط، وتستجيب للضغط، وتعاقبه بالغرامة والايقاف. في مباراة الهلال مع النصر عاود حسين حركاته وطيشه مع الجميع، واستهل بهرماش في اكثر من كرة، ثم غيّر الموجه لويسلي الذي لم يبالِ باستفزازه، ورد عليه بهدفين في شباك فريقه، واختتم بسالم الدوسري، ولم يكن نصيبه غير «صفراء» خجولة بعد أن سئم الحكم من محاولات كبح الجماح والتهدئة. وعلى رغم أن الكل شاهد تصرفات حسين ما أثار استغراب الجماهير الرياضية، وهي تتابع إعلام النصر خلال استماتته في الدفاع عنه، مدعياً ان لاعبي الهلال هم من بادروا باستفزازه في غفلة من الحكم، وتتسع دائرة الاستغراب، وإدارة النصر تصمت، ولا تنتصر للروح الرياضية، أو تأسف على ما يتكرر منه، وقد يكون السبب في الصمت هو حقيقة أن الفريق المقابل هو الهلال، وحسين يترجم مشاعر الإدارة والجماهير النصراوية تجاهه بطريقته الخاصة، أو أنه (ماسك عليهم زلة) لأنه من غير المعقول أن تسمح إدارة نادٍ ما للاعب مهما كان اسمه وحجمه أن يضيع مجهود الفريق بأكمله، ويستثمر طاقته في العبث والخشونة ليحصل على خطأ، أو يتسبب في طرد لاعب، واتساءل و«بعدين» يا حسين؟ هذا التاريخ المشوه ما نهايته؟ وهل يمكن أن يصدق أحد كل هذا يأتي وليد الحماس الزائد كما يروج له وكأنه الوحيد المخلص؟ وما أثر ذلك على المراهقين والناشئة، وقد أصبحت حركات حسين وعضة لسانه محل تقليد منهم عند أية مشاجرة؟ أسئلة لا بد أن يجيب عليها حسين، ولكن بحضرة الطبيب النفسي. [email protected]