حسين عبدالغني، تاريخ طويل من العبث، كلما ازداد مكثه في الملاعب زادت صفحاته سوداوية، فلم يسلم منه لاعب سعودي أو أجنبي، وفيما مضى كانت مباريات الأهلي والاتحاد مسرحاً لمواقف عدة لن تبرح ذاكرة مشجعي الناديين، ففيها لكم ولطم وصفعات على رؤوس الأشهاد في أحداث بطلها الرئيس حسين عبدالغني الذي كانت له قدرة عجيبة على خلق وافتعال المشكلات والمشاحنات مع اللاعبين كافة، حتى من عرف ببروده أخرجه حسين عن سجيته وأجبره على الدخول في معارك يدوية أو لفظية، وعلى رغم ما يطاله من عقوبات لم يرتدع أو يؤثر فيه نضوجه عمرياً وكروياً ليرتقي بأسلوبه، وعندما غادر الأهلي نعمت مباريات الفريقين بالهدوء والتنافس الشريف الذي لا يتعد أرض الملعب. حمل حسين معه عقده وانفلاته غير المبرر وصار نصراوياً، وكان ينتظر منه أن يستفيد من درس الماضي، لكنه ازداد خروجاً عن النص في غالبية المباريات، ورأيناه مراوغاً يضع يده على فمه وهو يتلفظ على غيره وتكاد الأمور تصل للمحاكم لولا تدخل البعض للصلح وتغريم المعتدى عليه في بادرة غريبة جعلته يتمادى. وكلنا يعرف فصول مسلسل حسين مع رادوي وكيف انتصر الكثيرون له لأنه ابن البلد وقامت قيامة مدعي الفضيلة دفاعاً عنه، واستجابت اللجان للضغط وأوقعت عقوبة على رادوي أثبتت الأيام أنها ظلم، فقد تعدى الحدود في دوري أبطال آسيا، وكلما انتهى موسم تأملنا أن ينتهي حسين من فوضويته وفرط الحركة لديه، لكن الطبع يغلب التطبع، فهو يستهل موسمه بكوع على الطاير لحارس الفيصلي وتبعه ايقاف على استحياء بعد جهود كبيرة من إدارة النصر، وهو التصرف الغريب العجيب الذي يلفت النظر في حركات حسين، فلم نسمع يوماً أو نقرأ أن أحداً من إداغرة النصر سبق وأدانه في أي فعلة قام بها أو لامه أو عاتبه دفاع مستميت أساسه بمبدأ «انصر حسين ظالماً أو مظلوماً»، وهذا ما شجعه على التمادي خارج الملعب، وهو يعتدي على مشعل السعيد في سابقة خطيرة جداً تحدث للمرة الأولى بطلها أيضاً حسين، ومع ذلك وجد من يدافع عنه. أبشر بطول سلامة يا حسين، وإدارتك تراك حملاً وديعاً، واللجان تستيقظ لتضبط سلوك غيرك وتتركك ترتع داخل الميدان وخارجه. [email protected]