كشف الناشر والكاتب عبدالله الماجد أنه في السابق «لم تكن هناك رقابة على الصحافيين، وكانت الأمور تسير بشكل أيسر مما هي عليه الآن». وأشار إلى ما تعانيه الصحافة اليوم، واصفاً ذلك ب«ورم كبير أكبر مما يجب»، مستدركاً بالقول «قد يكون الزمن يتطلب رقابة أشد مما كانت عليه في بداياتها». وقال الماجد: «إن فكرة تأسيس الأندية الأدبية بدأت أولاً من اقتراح إحياء لسوق عكاظ قديماً، إلا أن الفكرة تطورت بعد اجتماعات لأدباء رواد، منهم عبدالله بن خميس والرفاعي وغيرهم نحو تأسيس اتحاد للأدباء السعوديين لم تكن لتنجح يومها، فتحولت إلى فكرة إنشاء رابطة لم ترَ النور أيضاً، لكنها تحولت إلى ما نراه اليوم من تأسيس لعدد من الأندية الأدبية، وأولها النادي الأدبي بالرياض عام 1395ه». وتحدث الماجد خلال لقاء مفتوح عقد أخيراً في نادي الرياض الأدبي أداره الناشر عبدالرحيم الأحمدي، عن تجربته من الصحافة إلى النشر، متطرقاً بكلام مفعم برومانسية مفرطة إلى ذكريات بداياته مع النشر والكتابة وعالم الصحافة. وكشف عن غياب مأسسة حقيقية لتوزيع الكتب، موضحاً أهمية الفصل بين النشر والتوزيع «فمهمة النشر إنتاج الكتب لا توزيعها»، وأضاف أن النشر الثقافي والعلمي «لا يمثلان دخلاً في الدول العربية مثلما يمثلانه في الدول الغربية»، وأكد أن المشكلة الرئيسية تكمن في «التسويق»، لافتاً إلى أنه قدم اقتراحات سابقة «لإنشاء مؤسسات توزيع تبعها دراسات تؤكد أهميتها، إلا أنها لم ترَ النور سوى في توزيع الصحف والمجلات». ولم يبدِ الماجد تخوفه من انتشار الكتاب الإلكتروني، «لأن الكتاب الورقي حاضر وبقوة في الغرب، فيكفي أن معرض ميونخ الدولي يعرض فيه ملايين الكتب المتنوعة الجديدة، ناهيك عن القديمة من آلاف دور النشر»، مؤكداً أنه لا يستطيع أن يرفض النشر الإلكتروني. ووصف الماجد بداياته الصحافية بأنها بدأت على استحياء في اليمامة ثم الرياض، مشيراً إلى بداية «تأسيس أول ملحق أدبي في الصحافة السعودية على يديه، بعد إشرافه على صفحة الرياض الثقافية». وقال إن الملحق «كان فتحاً للكتّاب السعوديين على الأدب الحداثي العربي». وأضاف أن الصحافة «يومها كانت نتيجة قدرات مجموعة، وليست مجهود شخص واحد، وفي الوقت الذي كانت فيه طباعة الصحف مشتركة ومتعبة، والجهد المبذول كبير، إلا أنها كانت أياماً جميلة». وتحدث الماجد بإسهاب عن بداياته مع عالم النشر، بدءاً من تعرفه على دار الكتب في شارع الوزير وذوبانه في عالم القراءة والكتابة الجميل، ثم عبر وظيفته في إدارة للنشر في جامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، واشتغاله على المعارض العلمية، مركزاً على أهمية إنتاج وتسويق الكتب العلمية، وقال: «أول ما تفتق عنه ذهني في رحلتي مع النشر، هو نشر الكتب العلمية والمحكمة والكتب الجامعية المساعدة». واستعاد الماجد جانباً من ذكريات «حراج بن قاسم» وقيمته التي كان يتمناها، ليجعل مدينة الرياض «مدينة كتب على غرار مدينة الكتب (هي إن ذا وي) في الغرب البريطاني، التي لم تكن لتحتفي بشيء آخر غير الكتب».