تواصل نزف المعلمات السعوديات أمس بحادثة جديدة، وقعت على طريق الرياض – القصيم السريع، أودت بحياة معلمتين وإصابة أربع أخريات أثناء استقلالهن حافلة نقل باتجاه مدرستهن في محافظة الزلفي. وأكد مدير التربية والتعليم في محافظة الزلفي محمد الطريقي ل«الحياة»، أنه اطمأن على الحالات الصحية للمصابات، والتقى مدير المستشفى الدكتور مالك الحسيناوي، والطاقم الطبي المشرف على الحالات، ومدير شرطة المجمعة العقيد فهد المرشدي. وأوضح أن محافظ الزلفي فيحان بن لبدة تابع الحالات منذ وقوع الحادثة، وقدم الطريقي تعازيه لذوي المعلمتين باسمه ونيابة عن وزير التربية والتعليم، داعياً الله أن يمن على المصابات بالشفاء التام. من جهته، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في مستشفى الملك خالد في محافظة المجمعة محمد الربيعة ل«الحياة»، أن عدد الحالات التي وصلت للمستشفى بلغ أربع حالات، بينما تمت إحالة حالتين إلى مستشفى الأمير سلمان في الرياض بسبب إصابتهما بتمزق في الكبد ونزف داخلي، مشيراً إلى أن حالتي الوفاة تم تحويلهما إلى مستشفى الحوطة. بدورها، أوضحت المديرية العامة للدفاع المدني، عبر بيان صحافي أمس، أن الحادثة وقعت بين حافلة صغيرة لنقل المعلمات وشاحنة في الطريق السريع شرق جلاجل (167 كيلومتراً شمال غربي الرياض)، مفيدة بأن فرقاً من الدفاع المدني في مركزي جلاجل وحوطة سدير قامتا بمباشرة الحادثة. وأشارت إلى أنه عند الوصول لموقع الحادثة، تبين وجود حالتي وفاة لمعلمتين وإصابة أربع أخريات بإصابات متفرقة، كما أصيب قائد الحافلة بإصابات خطرة، لافتة إلى أنه تم نقل المصابين في مركبات الهلال الأحمر للمستشفيات القريبة من الموقع. وكشفت زميلات للضحيتين في حديثهن إلى «الحياة» (فضلن عدم ذكر أسمائهن) أن المعلمة الأولى المتوفاة وهي هند الفرهود أم لطفلة لا تتجاوز العام، فيما الثانية نورة القحطاني متخصصة في «رياض الأطفال»، وعيّنت قبل عامين، وهي أم لطفلين. وقال المواطن عبدالله العمار، وهو زوج المعلمة المصابة في الحادثة الجوهرة، إن زوجته متخرجة قبل 13 عاماً، وله منها ولدان وبنت، أكبرهم عمره 13 عاماً، مشيراً إلى أن ظروف الحياة أجبرته على استئجار سكن في الزلفي، وتوفير سائق وخادمة لها، وأنه يعاني من هذه الحال منذ ثلاث سنوات. وبين العمار أن وقت الحادثة اتصلت به زوجته وكانت في نوبة من البكاء، وأخبرته بتعرضها وزميلاتها لحادثة، وهي في مستشفى المجمعة، مضيفاً: «اضطررت للخروج من عملي (يعمل معلماً) متوجهاً للمجمعة، للوقوف على حالها الصحية». وأفاد بأن المعلمات وقت الحادثة كن نائمات، بينما كانت تستقل زوجته المقعد الخلفي. من جانبه، أوضح فهد الشلوي وهو أخ المعلمة المصابة (ح، ص)، أن شقيقته عيّنت قبل أكثر من ثلاث سنوات في قطاع التعليم، وهي متخصصة في اللغة العربية، ومتزوجة ولديها أربعة أولاد، وتسكن مدينة الرياض، وتتردد يومياً على الزلفي. وأضاف: «حالها حرجة، كون الإصابة كانت في البطن، وتعرضت لتمزق في الكبد، وتجرى لها جراحة في مستشفى الأمير سلمان، وهي تعاني من نزف حاد».