سيطرت المعارضة السورية المسلحة أمس على مقر أمني في مدينة دير الزور إثر اشتباكات عنيفة ليل الاثنين - الثلثاء مع القوات النظامية أسفرت عن قتلى، فيما استعاد الجيش منطقة استراتيجية في حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بيان إن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة سيطروا على مقر قسم الأمن العسكري في شارع سينما فؤاد في مدينة دير الزور بعد اشتباكات عنيفة استمرت حتى ساعات فجر» أمس. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين على الأقل من المعارضة وما لا يقل عن ثمانية من عناصر القوات النظامية. وتحدثت لجان التنسيق المحلية من جهتها عن «قصف مدفعي كثيف وعنيف على أحياء المدينة بمعدل قذيفة كل دقيقتين وتصاعد أعمدة الدخان من الأحياء السكنية في مناطق عدة» فيها. وسقط «مقاتلان من الكتائب الثائرة المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية» في ريف دير الزور، وفق المرصد الذي لم يذكر أي تفاصيل عن طبيعة الاشتباكات ومكانها. وفي حلب، سيطرت قوات من الجيش النظامي على أعالي حي سيف الدولة إثر معركة ضارية مع المعارضة أول من أمس، ما سيسهل للجيش السيطرة على كامل المدينة كما يؤكد ضباط في المكان الذي كانت ست جثث على الأرض وسط أحد شوارعه لتشهد على عنف المعارك التي جرت. وقال العقيد في الجيش السوري الذي رافق الصحافيين في زيارتهم لثاني المدن السورية مساء أول من أمس: «كانت المعركة قاسية جداً لأن الإرهابيين كانوا يسيطرون على مركزين تجاريين عاليين على طرفي الشارع» حيث حصلت المعركة. ومن احد المركزين التجاريين اللذين يتحكمان بالشارع وهما عبارة عن برجين يتألف كل منهما من عشرة طوابق، لم يبق سوى الهيكل. وشوهدت ثياب أطفال في احد طوابق البرج، ومعدات إلكترونية في طابق آخر وبقايا مطعم في طابق ثالث. وقال الضابط المرافق للصحافيين: «كان لا بد من استخدام قوة نارية كثيفة للإلهاء وفتح الطريق أمام قوة أخرى لاقتحام البرج ثم نشب القتال من طابق إلى آخر حتى وصلنا إلى الطابق الأخير حيث شاهدنا بنادق قنص متروكة». وعلى الطريق شوهدت بقايا سيارات متفحمة أو ممزقة بالرصاص والقذائف، أما الأبنية المجاورة فكانت متفحمة نتيجة الحرائق. لكن لا يبدو أن حي سيف الدولة الواقع في غرب حلب آمن في شكل كاف. وطلب الضابط المرافق من الصحافيين السير إلى جانب الجدران الواحد خلف الآخر. وشاهد الصحافيون في المكان جنوداً ينقلون في ملاية صفراء اللون جثة احد رفاقهم وقد مزقته قنبلة مضادة للدروع اطلقها المعارضون المسلحون. وعلى بعد خمسين متراً تتجه الطريق نزولاً لتبدأ هناك الأرض التي يسيطر عليها المعارضون. وقال احد الضباط مخاطباً الصحافيين: «لا يزال لديهم وجود إلا أنهم فقدوا التفوق الاستراتيجي الذي كانوا يتمتعون به عندما كانوا مسيطرين على هذين البرجين». واقترب ضابط من الصحافيين وهو يحمل دفتراً مدرسياً وجده في شقة كان المعارضون المسلحون يتمركزون فيها. وتضمن هذا الدفتر مناوبات المقاتلين على المراكز القتالية مع أسمائهم وجنسياتهم وأوقات خدمتهم العسكرية. وبحسب هذا الدفتر، فإن نصف المقاتلين كانوا من الليبيين والأتراك والتونسيين والشيشان واليمنيين والنصف الأخر من السوريين. وقال قائد العمليات العسكرية في غرب حلب إن «السيطرة السبت على مرتفعات سيف الدولة شكلت تحولاً في المعركة لتحرير حلب وأعتقد أننا سنسيطر على هذا الحي بكامله خلال يومين». وأضاف: «خلال عشرة أيام سنطهر حلب... الأصعب تم إنجازه لأن الشوارع المتبقية تضم مباني ذات طابقين أو ثلاثة وسنتقدم فيها سريعاً».